سماحة الشيخ منتظر الخفاجي (حفظه الله تعالى): إن اردتُ ازالة الامراض الاخلاقية من نفسي الامارة بالسوء، فبأي الامراض ابدأ؟ مع فائق الاحترام والتقدير وجزيل الشكر على سعة الصدر.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام والاكرام

ابدأ بأضعفها وأخّر أقواها، ولا تيأس.

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشيخ الجليل أحمد الله اليك وأشكره لنعمه المتواصلة وأصلي وأسلم على النبي الخاتم محمد واله الغر الميامين وأحييك بتحية الاسلام.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخي لدي اسئلة ان تفضلت بالإجابة عليها أكن شاكراً:

السؤال الاول: يقول السيد الشهيد الصدر -قدس سره- في فقه الاخلاق الجزء الاول^[1] “انه يجب علينا استبعاد نية التقرب المكاني والزماني والرتبي” فما هو المقصود بالتقرب الرتبي هل يقصد الرتب الوجودية للموجودات؟.

السؤال الثاني: يذكر صاحب جامع السعادات^[2] إن التحلي والتخلي يجب ان يكون على الترتب العلمي فما المقصود منه وكيف نفهمه عملياً؟.

السؤال الثالث: في قول جامع السعادات بتكميل القوة النظرية وتكميل القوة العملية هل نتعامل مع هذا التكميل طولياً أم عرضياً؟.

وأخيراً التمس منك الدعوات لحسن العاقبة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

وحياكم الله بما يحيي به أولياءه وخاصته.

بالنسبة لما تفضلتم به من السؤال فجوابه على حسب الترتيب:

أولاً: الذي افهمه من التقرب الرتبي هو حدّ الذات بمرتبة عليا والتقرب لتلك المرتبة.

ثانياً: أن يكون التخلي والتحلي مرتباً على حسب التولد الطبيعي للقوى وما ينبع منها، وحسب علمي فإن اتخاذ منهج الإظهار الإلهي أكثر نجاحاً من أسلوب أهل الأخلاق، إذ أن الحق تعالى يُظهِر من الأمراض أو الصفات الدنيا للفرد، من مكمن النفس الى سطحها، ما يرى سبحانه من أنها أولى بالتعامل من غيرها، وإن كانت متقدمة رتبة أو متأخرة؛ لذلك نرى منه سبحانه إخفاء بعض الرذائل عن صاحبها والتي يرى أن أوان علاجها لم يحن بعد.

ثالثاً: حسب علماء الأخلاق، يكون العمل التكميلي طولياً.

والله العالم بحقائق الامور

[1]– السيد محمد محمد صادق الصدرـج1، ص33

[2]– الشيخ النراقي، جامع السعادات، ج1، ص37

السلام عليكم

عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد السيد الصدر -قدس سره-.

شيخي منذ فترة وأنا أعاني من الغضب بشكل معتدٍ به وأرتب عليه آثار في لحظة الحدث وأحيانا قليلة أسيطر على حالي وفي كل مرة تنتابني موجة غضب أشعر بالضيق الشديد، عموما أنا متأذي جداً من هذه الحالة لأني كنت الى فترة أسيطر على حالي وقليل الانفعال وقليل الغضب، فما الحل الافضل والأمثل؟  وتقبل دعائي.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى

عظم الله لكم الأجر وأجزل لكم العطاء

إن المستوى الذي أنت فيه يوجب عليك حال الغضب هذا، فعليك الخروج من المستوى الذي أنت فيه الى ما هو أعلى منه، وأفضل طريق لذلك أن تضيف لنفسك بعض العبادات العقلية، مثل التفكر بالآيات القرآنية أو غيرها بحيث تأخذ لك يومياً آية وتفكر فيها، ثم تحاول أن يطغى الجانب الايماني على أكثر جوانب حياتك، واعلم، أن توسع الغضب أو توسع الشهوة هو دلالة على الفراغ الايماني للقلب. أعانكم الله وسدد خطاكم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الجليل. جعل الله أيامكم كلها خير وعافية في الدين والدنيا، وددت أن أسال عن جانب أعتقد انه مهم، وهو كيفية الوصول إلى المَلَكَة؟ أي كيف تصبح صفه معينة مَلَكَة لي الصدق أو الإخلاص أو الصبر الخ من الصفات؟، جزاكم الله كل خير وملككم كل سبله.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نسأل الحق أن يصطفيكم لقربه.

