التســــــامح بيــــــن النـــــاس
يتميز الانسان بالصفات والمشاعر، وتختلف هذه المزايا قوةً وضعفاً نتيجة التعامل والسلوك العملي، وهذا التفاوت في مستوى الصفات واختلاف الاذواق، أظهر المستويات والطبقات بين الناس، مما يؤدي أحياناً للتزاحم او الصراع للحصول على المغانم ولو على حساب الاخرين.
والتسامح من اروع واجمل الصفات التي تعطي قيمة جمالية للانسان، وهي تعني الصور الرائعة من الصفح والعفو عن الاخرين، وعدم مقابلة الاساءة بمثلها؛ والرد عليها بجميل التحمل والصبر، والتحلي بمعالي الاخلاق التي دعت لها جميع الأديان والأنبياء والرسل، والتي تعود بالخير والنفع على الفرد والمجتمع، وكل ذلك يمثل درجة من درجات رقي الانسان واحترامه لقيمه ومبادئه العليا.
والدوافع التي تدعو الى التسامح عديدة، ومنها ما نجد روعته وجماله في كلمة الإمام علي عليه السلام ” الناس صنفان إما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”.
فعندما يُظهر الفرد محاسن صفاته الإنسانية ومنها صفة التسامح، ويجعلها اللغة السائدة على أفعاله فضلا عن اقواله، فانه بذلك يتجنب كثيراً من الاختلافات وحالات التقاطع، التي تخلق أجواء غير سليمة في المجتمع وتؤدي الى صور من العداءِ وعدم الانسجام بين الافراد.
وكلما ساهمنا في نشر حالات التسامح وزيادتها نجد ان جمال هذه اللوحة ينعكس ايجابياً على المجتمع، ليتحول تدريجياً الى مجتمع إنساني يسمو عن الاحقاد والضغائن ويبتعد عن الخلافات والصراعات ويتحقق فيه احترام الثقافات والعقائد وقيم الآخرين وتسود فيه المثل الانسانية والقيم الراقية.
السيد مهند الصافي