أسئلة رمضانية
السؤال (6)

أسئلة رمضانيّة -السؤال (6)- 1

شيخنا العزيز، ورد في إحدى وصاياكم الرمضانيّة “اغلب الصائمين يكون سريع الغضب” وقد بيّنتم سبب ذلك، فكيف السبيل العملي إلى تقليص هذه الحالة؟ ثم التخلص منها؟

 

بسمه تعالى

إن الجوع والعطش يؤثران على تصرفات الصائم، وغالباً ما يجعلانه سريع الغضب، لكن ذلك ليس مبرراً، أما السبيل لكبح غضبه، فالمُتَوقع من الصائم أن تصوم كل جوارحه، وهو ما يتطلب منه السيطرة على بقية غرائزه فترة صومه، وليس فقط غريزتيّ الجوع والعطش.

 للسيطرة على القوة الغضبية بالنسبة للصائم؛ فهناك طريقان:

الأول: هو الطريق العلمي، والذي يتطلب من الصائم أن يركّز في ذهنه أن الغضب يُنقص من أجر صيامه، فليس كل صيامٍ مقبول وإن طابق الحدود الشرعية، فقد يكون صومه مبرأ لذمته لكن ليس بالضرورة أن يكون مقبولاً عند الله تعالى ويستحق صاحبه درجة الصائمين، فكثير من التصرفات الخاطئة تنقص من أجر الصوم ومن مرتبته عند الحق تعالى.

الثاني: الطريق العملي، ومحصله الابتعاد عن محفزات الغضب، تارة بالأبتعاد المادي، أي تجنب المواطن التي تثير الغضب سواء أكانت أماكن معينة أو أحاديث أو غيرها، وتارة بالأبتعاد المعنوي ــ وهو الأهم ــ وذلك أن يُبعد الصائم عن ساحة نفسه الخواطر المسببة للغضب قبل أن تتمكن من نفسه، فيحوّل ذهنه عن الخاطرة أو الصورة الغضبية إلى أمر آخر، حينها ستمر هذه الخاطرة دون أن تؤثر فيه، وكذلك الامر إن حلَ في نفسه حال الغضب فيستطيع أن يصرف انتباهه لأي أمرٍ آخر حتى يزول حال الغضب.

والله تعالى العالم بحقائق الأمور.

اترك تعليقاً