الأجوبة القرآنية

الأجوبة القرآنية 1

ملاحظة: أستكشف السؤال بالنقر على الأيقونة.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيخي روي عن أمير المؤمنين أنه قال بما معناه: (وذلك القرآن فاستنطقوه)[1] كيف يمكن استنطاق القران؟

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى

استنطاق الكتاب العزيز بالتدبر في آياته، وعرض كل مشاكلك عليه، والوقوف عند الآيات التي تشعر بأنها تُخفي شيئاً.

[1]– الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص61

السلام عليكم ورحمة الله

يوجد لدي استفسار او حصل عندي التباس حول فهم آية من القران وهي: 

(لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ)[1].

الاستفسار هو: من هو الذي له (مُعَقِّبٰتٌ) من بين يديه ومن خلفه للحفظ من أمر الله؟ أوليس الله من يجعل المعقبات فلماذا يجعل شيء للحفاظ من أمره؟.

شيخنا وضح لي هذا الالتباس جزاك الله من فضله وعلمه وخيره ما جزى به أنبياءه وأولياءه الصالحين.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى

الذي له معقبات هو الانسان، والمعقبات هم الملائكة الحفظة، ومعنى (من أمر الله) هو أن (من) هنا بمعنى (الباء) فيكون المعنى (يحفظونه بأمر الله). جزاكم الله خيراً

[1]– سورة الرعد/ الآية 11

السلام عليكم.. هل يمكن أن تعطينا صورة دقيقة لحقيقة الإنسان ومما يتكون…؟ بحيث نستغني بقولكم عن آراء الآخرين.. كل التقدير والامتنان لشخصكم الكريم.

 

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى.

كل التعريفات التي تناولت حقيقة الإنسان لا تخرج عن الاحتمال والظن، وهكذا أمر ينبغي ان يؤخذ ممن خلق الإنسان فهو الاعلم بذلك، وقد أخبرنا الله تعالى عن ذلك لكن ضعف عقولنا اضطرنا الى تأويل كلام الحق وحمله على محامل أبعدتنا عن الحقيقة. يقول الله تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)[1] وهذه الآية بينت حقيقة الإنسان وحقيقة ما حَمل من الصفات. أيدكم الله تعالى.

[1]– سورة ص/ الآية 72

 ما الفرق بين القرآن وبين الذكر؟

الجواب

بسمه تعالى

المشهور عند علماء التفسير أن الذكر من أسماء القرآن الكريم. نعم وردت مفردة (ذكر) في القرآن الكريم تحت عدة معانٍ، منها: القران، الخير، الشرف، الشرع الالهي، اللوح المحفوظ، المهدي المنتظر، وغير ذلك مما تجده في كتب التفسير.

سلام عليكم شيخنا الفاضل

 هناك أسئلة عن بعض معاني الآيات القرآنية وما الفرق بينهما وهي: قوله تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)[1] (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)[2] (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)[3] (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم)[4] ما معنى الإنشاء؟ (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ)[5] ما معنى التصوير؟ جزاك الله خيراً.

 

الجواب

بسمه تعالى

الإبداع هو إنشاء الشيء بدون اقتداء بشخص أنشأه من قبل، أما الخلق: فأصله اللغوي هو التقدير المستقيم الصحيح، ويستعمل في ايجاد شيء من شيء آخر قال تعالى: (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ)[6]. وأحياناً يستخدم بمعنى الإبداع، ويصح أن نصف به الله تعالى ونصف به غيره، قال تعالى: (َإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ)[7] والذي يخلق هنا هو (عيسى) عليه السلام.

أما فاطر السماوات…: فإن الفطر هو الإبداع مع إضافة شيء وإيداعه في خِلقة المخلوق، وتركيزه فيه، أما الإنشاء: فهو إيجاد الشيء مع تربيته وتنميته.

وأما التصوير: فهو التشكيل بالشكل والهيئة والتي إما مرئية كصورة الإنسان الظاهرة أو صورة الحيوان، أو غير مرئية كصورة صفات الإنسان وقابلياته وإمكانياته. جعلكم الله تعالى من أهل القرآن وحملته والدالين عليه.

