تغيير الأفعــال
القسم الثالث
وعلى ما تقدم، نقول: إن عملية تغيير بعض الأفعال أو الإقلاع عنها، ونجاح تلك العملية والتخلص من بعض الأفعال والعادات غير المرغوب بها تخلصاً تاماً لا يكون في مرتبة الأفعال وانما يجب أن ينزل الفرد الى المرتبة الثانية وهي مرتبة الصفات، ويكون العلاج والتصحيح من تلك النقطة. وهذه العملية تحتاج الى مقدمتين:
المقدمة الأولى: الوقوف على الفعل المراد تغييره وقوفاً كاملاً ورؤية أضراره الواقعية وما يسبب من مفاسد ومضار وانتقاص من شخصية الفرد وحطٌّ لمرتبته الاجتماعية، وكذلك يبصر الاضرار الحقيقية التي يسببها هذا الفعل على حياته الأخروية ان كان من أهل الاخرة، وما يسببه من بُعدٍ عن غايته الكلية ان كان من أرباب الغايات. حتى يصل الى مرحلة مقت وكره هذا الفعل.
حينها ستتولد في داخله إرادة جدية نابعة من قلبه للتخلص من هذا الفعل، وهذه الإرادة سيكون لها عدة أعمال:
الأول: انها ستغلق باب توسع الصفة المولدة لهذا الفعل أو تُضيّقه على أقل تقدير.
الثاني: تخلق عزم للتخلص من هذا الفعل.
الثالث: ستكون هذا الإرادة دعاءاً قلبياً أو حالياً أو استعدادياً لمنبع الصفات جل جلاله لتخليصه من هذا الفعل أو صفته، ولا يضر بأي درجةٍ كان هذا الدعاء.
المقدمة الثانية: الوقوف على محاسن وفوائد الفعل المضاد لذلك الفعل السيء، وما يجلبه من منافع ظاهرية ومعنوية لهذا الفرد حتى يتولد لديه دافع العمل بهذا الفعل الجديد.
وبعد تحقق هذه المقدمات تبدأ عملية المعالجة للتخلص من الأفعال غير المرغوب بها، وتكون عبر طريقين………. سنتناولها في القسم التالي إن وفقنا الحق لذلك.
منتظر الخفاجي