الإنصـــــاف -الجزء الثاني-
ذكَرتُ في الجزء السابق من هذه المقالة أن عدم إنصاف بعضنا البعض يُعّدُ ظلماً فيما بيننا، وفيه سلبٌ لحقوق الآخرين من حيث يشعر او لا يشعر المقابل!!
فهل من سبيل للخلاص من ذلك او الحَّد منه؟. نعم… وبعد التوكل على الله تعالى، فان ذلك يكون بعدة طُرقٍ، مع بيان البعض منها..باختصار:
اولاً: إستحضار الأحاديث الشريفة الواردة بصفة الإنصاف، والتفكر بها، وصولاً لإنزالها إلى حيز التطبيق..من قبيل ما ورد ( ألا من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله إلا عزاً ) وهذه شهادة تكفي الدنيا والآخرة، بل أن كل منصف هو كريم سواءً علم بذلك أم لم يعلم، وخِلافه هو اللئيم بعينه !! والأفضل من هذا حينما تكون هذه الصفة هي من ذاتيات الإنسان، فحينئذ يكون من زمرة الأشراف كما وصفهم الإمام علي (عليه افضل الصلاة والسلام).
ثانياً: قراءةٌ لمواقف الأولياء والصالحين والقادة في إنصاف أعدائهم ومخالفيهم، والتأسي بهم والتحلي باخلاقهم، وكما ورد( أنصف الناس من أنصف من ظلمه) سواءاً كان مادياً أم معنوياً، ولا ننظر اليه بعين الحقد والغَلبَة والتشفي والغبن.
ثالثاً: إن الإنصاف احياناً يدخل في مخالفة النفس وهذا هو أُسُ المشكلة ..فالعمل والإلتفات اليه هو من الضروريات، وقد ورد عن الإمام الصادق-ع- ( من انصف الناس من نفسه رضي به حكماً لغيره) وهذا ما عمل به الأنبياء والمرسلين، قولا وفعلا، وسادوا العالم به وبأخلاقهم، هكذا هم دائما يبدأون بانفسِهم قبل غيرِهم من جميل الصفات وحسن الافعال.
فهل نحن هكذا !! ام ديدنُنا سلبُ حقوق الغير؟!! اذن فلينظر الإنسان ويتمعن، أن ما يَرفع الخلاف هو إنصافُ الغير، لأن فيه رفع لغلو النفوس، ومنحُ فرصةٍ للطرفين بعدم التشددِ بالقول أو الفعل لأجل شيءٍ ربما لا ينفع!.
اسعد السوداني