 

[1]– سورة البقرة/ الآية 117
[2]– سورة السجدة/ الآية 4
[3]– سورة فاطر/ الآية 1
[4]– سورة الانعام/ الآية 98
[5]– سورة آل عمران/ الآية 6
[6]– سورة النساء/ الآية 1
[7]– سورة المائدة/ الآية 110

السلام عليك يا شيخنا الفاضل

قال تعالى: (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ)[1] ما الفرق بينهما؟ وشكراً.

 

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام والإكرام

 لقد وقع اختلاف كبير بين المفسرين في معنى هذه الآية، وكثرت فيها الآراء، لكن أهمها:

 المعنى الأول: بما أن كلمة – وفى- هو التمام، فيكون معنى الآية (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) إي متمم لك نصيبك من الدنيا ثم أرفعك إليّ.

المعنى الثاني: أن في الآية تقديم وتأخير مثل قوله تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ)[2] فقدم العذاب على الإنذار، علما أن الإنذار يجب أن يكون قبل العذاب، لكن هذا التقديم والتأخير مستساغ في كلام العرب، وعليه يكون معنى الآية – إني رافعك إليَ وموفيك أجرك -.

المعنى الثالث: قالوا إن الوفاة هنا بمعنى النوم – وقد سمى القران النوم موتاً في بعض الآيات – وذلك لأن الله تعالى رفع عيسى وهو نائم.

والله العالم بحقيقة مراده

 

[1]– آل عمران/ الآية 55
[2]– سورة القمر/ الآية 21

السلام عليكم شيخنا الفاضل. نرجو الإجابة على بعض الأسئلة.

1- قال تعالى: (أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)[1] وقال (إِنِّي آنَسْتُ نَارًا)[2] على لسان موسى، ما الفرق بين الشعور والأٌنس؟

 2- ما الفرق بين الناسخ والمنسوخ وبين المحكم والمتشابه.

 

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى…

1- الشعور هو كل ما يحس به الإنسان، سواء كان مريح أو مزعج، أما الأٌنس فهو الشعور المريح الناتج عن الإحساس بالشيء.

2- عندما تنزل آية بحكم معين ثم تنتهي فترة هذا الحكم تأتي آية أخرى تبين الحكم الجديد، فتكون الآية الأولى منسوخة والثانية ناسخة أي ماحية لحكم الآية وليس لكل جوانبها.

 أما المحكمات فهي الآيات الواضحة المعاني والتي لا تحتاج إلى تأويل لمعرفة معناها، والمتشابهات عكس ذلك. ومثال المحكمات: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ)[3] ومثال المتشابهات: (الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ)[4].

 

[1]– سورة النحل/ الآية 21
[2]– سورة طه/ الآية 10
[3]– سورة آل عمران/ الآية 97
[4]– سورة طه/ الآية 5

جناب الشيخ السلام عليكم

قال تعالى: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ)[1] وقال تعالى: (إنَّا أَنزَلْنَاهُ…)[2] شيخنا الفاضل ما لفرق بين الهبوط والنزول وشكراً.

 

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى

الهبوط: هو الانحدار الذي يكون بالقهر، أي يُقهر صاحبه على النزول أو الانحطاط إلى الأسفل.

أما النزول: فهو وإن كان يعطي نفس المعنى لكنه انحطاط وانحدار دون قهر قاهر.

 

[1]– سورة هود/ الآية 48
[2]– سورة القدر/ الآية 1

السلام عليكم شيخنا الفاضل جزاك الله خيراً على هذا الطرح الذي لم يسبق له مثيل.

عندي سؤال في القرآن الكريم في الآية 3 من سورة النساء، قال تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ …)[1] فما هو الربط في الآية بين الشق الأول والشق الثاني من منها؟. جزاك الله أفضل جزاء المحسنين.

 

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام والإكرام.

جزاك الله خير ما يجزي به العاملين.

ظاهر الآية يتحدث عن نكاح اليتامى، حيث كان العرب – وما زالوا- إذا كانت عندهم يتيمة لها مال خافوا أن يتزوجها غيرهم، فيعمدوا إلى الزواج بها أو تزويجها لأبنائهم، حرصاً على أكل مالها، فيقع منهم الظلم من جهة صداقها ومعاملتها، وكان البعض يتحرج من زواج اليتيمة خوفاً من ظلمها.

