الإنصـــــاف -الجزء الأول-

الإنصـــــاف -الجزء الأول- 1
الإنصاف سِمة عظيمة لمن تحلى بها قولا وفعلا.. ويالها من مرتبة راقية حين يتصف الإنسان بها، ويُدخِل الحق والعدل بين طياتها. ان كل منصف، اياً كان اسمه وعنوانه ودينه ومذهبه ومشربه وفكره ان كان قد عمل ما يتطلبه حاله بانصافٍ، (سواء مع أعلى جهة مقدسة له او مع نفسه او غيرها)، فقد بلغ مرتبة من مراتب الأشراف. لذا ومن خلال هذا المقال المتواضع اردت أن أبين صورة جلية قد أُهملت وتعطلت لدى الناس عموماً واهل الحل والعقد خصوصاً!.. حيث أن جُملة من مشكلاتنا كانت تتوقف على عدم انصاف الغير.. ابتداءً من الفرد وانتهاءً بالمجتمع… وربما يسأل القارئ الكريم.. فيقول هل من المعقول أن عدم الإنصاف.. مشكلة يتوقف عليها او تتدهور بسببها أحوال المجتمع؟.!! حقيقة هو سؤالُ في محله.. وجوابه: نعم، وكيف لا يتدهور مجتمعٌ لايُنتصَفُ فيه للعالمِ والمفكر والباحث والطبيب والمعلم وكل من له الفضل على غيره، بعد الله تعالى في رقي المجتمع؟، بل والأنكى من ذلك عدم الإنصاف لمن له الدور في قيادة المجتمع؟!.. فحينما تُظلم هذه العناوين واقصد أهلها فماذا ستكون نتيجة الأمة؟! ستكون حتما كما هو حالنا اليوم الذي نعيشه، من حيث التدهور الصحي والنفسي والعلمي والفكري والاخلاقي ..الخ ومعنى ذلك اننا سَندخل في حيز الظلم بعضنا لبعض..؟! فحينما يَصِفُ الحديث الشريف الوارد عن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله( الإنصاف سيد الاعمال). اي ان له السيادة والرفعة على جميع الأعمال الدنيوية والاخروية.. وكذلك ماورد عن الإمام علي عليه السلام قال: (من تحلى بالانصاف بلغ مراتب الاشراف)، إذن فالمسألة ليست كلاماً يُقال وفقط.. بل انه أمرٌ تترتب عليه فوائد تقود المجتمع إلى بر الأمان، ولعَمري أن عدم الإنصاف.. ليس إلا مطلباً نفسياً يجرُّ الإنسان إلى نهاية غير حميدة! لانه حينئذ سوف يدخل في دائرة الظلم لنفسه ولِغيره، اي عدم إعطاء الحق لمن يستحق، ونحن نرى في مجتمعنا وباقي المجتمعات ممن يتصدى ويقود ويحْكُم وهو غير مؤهلٍ لذلك الحال، فترى حالنا من سيء إلى أسوء… فهل يا ترى من سببٍ لذلك؟وكيف الخلاص منه؟. يُتبَع….

والحمد لله تعالى وحده.
اسعد السوداني

اترك تعليقاً