أكملِ العلاقات
من الواضح ان العلاقة القائمة على محركي الخوف والطمع لاترتقي ان تسمى علاقة محبة، فمن نخاف منه لا نحبه وأنما نعمل ما يريده خوفا من بطشه او عقابه، وكذا الحال أن كان حبنا طمعاً بما يملك فهو ليس حباً وإنما أستغلال له، وفي كلا الامرين نبتغي تحقيق مصلحة لنا، مصلحةٌ كان الخوف من صاحبها او الطمع بما عنده سبباً للأرتباط بعلاقةٍ معه….
اما المُحب الحقيقي الذي لايدفعه طمع او خوف لينسج علاقة مع محبوبه فانه بأسم هذا الحب على إستعدادٍ تام ان يضحي بكل ما يملك من أجله حتى وان كانت حياته، وما موت العاشق من اجل معشوقه الا صورة عن تلك العلاقة المرتقية عن كل مصلحة.
فإن علمنا أن الله سبحانه وتعالى يحب عباده أكثر من حب الأم لولدها الرضيع، بل هذا الحب هو قطرة في بحرٍ او اقل من ذلك، نسبة إلى حب الله سبحانه وتعالى لعباده.
فلماذا لا نعمل على تقوية العلاقة به سبحانه من جهتنا نحن؟ ونحبه بدل الخوف منه أو الطمع بما عنده.
فالعقل يحكم بأنه سبحانه وتعالى أعطانا دون أن ينتظر منا شيئا، ونظر إلى مصلحتنا قبل أن ينظر إلى مصلحته، وتغاضى عن أخطائنا بحقه، وتواضع إلينا وخاطبنا بمستوانا، وسترنا حين المعاصي ولم يفضحنا حين تعدّينا على حدوده، وقدّم لنا ما لم يقدمه إلينا أقرب قريب وأصدق صديق ولا أوفى حبيب.
فأن لم يكن هو من يستحق حبنا فمن يستحق هذا الحب ومن يستحق أن تكون معه علاقة حقيقية دون مصالح.
والحمد له سبحانه وهو المحب.
محمد ابو مصطفى العنزي