ومعنى الآية: إن خفتم أن لا تعدلوا في يتامى النساء إذا تزوجتم بهن، فتزوجوا بغيرهن ما طاب لكم مثنى وثلاث ورباع. وظاهر الآية لا يساعد على أكثر من ذلك.

أيدكم الله وسدد خطاكم.

[1]– سورة النساء/ الآية 3

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 شيخنا الجليل أتمنى أن لا أكون مزعج لجنابكم بكثرة الأسئلة. ولكنكم نصبتم أنفسكم مصلحين وأنتم أهلاً لذلك إن شاء الله سبحانه، وهذا واضح من اطروحاتكم وفكركم النير الهادي إلى الله جل حلاله.

السؤال: قال تعالى في سورة المائدة آية 35: (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) فما هي الوسيلة هل هي الدعاء والتضرع والعمل الصالح أم كما يقولون هم الأولياء والصالحون؟ جزاكم الله خير جزاء المحسنين.

 

الجواب

 بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

حسب الروايات الخاصة أن الوسيلة هم أهل البيت سلام الله عليهم، لكن ظاهر الآية الاطلاق، فتكون الوسيلة هي كل ما يصلح أن يكون موصلاً لله تعالى ولرضوانه. ولكم الشكر.

السلام عليكم شيخنا العزيز

 قال عز من قائل: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)[1] وفي آيات أخرى يقول: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ)[2]. ما هو توجيه الآيات؟ مشكورين مولانا الفاضل.

الجواب

 بسمه تعالى

 عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

الشرائع السابقة الحقة هي ضمن الإسلام العام، لكن بعد التلاعب والتحريف انحرفت عن الإسلام. وهذه الشرائع هي مراحل أولى للدين العام.

فقوله: (ومن يبتغ غير الإسلام…..) مبدئياً يشمل الشرائع السابقة الحقة.

أيدكم الله تعالى وسدد خطاكم.

 

[1]– سورة البقرة/ الآية 62
[2]– سورة آل عمران/ الآية 85

السلام عليكم شيخي العزيز

ما تفسير الآيات الكريمات.

1- قوله تعالى: (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ)[1].

2- قوله تعالى: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ)[2] هل المقصود هو الرمان الدنيوي؟. 

وأسألكم الدعاء.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى

حسب قول أهل التفسير أن الله تعالى يجمع هذه الوحوش لكي يقتص لبعضها من بعض. أقول: بما أن كلاً قد علم صلاته وتسبيحه، فلا بد من أن يحاسب ويجازى على أساس ما قدم سواء قلنا بالجزاء المادي أو المعنوي.

أما الآية الأخرى، فيفهم أهل التفسير منها هي الفواكه المعروفة مع اختلافها النسبي عما موجود في الدنيا، لكن ربما يكون القرآن كلم الناس بما يفهمون ويكون المقصود منها بعض الأمور التي يصعب فهمها على الناس إلا بعد الرقي العقلي لهم، فيفهمون منها -بعد الرقي- ربما أمور قريبة من المراد القرآني. جزاكم الله خيراً.

 

[1]– سورة التكوير/ الآية 5
[2]– سورة الرحمن/ الآية 68

السلام على سيدي ورحمة الله وبركاته

هناك أمر حيرني وتاه فيه فكري، وهو استعاذة القديسة مريم من الاتقاء كما ورد: (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً)[1]. وكذلك لماذا استعاذت باسم الرحمن دون الاسم الجامع؟.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

بالنسبة لما تفضلتم، فالذي يستفاد من كلمات أهل التفسير على ما فيها من تشويش، أن استعاذة مريم (ع) كانت عبارة عن أمرين:

أولا: الاعتصام بالرحمن تعالى من الشر المحتمل.

ثانيا: تذكير هذا الشخص الداخل بأن فعله هذا– والذي هو الاختلاء بالمرأة- منافٍ للتقوى، إن كان من أهل التقوى.

