حملة الدفاع عن القرآن
حملة الدفاع عن القرآن
الذكر هو القرآن والمُنزل له هو الله تبارك اسمه، فبهذه الآية يتعهد عز وجل بحفظ القرآن الكريم من التحريف والتشكيك، وبهذا التعهد الذي ألزم الله تعالى به نفسه، جعلنا نؤمن بحفظ القرآن من أي عابث ومن جهة أخرى مطمئنين برد كيد أي محاولة لتسقيطه ومحاولة التشكيك وضرب الإيمان به، فعلى مر العصور كانت محاولات أعداء الإسلام وما عملوا من مخططات ومكائد لضرب القرآن في قلوبنا وزعزعة اليقين به، ومحاولة تحريفه، فقد عملت على ذلك جهات منظمة ومسيطرة وذات قدرة عالية من البراعة في التشكيك وزرع ما يريدون زرعه من مفاهيم في عقول الآخرين، لكننا نرى القرآن محفوظ ولم يجري عليه ما جرى لكثير من الكتب ان كانت دينية او شرعية او تاريخية وغير ذلك من أنواع الكتب، فكان الوحيد من بقي ناصع البياض من أي عبث، فهذا الاطمئنان بوجود القدرة الغيبية على حفظه جعل المسلمين غير مبالين بمحاولات البعض بتغيير القرآن، وهذا وان كان سلبياً من جهة عدم المراقبة الجادة لتحركات القوى الظلمانية وآثار تلك التحركات، لكنه ايجابياً من جهة اليقين بمن تعهد على الحفاظ على كتابه تقدست آلاءه، فيكون الحفظ على مستوى ظهوره الشهودي في الكتاب، فلا يأتيه الباطل، هذا من جهة. ومن جهة أخرى هو ان الله سبحانه وتعالى يحفظ كتابه في قلوب المؤمنين، والحفظ هو المحافظة على يقينهم بأن القرآن نازل من الله سبحانه، لذلك باءت الكثير من محاولات البعض بتشكيك المؤمنين بحقيقة صدوره من جهة أرضية أم سماوية؛ وكذلك الحفظ يكون له معناً آخر، ألا وهو ان قراءة آيات القرآن وفهمها يكون موافقاً لمستوى المؤمن، فالقرآن يحمل جميع مستويات الخلق{ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [الأنعام: ٣٨] فلكل درجة إيمانية يقابلها وعيٌ بدرجتها عندها يقع مفهوم الآية بدرجة ذلك المستوى فلا يتعداه حتى يتغير مستوى الفرد الإيماني وبالتالي يتصاعد مستوى وعيه فيقع عليه فهماً جديداً للآيات وهكذا في نظام قرآني عجيب حفظ الله تعالى به قرآنه من أخذ ما لا قدرة على الفرد عليه قال تعالى { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت : ٤٩]، فكان عطاء الآية وفق سعة إناء المؤمن من جهة، ومن جهة أخرى حجب عطاء آياته عن أعداء القرآن ومن المتباطئين عن سيرهم الإيماني. فكان للقرآن حفظٌ مع ظهوره، وهذا من خصائص القرآن وحده.