الأدب مع الله تعالى

القسم الثالث

الادب مع الله تعالى ( القسم الثالث ) 1

      أصحاب العقول او العلم او المال او الجمال، قد يُعجبك عقلهم او علمهم او غيرها مما يملكون، لكن ما يزعجك وينفّروك منهم هو سوء أدبهم حينما يتعاملون معك، مثلاً فلان عالم لكنه يتعامل مع الناس باحتقار فترانا لا نرغب في مجلسه بل لا نرى أثراً لعلمه في نفوسنا. وهذا يعني ان ليس هناك قيمة استقلالية للعمل وانما قيمة العمل تبقى محدودة الا اذا اقترن العمل بمتمماته، والتي منها أدب العمل، حينها تكون قيمة العمل تامة، وقد يدفع حسن الادب للتغاضي عن نقص العمل.

      عندما يطلب منك صديقك مبلغ من المال وتقدمه اليه بسوء أدب فسوف يرفض ذلك المال، مهما كانت قيمته ومهما كان محتاجاً اليه لأنه يرى في فعلك إساءة وليس احساناً –هذا ان كان سليم السجايا اما السقيم فيقبل ولو كان بذلٍ-. والسبب لان هذه العملية نقصت الركن الأساسي منها وهو حسن أداء الفعل، حسن العطاء، حسن التقدمة.

      إن الحق سبحانه غير محتاج لأيٍ من خلقه، وليس لاحد مهما بلغ ما بلغ التفضل عليه، فلا صلاتك ولا صومك ولا زكاتك ولا مشاريعك ولا انظمتك هي تفضل على الله تعالى بل هو من تفضل عليك بأن هداك اليها وسهلها اليك. فلا يمنن أحد عليه سبحانه بفعلٍ او قولٍ أو فضلة من أقذار نشأته.

      مع شديد الأسف تجد كثيراً من المتدينين يتعاملون وكأنهم متفضلين على الله تعالى بتدينهم على عكس ما نراه في غير المتدينين عندما يعملون عملاً صالحاً –ولا أقول الكل-.

      ان كانت اعمالك وعباداتك تولد سوء أدب مع خالقك جل جلاله فلا حاجة لأحد ولا لك بهذه الاعمال، بل بهذه الورطة.

منتظر الخفاجي

This Post Has 2 Comments

  1. غير معروف

    احسنتم النشر المبارك

اترك تعليقاً