أما لماذا استعاذة بالله تعالى عن طريق اسمه الرحمن؟ ففيه احتمالين:

الأول: أن عموم الوضع الذي كانت فيه احتاجت معه إلى الرحمة.

الثاني: يمكن أن تكون هنالك علقة بينها وبين هذا الاسم على وجه التحديد.

والله تعالى هو العالِم

 

[1]– سورة مريم/ الآية 18

السلام على جناب الشيخ الجليل والأب العزيز ورحمة الله وبركاته

تفضلت علينا بحكمك الجميلة جزاك الله ألف خير، وأدامك لنا كي تقر عيوننا بما تخطه أناملك الكريمة. هذا وعندي سؤال يخص الآية الكريمة: (وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ)[1] فما هو المقصود بها؟.

أرجو منك شيخي العزيز أن تتفضل عليّ ببيان معنى هذه الآية المباركة، والحمد لله رب العالمين.7

الجواب

بسمه تعالى

إن من المعاني الجليلة لهذه الآية المباركة هي أن الله تعالى عندما رأى تعزز الناس وتعاليهم عن أخذ الصدقات، طلبها هو نيابة عنهم، لكي يحفظ لهم كرامتهم، وهذا من التضحية الإلهية، والتواضع.

 

[1]– سورة التوبة/ الآية 104

 شيخنا الحبيب ادام الله تعالى بقائكم ونفعنا من عطاؤكم، إن تفضلتم علينا بالإجابة.

يقول جل وعلا: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[1]. شيخنا العزيز فكيف يكون سؤال العباد عنه سبحانه؟ وكيف تكون إجابة هذه الدعوة؟.

الجواب

بسمه تعالى

السؤال هو من جهة الأينيّة او المكانية، لذلك كانت الاجابة (َإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ) أي أني قريب الى حد سماع كل ما تنطقون ولو كان حديثاً نفسياً، وهذا من أعلى درجات القرب.

أما قوله تعالى: (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) فالظاهر من سياق الآية ان الدعوة هنا هي دعوة حضور وليست دعاء لتحقيق غرض، بمعنى من يدعوني للحضور القلبي فسألبي دعوته وأحضر في قلبه وسيشعر بذلك الحضور.

والله تعالى هو العالم بحقائق الامور

 

[1]– سورة البقرة/ الآية 186

يقول الله جلّ جلاله في كتابه المجيد: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[1] شيخنا الحبيب ما هو بيانكم لهذه المعية؟ وكيف السبيل الى تحقيق الشعور بها؟.

الجواب

بسمه تعالى

إن الخطاب الإلهي هنا عام وليس بخاص، أي يشمل -على الصعيد البشري- المؤمن والكافر والصالح والفاسد وكل مراتب البشرية.

قوله: (هو معكم) أي هو بما هو وليس بصفة دون صفة.

أما قوله جل جلاله: (أين ما كنتم) فتعم المكان والزمان والافعال والاحوال والأفكار والشعور، فهو معكم سواء كنتم في عالم النور أو عالم الظلام أو في الطهارة او النجاسة أو كنتم في حال الفرح او حال الحزن أو غيرها، فهو معكم ومتنزل الى تلك المرتبة التي أنتم فيها.

وهذه المعية الإلهية تتغير حين الفعلية بحسب الاستحقاق او الاحتياج، فتارة يكون معك بحال أو صفة الرضا وتارة بصفة الغضب وأخرى بصفة الهداية، ففي كل موطن يكون معك بالصفة أو الفعل المناسب لاستحقاقك أو احتياجك.

لكن هناك أمر جامع، وهو مهما كان المكان الذي أنت فيه أو الحال أو الفكر أو الشعور فما عليك إلا الالتفات اليه جل جلاله وستجده بجانبك والاقرب لك والافهم بك، وستراه نِعمَ المعين ونِعمَ المُلتَجأ، وهذا باب يجب أن لا يهمل.

 

[1]– سورة الجديد/ الآية 4

شيخنا الفاضل ادام الله وجودك ونحن في هذا الشهر المبارك شهر الله نود ان نعرض عليكم مجموعة من الاسئلة الرمضانية وكما عهدناكم من رحابة الصدر وكفاية الجواب، تقبل الله اعمالكم واعاده عليكم باليمن والبركات.