إن ما ذكرتموه وذكره علماء الأخلاق من أن المداومة على الفضيلة تجعل منها مَلَكَة هو صحيح، لكنه ليس قطعي النجاح، والذي جربناه ورأينا منه نتائج جيدة هو الطريق غير المباشر، وأعني به طريق التقرب من منبع الفضائل سبحانه والذي يُفيض من هذه الصفات فترسخ في النفس دونما زوال، وذلك عن طريق العبادة القلبية والعقلية بحيث تشغل الحيز الأكبر من الإنسان، عندها ستسقط الرذائل وتتمكن الفضائل دون أن يشعر الفرد بذلك، لأنه كما تعلم -أيدك الله – أن التقرب بحد ذاته تطهير وتقوية للجانب الإلهي في الإنسان، وتضعيف للجانب الإنساني فيه. والسلام عليكم.

شيخنا الفاضل كيف تتم عملية ترويض النفس؟.

الجواب

بسمه تعالى

الطرد المستمر للأفكار التي لا تحبذها قبل أن تتمكن من ذهنك، أي في بداية خطورها، كذلك حاول أن تحدد لك يومياً موضوع مُعيّن تفكر فيه بحيث يشغل أكثر تفكيرك.

السلام على الشيخ الجليل ورحمة الله سبحانه

عندما لا يجد أحدنا فقيراً ليعطيه الصدقة فيضعها في صندوق للصدقات، فهل لهذه الصدقة أثرها المباشر كما لو وضعناها في يد الفقير مباشرة أم لا؟.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

سؤال مفيد جزاك الله خيراً. بما أن أساس بناء العمل هو النية وهي الفاعلة في العالم المؤثِر (نية المرء خيرٌ من عمله)^[1] يكون لهذه الصدقة أثرها، لكن مسالة قوة وضعف أثر الصدقة وسعة تأثيرها وضيقه، هو منوط بأمرين وهما: درجة طهارة النية، وحجم الصدقة، ولا أعني حجمها المادي وإنما حجم وطأتها وثقلها على نفس المتصدق.

[1]-العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج67، 206

شيخنا الكريم لكم كل الفضل والشكر على ما تكتبون من نصائح وتوجيهات.

الجواب

بسمه تعالى

الأخ الجليل… إن الفضل والشكر لله وحده، وليس لأحد المنة على عباد الله بشيء اطلاقاً، إنما الشرف بالتوفيق لخدمة عباد الله والذين هم أعز ما في ملك الله عز وجل. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لخدمته عن أشرف طريق وهم عباده. شكرا جزيلا لك.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله كل خير، ورفع بكم كل حقد وكره وضغينة. شيخنا الجليل ما تفضلتم به لمس الجرح وشخّص العلّة، مولاي ما هي الطريقة الأمثل لإزالة هذه الرذائل (الحقد) وكيفية تنقية النفوس وخصوصا لدى الآخرين الذين لا تستطيع أذانهم الإصغاء ولا تستطيع عيونهم الإبصار فكيف السبيل؟؟؟…. وما أحلى ما طرحتم من عالم بلا ضغائن أو أحقاد…. نفع الله بك خلقه وجعل كلماتك شفاءً للجروح …. والسلام عليكم.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى ورضوانه

إن تنقية نفوس الآخرين منوطة بإرادة الآخرين للتنقية والتزكية، وهذا لن يصدر منهم حتى يقفوا على حدود الحقد وحقيقة أضراره، عندما يرون الإضرار الجسيمة للحقد سوف تنبعث منهم داعية طلب العلاج، وهي العلاج، لكن المشكلة هي أن الفرد منا يرى أن الحقد على من يسيء له، رد فعل طبيعي!. سدد الله خطاكم.

شيخنا الجليل أيدك الله. ما مدى صحة الحديث الذي يقول: (رضا الله مع رضا الوالدين)^[1] الذي أصبح من المسلمات به عند إلقاء الحجج على الأبناء؟، وكأنه في الكفة المقابلة لحديث (رضا الله رضانا أهل البيت)^[2] وما مدى خطورة عدم استيعاب أخطاء الآباء على علاقة الفرد بالله سبحانه؟.

