حملة الدفــــاع عـــن القـــرآن

((قدسيـــة القـــرآن))

حملة الدفــــاع عـــن القـــرآن
((قدسيـــة القـــرآن))

حملة الدفاع عن القرآن ((قدسية القرآن)) 1
قال تعالى (لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) [الحشر : 21] 
فهو البينَة و الحجة الكبرى وفصل الخطاب، فمن غير المقبول ان يوضَع كلام الله في مقارنةٍ مع كلام غيره من سائر الخلق، قال ( رسول الله صل الله عليه وأله وسلم ) (أن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقة)، أما قدسيته فمأخوذة من قدسية الله تعالى، فهو رسائل الله التي بعثها للعباد، ومن غير المنطقي، ان تكون هناك قدسية وإحترام لله، وعدم قدسية وإحترام لكلماته. ويختلف مستوى قدسية القرآن من مخلوقٍ لأخر، ويرجع هذا الإختلاف لأسباب عديدة منها:

1- الفطرة السليمة:
فمن كان اقرب للفطرة السليمة، كان اكثر استشعاراً لكلمات الله، وتناغم قلبه معها اكثر، وإن لم يدرك معانيها. وهذا رأيناه في كثيرٍ ممن كانوا ذي ادراكٍ بسيطٍ، سواءٌ كان طفلاً صغيراً أو رجلاً كبيراً، فتراه يتفاعل مع كلمات الله، ويبكي حين سماعها، وهذه القدسية لا شك تعودُ للفطرة السليمة.

2- الولادة على الإسلام او الدخول فيه : فهذا يعطي إهتمام و قدسية للقرآن؛ لأنه من الركائز الأساسية للمسلمين بالذات، ويختلف هذا الإهتمام بين مُسلم وأخر ولعدة أمور منها:
(أ) _ البيئة التي يعيش فيها المسلم، وأهمها العائلة.
(ب) _القراءة المستمرة للقرآن الكريم والتي تعطي إهتماماً وتأثراً بالقران أكثر.
(ج)_ وجود المفسرين الجيدين لآيات القران الكريم، مما يوسع من الالتفات لمعانيه وقصصه واسباب نزول آياته وذلك مما يُزيد إهتمام وتعلق المسلمين بالقرآن الكريم.
(د) _التفكر بآيات القرآن، يولّد علاقة معنوية بالقرآن الكريم.
(هـ) _حضور مجالس القرآن، والتي أيضاً من خلالها يكون الحديث في تفسير وتأويل الآيات وأسباب نزولها.

3- معرفة الله: فكلما زادت معرفة الله، كلما توثقت العلاقة بكلماته، وتكامل الفهم لديه، وكانت هناك ذوقية بفهم المراد من آياته.

4- الإعجاز:
فمن كان مهتم بالأحداث التي ذكرها القرآن او بالإعجاز في عدد الكلمات والأحرف ومرادفات الكلمات التي إختارها في مواضع دون أُخرى؛ سيكون لهُ قدسية للقرآن دون غيره.

5- تمييز كلام الله: فالمهتمين بقواعد الكلام وصياغته يميزون كلام الشعراء والأُدباء عن كلام الله، وهذا التمييز لا يدركه إلا المُتبحرون بهذا المجال، فقد نزلت كلمات الله في وقتٍ، كان الأدب والشعر والمبارزات الشعرية والمعلقات في ذروتها، ورغم ذلك قال تعالى {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء : 88] فأدرك من أدرك، هذا الإعجاز، وكانت قدسيتهُ لمن لاحظ الفرق بين كلام المخلوق والخالق، وهذا لا يشمل البشر فقط حيث قال تعالى {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن : 1].

6- القرآن متجدد: من مزايا القرآن الكريم إن كل آيه من آياته تحاكي الفرد نفسه، وتُستَخدم في كل الأزمان، وكأنها تتجدد، فمن يقف على هذة الخصوصية ويتذوقها؛ ستكون لهُ قدسية للقران متميزة عن غيره، هذا وغير ذلك من مزايا القرآن الكريم، التي من خلالها ارتبط الخلق بهِ ارتباطاً معنوياً، وزادت قدسيتهُ لديهم.

احد أبناء الأب المربي
علي جليل

اترك تعليقاً