1- شيخنا الفاضل ادام الله تعالى وجودكم. يقول الله تبارك وتعالى في كتابه المجيد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون)[1].

ما الذي يريده الحق تعالى من هذا الامر؟

وكيف السبيل الى تحقيق هذا المراد او فهمه؟

الجواب

بسمه تعالى

المراد من فريضة الصوم هو المراد من كل العبادات؛ ألا وهو الارتباط بالله جلَّ جلاله عن طريق الطاعات، وكلما كانت العبادةُ أصعب كان الارتباط بالمعبود أوثق والنتائج أكبر، لذلك يتميز الصوم عن غيره لما يحوي من مجاهدةٍ كبيرةٍ للنفس ورغباتها.

نعم يتفرّد الصومُ بخصيصةٍ دون غيره من العبادات، وهي ما تضمْنها الحديث القدسي المروي عن الفريقين، والذي يقول فيه ربُّ العزة: (كلُّ عملِ ابن آدم له الا الصوم فإنهُ لي وأنا أُجزي به)[2] في بعض الروايات (أُجزى به)، وهذا الكلامُ القدسيُ ينقلنا مرتبةً في جوهريةِ العبادة، فقوله (الصوم لي) يترتب على هذه الكلمة أمر، وهو أن نية الصوم يجب أن تكون خالصةً لله تعالى دون تداخلٍ لنوايا من مراتبَ أخرى من قبيل الصوم للثواب او للمنزلة الأخروية أو اسقاطاً للواجب وانما ينويه الصائمُ لله تعالى لأن اللهَ أرادهُ له دون ضميمةٍ  أخرى.

 

[1]– سورة البقرة/ الآية 183
[2]– العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 93، ص249

يقول الله تعالى في كتابه المجيد (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ)[1] فهل مفهوم الدين او المقصود منه هو مجموع الاحكام الشرعية من الواجبات والمحرمات والمستحبات والمكروهات؟

الجواب

بسمه تعالى

الدينُ الإسلامي أوسعُ من الواجبات والمحرمات، فالإسلام سلسةٌ متكاملةُ الحلقات تبدأ بالشريعة وتنتهي بما نصطلح عليه بالواقع الإلهي، والشريعة هي الحلقة الأولى من هذه السلسلة، فمن يتمكن من حلقة الشريعة ويؤدي كل واجباتها وينتهي عن كل محرماتها ينتقل الى الحلقة الثانية من الإسلام وهي الاخلاق الإسلامية ثم بعدها ينتقل الى حلقة الايمان الخاص وهكذا حتى يبلغَ غايةَ وجوده.

 

[1]– سورة آل عمران/ الآية 19

سماحة العارف بالله تعالى الشيخ منتظر الخفاجي (دام عزكم).

يقول الله تعالى: (وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[1] كيف أفهم مكر الله أخلاقياً؟

نسأل الله تعالى ان يحفظكم اينما تكونوا.

الجواب

بسمه تعالى

مكر الله تعالى هو الأسلوب الدقيق أو المُستتر أو ما نعبّر عنه بالتدبير الخفي، الذي يدق ويخفى عن فطنة الإنسان اللبيب، ويستخدمه الحق في صرف الإنسان عن إيقاع الضرر بنفسه أو بغيره، وايضاً لجذب الإنسان الى ما يريد له الحق من الخير، وما شاكل ذلك، هذا على الصعيد الأخلاقي.

 

[1]– سورة آل عمران/ الآية 54  

 شيخنا الجليل ادام الله تعالى عطاؤكم. أود معرفة معنى (الحمد).

فقد رأيت أن الحمد في القرآن يؤتى من قبل كافة المخلوقات، وسمّي التسبيح بالحمد، ولكنه في كلام المعصوم وما نقل عنهم من الدعاء أنه مرادف الشكر.. والشكر تكليف للفرد، أي عبادة، فكيف تسبح السماوات والأرض وهي غير مكلّفة؟!

