أسئلة رمضانية
السؤال (2)

كثير من الناس ترعرع عملياً وهو يفهم وفي ذهنه تركيز واضح على فريضة الصلاة فهي هويّة المُلتزم وفي الحديث ” إن قُبلت قُبِل ما سِواها وإن رُدّت رُدّ ما سِواها “[1] فما هو السر في هذا التركيز مع وجود تهاون في ادائها؟
بسمه تعالى
الصلاة هي الرابط العملي الأول بين الانسان وخالقه جل جلاله، ومنها تبدأ مسيرة التقرب للحق، وهي الباب الاوسع دون غيرها من الأبواب، وهي الأساس لمراتب الاتصال بالله تعالى؛ لذلك إن لم تُؤسَس الصلة بالله تعالى من خلال هذه العبادة فسوف تكون كل أعمال الانسان مقطوعةُ الصلةِ بالحقِ وبالتالي فهي ميتة، وإن كان الحق تعالى يجزي على كل عمل صالح.
الشيء الآخر الذي ينبغي التنبيه عليه هو، يجب أن تتطابقَ النيّة مع الإرادة حين الصلاة؛ وذلك حينما ينوي المؤمنُ صلاته قربةً لله تعالى يجب أن تكون ارادته هي التقرب لله تعالى وليس الخلاصُ من التكليف، نعم الحقُ كلفنا بالصلاة لكن لم يكلفنا بالصلاة لأجل الصلاة نفسها! انما لأجل التقرب إليه. فيجب على المصلي حينما يُخطرُ في سره أنه يصلي قربةً للهِ تعالى أن يكون صادقاً في ذلك وليس أنه ينوي القربةَ ويريد الخلاص من عهدة التكليف.
والله تعالى هو العالم بحقائق الأمور.
[1] . بحار الانوار، المجلسي، ج10، ص394