الجواب

بسمه تعالى

‏جناب الاخ الفاضل أيدكم الله تعالى.

يقول الإمام الصادق عليه السلام: (بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله، إذ لا عبادة أسرع بلوغاً لصاحبها إلى رضاء الله من بر الولدين المؤمنَين لوجه الله تعالى، لأن حق الوالدين مشتق من حق الله تعالى إذا كانا على منهاج الدين والسنة، ولا يكونا مانعي الولد من طاعة الله إلى طاعتهما ومن اليقين إلى الشك ومن الزهد إلى الدنيا….)^[3]. لكن أحياناً وان كان الجانب الشرعي يخلي مسؤولية الولد عنهما في جهة ما، لكن الجانب الأخلاقي لا يعفيه من ذلك، من قبيل أن يمنع الأب ابنه من أمر مُستحب أو راجح شرعاً وذلك لأن الأب يرى أن في هذا الفعل ضرر على ابنه، ومن الصعب أن يتفهم أن الدين لا يوقع العبد في الضرر، رغم ذلك ينبغي على الابن أن يأتي لأبيه بالأسلوب الأنسب وليس بنفس الأسلوب الذي يعامل به غيره. وشكراً.

[1]– العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج71، 80

[2]– المصدر السابق، ج44، ص 367

[3]– العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج71، ص77

السلام عليكم سماحة الشيخ المفضال.

هل ممكن أن تبين لي كيف يمكن للإنسان أن يسيطر على أفكاره ويستطيع إيقاف القوة المخيلة له والسيطرة عليها…. جزاكم الله خير الجزاء.

الجواب

بيمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

من الصعب على الفرد أن يسيطر على أفكاره سيطرة تامة، إلا أن يهبه الله تعالى ذلك، لأن الفكر ليس مستقلاً بيد الإنسان، إنما هنالك من له سلطة وتحكم بنصيب من الفكر، لكن بالترويض المستمر بطرد الأفكار والخواطر، يحصل لدى الإنسان شيئاً يسير من السيطرة. أما المخيلة، فهي ضمن جوانب الإنسان التي لا يستغني عنها في غايته، لكن المفروض أن يهذبها وذلك بتفريغها من الصور الضارة وملأها بالمنافع عن طريق الالتفات والاهتمام، فإن الاهتمام هو الذي يحرك المخيلة، فينبغي على الإنسان أن يقلل من اهتمامه بما ليس فيه فائدة ويزيد مما يجد فيه فائدة حتى يطغى على مخيلته. أيدكم الله تعالى.

السلام على الأب المربي ورحمة الله

شيخنا العزيز، ورد في إحدى وصاياكم الرمضانية “اغلب الصائمين يكون سريع الغضب”^[1] وقد بينتم سبب ذلك، فكيف السبيل العملي الى تقليص هذه الحالة؟ ثم التخلص منها؟

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

إن الجوع والعطش يؤثران على تصرفات الصائم، وغالباً ما يجعلانه سريع الغضب، لكن ذلك ليس مبرراً.

أما السبيل لكبح غضبه، فالمتوقع من الصائم أن تصوم كل جوارحه، وهو ما يتطلب منه السيطرة على بقية غرائزه فترة صومه وليس فقط غريزتيّ الجوع والعطش.

 للسيطرة على القوة الغضبية بالنسبة للصائم؛ فهناك طريقان:

الأول: هو الطريق العلمي، والذي يتطلب من الصائم أن يركّز في ذهنه أن الغضب يُنقص من أجر صيامه، فليس كل صيامٍ مقبول وإن طابق الحدود الشرعية، فقد يكون صومه مبرأ لذمته لكن ليس بالضرورة أن يكون مقبولاً عند الله تعالى ويستحق صاحبه درجة الصائمين، فكثير من التصرفات الخاطئة تنقص من أجر الصوم ومن مرتبته عند الحق تعالى.

الثاني: الطريق العملي: ومحصله الابتعاد عن محفزات الغضب، تارة بالابتعاد المادي، أي تجنب المواطن التي تثير الغضب سواء أكانت أماكن معينة أو أحاديث أو غيرها، وتارة بالابتعاد المعنوي –وهو الأهم- وذلك أن يُبعد الصائم عن ساحة نفسه الخواطر المسببة للغضب قبل أن تتمكن من نفسه، فيحوّل ذهنه عن الخاطرة أو الصورة الغضبية الى أمر آخر، حينها ستمر هذه الخاطرة دون أن تؤثر فيه، وكذلك الامر إن حلَ في نفسه حال الغضب فيستطيع أن يصرف انتباهه لأي أمرٍ آخر حتى يزول حال الغضب.