الجواب

بسمه تعالى

للحمد معانٍ متعددة، منها الشكر والثناء والتمجيد والتعظيم والاعتراف بالجميل، وقد يصاحب الشكر من باب شكر المنعم وذكر محامده.

وكذلك يدخل الحمد في عنوان التسبيح، إذ أن ذكر محامد الحق والثناء عليه هو تنزيه له عن النقائص، والذي هو معنى التسبيح.

أما مسألة تكليف او عبادة السماوات والأرض، فالظاهر من الأدلة ان كل ما خلق الله عز وجل له عبادته أو تكليفه الخاص به، والذي يختلف عن تكليف الإنسان قطعاً؛ لاختلاف الخلقة والمرتبة الكمالية، وأيضاً اختلاف النظام المهيمن على المخلوق، قال تعالى: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)[1]

فقد تكون عبادتهم أو تسبيحهم هو بظهور الاحتياج الدائم لله عز وجل أو غيره مما لا نفقهه كما أوضح الحق جل جلاله.

 

[1]– سورة الاسراء/ الآية 83

 تعقيبا على منشور التأني لسماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي (دام عطاؤه) (حينما سأل الله تعالى رسوله موسى عليه السلام (وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ)[1] كان جوابه عليه السلام: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ)[2] رغم ان غاية تعجُلهِ كانت سامية وشريفة، لكن الله تعالى ألمح له أن التأني أكمل وأفضل).

نعم شيخنا الحبيب هذا كلام الله، لكن سؤالي؟ هل يجب التأني بكل شيء وفي كل المواقف؟ أم ان هناك استثناء؟ افتونا جزاكم الله خير الجزاء.

الجواب

بسمه تعالى

حفظك الله تعالى، قطعاً هنالك مواطن مطلوب فيها العجلة كإغاثة الملهوف واطعام الجائع وغيرها، لكنا نتكلم على وجه العموم. ايدكم الله تعالى

 

[1] – سورة طه/ الآية 83
[2] – سورة طه/ الآية 84

سماحة الاب المربي الشيخ منتظر الخفاجي دام فيضكم.  ما معنى ذو الجلال والإكرام؟ وما أثر هذا التسبيح عند المريد؟. فالكل يذكر هذا الذكر عند العارفين والصوفية.

الجواب

بسمه تعالى

قالوا: الجلال هو العظمة وعلو الشأن، فهو الجليل الذي يصغر أمامه كل جليل.

وجلاله استحقاقه لوصف العظمة والرفعة والتعالي تنزهاً عن صفات الموجودات.

أقول: (ذو الجلال) هو صاحب العظمة الذاتية التي لم تأتِ من صفةٍ أو فعل، فهو هكذا ولا هكذا غيره.

(الإكرام) حسب قول أهل اللغة: أي المستحق أن يُكرَّم فلا يُجحَدُ ولا يُكفَر به.

وقيل: الذي يُكرِمُ أهل ولايته ويتقبل أعمالهم ويرفع درجاتهم.

وقال بعضهم أن الإكرام أخص من الإنعام؛ لأن الإنعام يكون على الصالح وغيره، أما الإكرام فهو لمن يُحبه الله ويعزه، ومنه سُميَ ما أكرم الله به أولياءه كرامات.

أما بالنسبة لفوائد هذا الذكر، فإن المواظبة عليه تجلي القلب من الرَين الناتج عن الذنوب، كذلك قد يفتح للبعض نافذةً على اول مراتب التوحيد (التوحيد الفعلي)، ومع الحضور القلبي لدى المريد فقد تحصل لديه بعض الكرامات.

لكنه قد لا يناسب حال كل مريد، انما يناسب من كان باطنه يطلب ذلك، وكذا بقية اسماء الله تعالى.

سيدي العزيز.. لدي سؤال: في ظل التطورات العلمية العصرية، هل أن إثبات اخبارات القرآن؛ بحجج علمية دامغة لا تقبل الدحض فرض من الفروض الواجبة أم لا؟ كإثبات وجود آدم مكانًا وزمانًا وكيفيةً؟.

