جلسات رمضانية
الجلسة الحادية عشر

سماحة الشيخ منتظر الخفاجي أيدكم الله تعالى. حيث ان شهر رمضان يأتي كل سنة، فهذا يعني ان الصوم يتكرر لكل إنسان مرةً كل سنةٍ من سنين حياته، وفقاً لذلك، بماذا ينصح سماحتكم الصائمين؟ وهل للصيام فلسفة منهجية يسير عليها الصائم خلال سنين حياته؟
الجواب:
لا تُحمّل الناس ما لا يطيقون، على الصائم أن يحاول المقارنة بين صيامه السنة الماضية وصيامه هذه السنة من حيث التغيرات التي حصلت له، أنا قبل كم يوم جاءني أحد الأخوة عزيز على قلبي قال لي: شيخنا أنا في شهر رمضان هذا أفضل من السابق، قلت: له من أي ناحية؟ قال: من الناحية المعنوية، قلت: له كيف قِستَ هذا الشيء؟ قال لي: عندما أقرأ القرآن أشعر بوجود قرب كبير بيني وبين القرآن، على حد تعبيره هو جزاه الله خير الجزاء، يقول لي: في السنة الماضية عندما كنت أقرأ القرآن كأنما كان القرآن يطردني، كنت غير مقتنع بقراءتي، بل حتى أحياناً تحدث لدي أخطاء، والسبب هو عدم وجود حضور قلبي مع القراءة، أما مع وجود الحضور القلبي، لن تشعر أنك تقرأ القرآن.
فالمفروض أن يضيف الصائم بعض المفردات من سنة إلى أخرى.
السائل: تغيير يعني؟
الجواب: أكيداً يجب أن يغيّر، الآن أنت في شهر رمضان هذا لديك مفردات معينة، لديك صلاة ودعاء وصدقة وغيرها، حاول السنة القادمة في شهر رمضان ــ إن لم تستبدل أغلب المفردات ــ أن تضيف مفردات جديدة إلى هذا الشهر، على سبيل المثال، أقدّم لله سبحانه وتعالى شيء معين والتي هي التقدمة، كأن أقوم بعمل قربوي جديد لم أقم به في رمضان السابق، أو أقرأ القرآن بصياغة تختلف عن الصياغة القديمة أو السابقة، بمعنى بدلاً من أن اقرأ القرآن لأجل الثواب، أقرأه لأجل الفهم وأخذ التعاليم وهكذا …فحينئذٍ بما ان الإنسان في تقدّم مستمر فالمفروض أن يكون هنالك إضافة أو تغيير في السنة القادمة بقياس السنة التي قبلها، وهذا أنفع له أكيداً.