[1]– أخطاء رمضانية، منشور في صفحة الشيخ منتظر الخفاجي (فيسبوك) بتاريخ 8/1/2016

 شيخنا الكريم حفظك الله تعالى. أريد أن أصفي نفسي من الأدران ولكن ليس لدي عزيمة، فماذا أفعل؟.

الجواب

بسمه تعالى

العزيمة عموماً موجودة لدى كل إنسان، لكنّ بعض الناس من يضعها في موارد معينة بنسبة كبيرة فيفتقدها في موارد أخرى، لذا وجب أن يقلل الفرد من اهتمامه ببعض الأمور حتى تقوى عزيمته في أمور أخرى.

السلام على الشيخ الفاضل …أعزك الله بعزه.

كثيرٌ ما تناول الأخلاقيون وأهل المعرفة مسألة جهاد النفس وقهرها ولجم شهواتها … ولي على ذلك أسئلة:

 السؤال الأول: ما هي الركيزة الأساسية لجهاد النفس، أو بمعنى أخر ما هو بداية الانطلاق في هذا العالم؟.

السؤال الثاني: ما هي المجالات التي يجاهد فيها المؤمن نفسه؟ أم أن الباب مفتوح على مصراعيه ويجاهد نفسه في كل ما تميل إليه؟.

السؤال الثالث: ما هو المقياس لنجاح الفرد في جهاد النفس؟

ودمت للخير.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى

المفروض أن البداية هي ما يقررها الأستاذ، حيث يرى المجاهدة التي تناسب مستوى المريد، لأنه كما يقول شيخي-أعلى الله تعالى مقامه-: (إن النفس إن ضغطت عليها قد تخرج عن حدود الطاعة أو تؤثر على العقل)[1] لكن حسب فهمي أن المخالفات البسيطة وحتى المجاهدات إن كانت بسيطة، يستطيع الإنسان أدائها دون أستاذ.

أما بالنسبة للمقياس، فإن المجاهدات والمخالفات وكذلك الرياضات ليس الغاية منها هو لجم شهوات النفس كما يتوهمها البعض إنما هو كسر شوكة النفس لتحرير الروح من قيودها وانطلاقها إلى عالمها -هذا وفق مدرستنا- أما نجاح الفرد وعدمه فمن الصعب أن يدركه الفرد بنفسه، إنما هذا من عمل الأستاذ.

[1]– السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر

شيخنا العزيز سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي دام عطاؤكم.

 لدي سؤال: لماذا الشخص الذي يريد أن يتخلص من رذيلة فإنه يعاني منها وأنها قد ترجع اليه في لحظة ما؟ بينما على يد شيخ عارف فإنه يتخلص منها بسهولة ولا ترجع له؟

الجواب

بسمه تعالى

أولاً: الشيخ المرشد أعرف بالأمراض الباطنية وعلاجاتها، وأعرف بطرق الدخول لتلك الامراض.

ثانياً: روحانية الشيخ لها تأثير في باطن المريد.

أيها الشيخ الغالي لدي استفسار وددت الإجابة الشافية منكم، سؤالي: إذا كانت لديّ رذيلة معينة على سبيل المثال الخوف من الأموات والقبور ولا أستطيع التغلب عليها لكن إذا طلب مني الاستاذ أن أذهب الى القبور وأبيت هناك (فهل هناك فرق بين الحالتين) لأنني لا استطيع ذلك فكيف يطلب مني هذا الطلب وهو يعلم إني لا استطيع البتة؟.

الجواب

بسمه تعالى

عادة ما يستخدم أهل الاخلاق والعرفان طريق العلاج بالضد، فيعالجوا الخوف بضده وهكذا بقية الامراض الباطنية، وهو من العلاجات البدائية والتي لا نميل لها في مدرستنا.

شيخنا الغالي سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي دام عطاؤكم. اذا أمكن جواب، هل الشهوات رحمة أم نقمة؟.

الجواب

بسمه تعالى

الشهوات بحد ذاتها رحمة لكن إن خرجت عن حدودها أصبحت نقمة.