الجواب

بسمه تعالى

لا توجد حجج علمية لا تقبل الدحض، فما دام العقل بتطور مستمر فكل شيء قابل للدحض، وهذه طبيعة عالم العقول، فما كان قطعياً بالأمس أصبح احتمالياً اليوم وربما يصبح وهمياً غداً.

لكن على فرض صحة السؤال فأن ثبتت صحة أمرٍ ما وجب على العقلاء الأخذ به.

سلام عليكم ايها الشيخ الجليل

إن تفضلتم… ما هو الفرق بين كلمة الله الولي والله الوكيل والله الكفيل في القران الكريم؟

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى.

اسم الله الوكيل في القرآن الكريم، بمعنى المُعتمَد وما يدور في فلك معناه، أما اسمه الولي فهو الناصر وما يندرج في النصرة، والكفيل هو الضامن، وربما جاء بمعنى الشاهد، والشاهد ضامن لشهادته.

السلام عليكم ورحمة الله

جناب الشيخ. قال تعالى: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا)[1] ما وجه التقارب والاختلاف هنا؟!

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى

الخوف والطمع هما المحركان الأساسيان في الانسان، فالخوف سائقٌ والطمع قائدٌ، وكل نِعم الدنيا والاخرة، بمراتبهما الدُنيا والوسطى، تتحصل بالخوف والطمع.

والخوف مُبعِد عن النيران وهجران الرحمن، أعني أن له التأثير في العقاب المادي والمعنوي.

والطمع مُقرِبٌ من الجنان ومرضاة الرحمن، فإن لهما مراتب من الفاعلية والتأثير، ولولا الخوف والطمع لما عُمِّرَ النظام.

 

[1] – سورة الأعراف/ الآية 56

 سلام الله وأشرف تحاياه على ولي الله المسدد وعبده المؤيد أبانا الشيخ منتظر الخفاجي. شيخنا الحبيب بوركت أنفاسكم الطاهرة والشكر لكم من الله سبحانه قبل شكرنا. وبعد..

تعقيباً على ما أفضتم به مشكورين

هل يمكن ان نفهم من قول نبيه إبراهيم عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والتسليم: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)[1] أنه كان يقصد في داخله ما لم يُحب إظهاره (نظرا لمستوى المُخاطب) أي انه كان يقصد بالمرض هو المرض القلبي الناتج من الاحتكاك بالدنيا! وبذلك يكون هذا المرض هو الصانع له وليس الله سبحانه، هذا وان ما حملني على هذا المعنى المعنوي هو ما سبق وإلى ذلك القول الشريف، فحين قال هو الذي يطعمني ويسقين فهمنا ان ابراهيم (ع) أظهر حالة العجز من امكانيته لتناول الطعام والشراب فكان بمثابة الطفل الذي يحتاج لمن يطعمه ويسقيه، وهذا انما ينطبق على الطعام والمُسقى المعنوي (ربما)، كما في الآية الاخرى، فاذا كان هذا هو المراد في المعنى صار لزاماً على ابراهيم (ع) العدالة في نسب الفعل لفاعله.

فقال إذا مرضت كمن قال (وإذا مشيت) أي هو الفاعل لهذا الفعل،

كما لا يفوتنا ان شاء الله الاشارة الى ان ابراهيم (ع) حين تكلم عن المرض البدني أسماه سقم (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ. فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ)[2]

او حتى يونس (ع) قال عنه سبحانه: (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ)[3].

فهل يمكن حمل المعنى على هذه الكلمات؟. جزاكم الله كل خير

الجواب

بسمه تعالى

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى.

نعم ما ذكرتموه ممكن وهو مقبول في تلك المرتبة، أما أذا تعمقنا أكثر فلن تخرج النية من مشكلة الإشراك الفعلي على صعيد المرض المعنوي.      

وفقكم الله تعالى لكل خير

 

[1] – سورة الشعراء/ الآية 80
[2] – سورة الصافات/ الآية 88، 89
[3] – سورة الصافات/ الآية 145

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الجليل.

ما رأيكم في قضية تحريف القرآن؟

 

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى

القرآن العزيز منزهٌ من كل تلاعب أو تحريف.

شكرا لترك بصمة تواجدكم معنا .........