شيخنا سماحة الأب المربي. روي عن النبي الأكرم (ص):(( إختلاف أمتي رحمة )). ما هو نوع الرحمة في إختلاف الأمة في كثير من الأمور ومنها هلال شهر رمضان؟
إجابة سماحة الاب المربي الشيخ منتظر الخفاجي دام عطاؤه: واقعا يوجد هنالك فرق بين الاختلاف والتخالف… فالاختلاف عادةً يكون عبارة عن التنوع والإثراء وكثرة التخصصات، فحينما يختلف عالِمٌ مع عالِمٍ آخر في رأيٍ أو فكرةٍ أو نظريةٍ …الخ ، فذلك يعني أن كل منهما قد فتح بابا لفهم الغاية المستهدفة من الرأي او الفكرة او النظرية، أي اصبح هناك تنوعا في الوصول لذلك الفهم؛ حينئذ صارت هناك توسعة واصبح هناك إثراءاً ومن ذلك نقول: عندما تختلف الامة الاسلامية بالإختلافات الفكرية او بتنوعات الطرق لتحقيق مصلحة الأمة، أو تنوع الطرق للوصول للغاية التي خُلِق من أجلها الإنسان، حينئذ أنت كثّرت الابواب، وكثّرت المذاهب والطرق والتي ستتناسب مع كل مستويات الفهم والادراك للمجتمع المسلم، بعكسه لو كان الطريق واحداً فلربما تجد ان أحدهم يقتنع بهذا الطريق بينما تجد الآخر غير مقتنعٍ به، حينئذ سيبقى ذلك الآخر من غير طريق، أو يتخذ طريقاً منحرفاً أو بعيداً عن الغاية، لذلك فإن هذه الاختلافات ستكون عبارة عن توسيع للنطاق الفكري الإسلامي، وهذا صحيح. أما حينما نقول إن الاختلاف هو التخالف الذي يؤدي إلى البغضاء والتقاتل والعنف بين المتخالفين، فإني أقول إن هذا غير مطلوب، حيث إنه يؤدي إلى نتائج سقيمة وغير صحيحة في الأمة الإسلامية، وهذا هو الحاصل الان مع شديد الأسف، وإن كان هذا الاختلاف ليس اساسه ديني، لو كان أساسه ديني لكان أدى إلى نتائج طيبة، لكن أساسه دنيوي بثوبٍ ولباسٍ ديني أدى إلى هذه النتائج التي نراها الآن من المذهبية والعنصرية والطائفية. أذكرُ مرّةً إنه سألني شيخي قدس الله نفسه، وهو شيخي وواجب الطاعة : ما رأيك بالاستخارة هل تنافي التوكل؟، فقلت له: أنا عندي انها تنافي التوكل، فقال: أنا عندي انها لا تنافي التوكل، فقلت: وهل هذا هو الرأي الصحيح؟ قال: لا، انت رأيك صحيح، وانا رأيي صحيح، ابقى أنت على رأيك، وأنا أبقى على رأيي، فأخذت من ذلك عدة فوائدٍ في حينها وبعدها، فالذي أريد قولَهُ: إن هذا الاختلاف يجعل من الفكرة الواحدة فكرتين وثلاثة أو أكثر وهذا يمثل تنوعاً و إثراءاً للإسلام وهو أمرٌ صحيح وصحي.