جناب الشيخ الفاضل …. أين تذهب الصفات السيئة بعد ان يتجرد منها الانسان وبعد أن يُزين نفسه بالصفات الجيدة؟.

الجواب

بسمه تعالى

ان كان التجرد كاملاً فسوف تُعدم هذه الصفات، وأما إن كان التجرد ناقصاً فسوف تدفن هذه الصفات في مكنون النفس.

 سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي أدام الله تعالى عطاؤكم. هل الفضائل والصفات الجيدة جوهرية ثابتة أصيلة ذاتية غير عرضية أم هي مكتسبة؟ وهل الرذائل والصفات السيئة هي نابعة من الذات ومعبرة عن الانسان في مستوى معين أم هي فقط غشاء حاجب وبرزخ فاصل بين الذات وبين الظهور؟.

 الجواب

بسمه تعالى

ما نقصدهُ من الصفات الذاتية هي التي تولد مع الانسان في هذه النشأة، وعليه ليس بالضرورة أن تكون كلها فضائل أو كلها رذائل.

   أما إذا رجعنا إلى عالم الفطرة الأولى فليس ثمة رذائل في تكوين الإنسان، انما ما اكتسبه من صفات متدنية في عوالم مسيره أصبحت مؤثرة كأثر الصفات الذاتية؛ لذلك اصطلحنا عليها بالصفات الذاتية إذ لم يكتسبها في نشأته هذه. وعلى ذلك أصبح المسير الكمالي الاول للفرد نحو فطرته الأولى، المُعبّر عنها بلسان القوم بالقيامة الوسطى ثم ينطلق منها إلى قيامته الكبرى.

والله تعالى أعلم بخلقه

شيخنا الجليل سماحة العارف بالله منتظر الخفاجي دام عطاؤكم. نحن جمع من كسبة محافظة النجف الأشرف نرجوا من سماحتكم التفضل علينا بنصيحة أخلاقية تخص البيع والشراء والتعامل مع الناس في الأسواق؟.

الجواب

بسمه تعالى

 هو شيءٌ واحدٌ إن أنتم فعلتموه فسيغنيكم عن أشياء عديدة، وهو الصدق في المعاملة، والذي أساسه اليقين بأن الرازق هو الله جلّ وعلا وليس تدبيرنا وأساليبنا.

السلام عليكم شيخنا الجليل

عندي مرض وبودي طرحه أمام سماحتكم وكلي أمل بالله تعالى أن يكون شفائي منه على يديكم مولاي.

المرض هو المبالغة في (القول والوعظ) وكثيراً ما أعاني منه، ولذلك مصيبتي إنني أعلم بمرضي وأجد صعوبة بالسيطرة عليه فضلاً عن التخلص منه وأستنجد الآن بالواحد الأحد ومن ثم بسماحتكم شيخنا الجليل. السؤال هو كيف التخلص من المبالغة ؟.

الجواب

بسمه تعالى

  عليكم السلام ورحمة الله تعالى.

  هذه خطوات ستنفعك في حاجتك بإذن الله تعالى إن طبقتها.

   أولاً: ترك فضول الكلام، وهو الكلام الزائد والذي ليس له أي فائدة، مثل الكلام بالأمور السياسية والمجادلات المذهبية والنقاشات التأريخية والكلام عن الطعام وغير ذلك مما لا يحقق لك فائدة ذات قيمة، فترك فضول الكلام سيقلص المبالغة الى النصف وربما أكثر.

ثانياً: يجب ان تزرع في نفسك بعمق، إنك حينما تبالغ في كلامك فإنك سوف تسقط قيمتك في نظر المقابل لأنه سيكتشف مبالغتك.

  ثالثاً: اعلم ان المبالغة هي كذب وعقوبتها عقوبة الكذب، وان كنا خففناها بالتسمية لكن واقعاً هي كذب. فكل ما ينال الكاذب في الدنيا والآخرة ينال المُبالغ.

رابعاً: داوم على قراءة الكتب التي تُحذّر من المبالغة أو الكذب عموماً وتبين أضراره مثل كتاب إحياء علوم الدين وكتاب جامع السعادات وكتاب تهذيب النفس وغيرها، ولدينا موعظة مكتوبة بعنوان (المبالغة في الكلام)^[1] بودي أن تقرأها بتمعن. وفقك الله تعالى لكل خير.

