العنـــاد عند الأطفــال
يشكو البعض من مشكلة العناد لدى الأطفال وعدم الطاعة لهم وهذا الأمر يولد عدة مشاكل لدى الطفل وكذا المربي.
ومن أسباب هذا العناد:
أولا: عدم قناعة الطفل بالأمر الصادر من المربي سواء أكان الابوين او من هو بمقامهما؛ ولغياب الحجة لدى الطفل او الأسلوب التعبيري لما في داخله يلجأ الى عدم اطاعة الأوامر.
ثانيا: المزاحمة، فقد تتزاحم أولويات المربي مع أولويات الطفل فيعاند الطفل الأوامر لأجل تحقق أولوياته.
ثالثا: الانزعاج المضمر في قلب الطفل من المربي والذي يدفعه الى الانتقام او قل تسبيب الازعاج الى المربي فيلجأ الى وسيلة العناد.
رابعا: عدم رؤية الفوائد الحقيقية لما يصدر من الابوين؛ وذلك يعود الى ضعف البيان من قبل الابوين او عدم الاهتمام بالبيان اطلاقا؛ لان أكثر الإباء يعتبرون أنهم غير ملزمين ببيان المصالح المترتبة على اوامرهم ومطالبهم؛ لأنهم آباء ويجب ان تطاع أوامرهم!.
خامسا: أن الاهتمام الناقص بالأولاد يدفع الأولاد الى إيجاد سبل لنيل اهتمام المربي او الاب والذي يوصلهم احياناً الى العناد لأجل كسب الاهتمام وإلفات نظر المربي. وهذه أبرز الأسباب لمشكلة العناد وهنالك أسباب أخرى ليس محلها هذا الموجز.
والتغلب على هذه المشكلة يحتاج الى وقت وصبر وتدريج في التعامل، ثم أن الوقوف على سبب ومنشأ العناد عند هذا الطفل او ذاك هو الخطوة الأولى للتخلص من هذه المشكلة.
ومن الخطوات التي تنفع الى حدٍ كبير في علاج هذه المشكلة من خلال التجارب التي اجريناها:
أولا: بما أن الانسان في مرحلة الطفولة تتقوى لدية قوة الخيال أكثر من غيرها لعدم نضوج القوة العقلية والنفسية، فيكون المتمكن منه هو الخيال، فمن المفيد ان تكون هنالك تغذية خيالية بما ينفع في زرع مسائل الطاعة والانقياد.
فيحاول المربي ان يرسم في خيال الطفل صورة لشخصيات بطولية كانت تتمتع بالطاعة وحسن الانقياد عن طريق القصص المشوقة المناسبة لمستواه، فإنها أسرع نفاذاً لخيال الطفل واطول عمراً.
ثانيا: عامله كما تعامل الكبير من ناحية الاهتمام، فحاول أن تستشيره ببعض الأمور أو تعرض عليه بعض المشاكل الصغيرة وتطلب منه الحلول، وأكثِر من مدحه على كل نتيجة يأتي بها وأن كانت خاطئة.
ثالثا: أترك له مجال للخطأ ولا تحاسبه على كل صغيرة وكبيرة وتجعل حياته لا تطاق.
رابعا: حاول أن تعرف الأمور التي يهواها -غير اللعب – كرغبته بالعبث بأجهزة المنزل مثلا، ثم تطلب منه بعض الطلبات في الجانب الذي تجد فيه رغبته، ثم تأخذه تدريجاً الى ما تريد.
خامسا: اعطه مساحة لكي يعيش طفولته بأخطائها وعشوائيتها، فليس من الممكن أن تجعله رجلاً وهو في سن الطفولة، ولو كان رجلاً لما كان طفلاً!!.
سادسا: لا تكثر طلباتك منه، أفعل وأفعل …
سابعا: حاول أن لا تجعله كما تريد انت، وتحقق رغباتك و طموحاتك برأس المسكين! إنما حاول أن تجعل منه ما يصلح له فأنه كما قيل (كلُ مسير لما خٌلق له).
ثامنا: أن صدرت منه اطاعة في امر معين كافئه على ذلك ومجد عمله أمام العائلة والاصدقاء.
تاسعا: أطلب منه أمور أنت تعلم أنه سيطبقها، أمور بسيطة لا تتزاحم مع أولوياته، لأجل ان يستذوق لذة الطاعة ويشعر بنتائجها.
هذه الامور إذا طبقت لا أقول انها ستعالج مشكلة العناد كليا، وانما ستذللها الى حد كبير، وكذلك فإنها تفتح باب لمعرفة كيان الطفل من جهة ميولاته ورغباته وموانعه وأولوياته.