التمهيدُ
الأُسرةُ هي التَجمُعُ الأولُ لبناءِ المُجتمعِ والرقي به إلى أعلى مستوى كَمالي يُمكِنُ أن يَبلُغَه، لذلكَ فإن الأُسرةَ هي الكيانُ الذي يُقرِرُ ما يكونُ عليهِ المُجتمعُ العامُ مِن التسامي والتَصاعُدِ أو التدني والتَسافُلِ، فلا نُبالِغُ إن قُلنا إنها أهمُ كيانٍ في المُجتمَعِ البَشري، بل قد تَصِلُ أهميتُهُ إلى حَدِ القُدسيةِ.
وعلى أساسِ هذه الأهميةِ وَجَبَ على مَن يَبتَغي تكوينَ أُسرةٍ أن تَكونَ غايةُ عِلاقتَهِ الزوجيةِ بعد تأسيسِ الأُسرةِ هي المُحافظةَ على هذا الكيانِ ،مهما كَلفَ ذلِك مِن جُهدٍ وتَضحياتٍ، والمحافظةُ على الكيانِ الأُسري تعني أن يَخطوَ رَبُّ الأُسرةِ كُلَّ الخَطواتِ التي تُساهِمُ بالرقي الأُسري على كُلِّ الأَصعدةِ العَقليةِ والنفسيةِ والإجتماعيةِ والدينيةِ وغيرها مِما يَضمنُ كمالَ هذهِ الأُسرةِ وعَدمَ نزولِها في سُلمِ التَكاملِ البشري. فلا غايةَ أشرفُ وأسمى مِن هذهِ الغايةِ.