[1]– الشيخ منتظر الخفاجي، ومضات تربوية، ص209

سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي دام عطاؤكم.

كيف يكتسب الداني من العالي؟

 وجزاكم الله تعالى كل خير.

الجواب

بسمه تعالى

طرق الاكتساب عديدة واهمها طريق المحبة وأعني بها المحبة المجردة، فمن أحب شخصاً اكتسب من صفاته وافعاله تلقائياً.

شيخنا العزيز ادام الله تعالى بقاءكم. هل الآداب تختلف عن الأخلاق من حيث التعامل وتربية النفس، أم أن كلاً منهما يشتركان في التربية المطلوبة؟.

حفظكم الله تعالى أين ما كنتم.

الجواب

بسمه تعالى

الآدب عندنا هو أن تؤدي الفعل بأفضل صورهِ، فهو يعتني بالصورة الظاهرة للفعل، أما الأخلاق فتعالج الصورة الباطنة للفعل، أعني أنها تهتم بتزكية الصفات التي تصدر عنها الأفعال، والآداب برزخ بين الشريعة والاخلاق.

وفقكم الله تعالى

سماحة الأب المربي دام عزكم. هل هناك تفسير للخواطر والأفكار المنحرفة والشريرة التي تنزل على الإنسان؟ وكيف يتم التخلص منها؟.

الجواب

بسمه تعالى

الخواطر السيئة والأفكار المنحرفة، منشؤها اللوث الباطني ورذائل الأخلاق، فإن طهّر الانسان باطنه ونقّى سريرته فلن يصدر منه إلا ما يناسب تلك الطهارة والنقاء.

سماحة العلامة الشيخ منتظر الخفاجي. ما ورد في الحديث الشريف (تخلقوا بأخلاق الله)^[1] يحتم وجود امكانية وقابلية للإنسان لتطبيق هذا الامر الوارد، فما هي الاسس الواجب توفرها للإنسان من أجل تحقيق هذا الامر؟

الجواب

بسمه تعالى

الإرادة الجادة فقط والباقي عليه سبحانه.

[1]– العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج58، ص129

شيخنا العزيز سماحة الاب المربي الشيخ منتظر الخفاجي.

هل كثرة الكلام وإطالته يُعد من الظهورات النفسية السلبية التي تؤثر في تكامل الفرد؟.

الجواب

بسمه تعالى

أكيداً، فإن فضول الكلام من الرذائل، والتي تضعف شخصية الإنسان ظاهرياً وباطنياً.

وقد يُوقع كثيرُ الكلام نفسه فيما لا تحمد عواقبه، قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): (وهل يَكِبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد السنتهم ؟!)^[1].

[1]– الشيخ محمد الريشهري، ميزان الحكمة، ج4، ص2780

سماحة العلامة الشيخ منتظر الخفاجي دام عزكم.

هل العزلة عن الناس والخلوة بالنفس والابتعاد عن المجتمع وهمومه له دخل في تكامل الفرد وصفاء قلبه وروحه؟.

الجواب

بسمه تعالى

 نعم، العزلة والاختلاء بالنفس تنفع الفرد في تكامله وخاصة في المراحل الأولى، لكن لا ينبغي أن تطول بحيث يمسي الفرد مستوحشاً من الاختلاط بالناس، إنما يأخذ فائدته من العزلة ثم يعود الى المجتمع.

 شيخنا الجليل أعزك الله تعالى. ما هو الحكم الاخلاقي للتورية وجعلها وسيلة لتحقيق غاية يعتبرها صاحبها سامية؟.

الجواب

بسمه تعالى

التورية جائزة شرعاً، لكنها مرجوحة أخلاقياً.

 سؤال الى سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي دام عطاءه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف يمكن للإنسان أن يعالج رذيلة حب الشهرة إذا ثبتت عنده في عمل من الأعمال أمام أكثر من 70 شخصاً من أخوته ومحبيه؟. 

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى.

الخطوة الأولى هي تجنب مواطن الشهرة، ثم بعدها تعمل ما يخالف ويضاد الرغبة في الشهرة وحب الظهور، فإن لم يتحقق لك ما تريد فسلّم المرض لله تعالى.

وفقك الله تعالى لكل خير.