التربية ثم التعليم
من السهل أن يُحقق التعليم أكبر أهدافه ويحقق أقصى غاياته، لكنه إذا كان بدون شريكه الأساسي (التربية)، فأعلم إنه الى زوال.
إن المنظومة القيَميَة في العراق بخطر تام، وإن أغلب اماكن تلقي التربية والتعليم بدت سوأتها من خلال ما نرى من ترّدي مستوى التربية أو تبسيطها أو تخفيف إجراءاتها الصارمة، وهكذا سنحصل على جيل متعلم لكنه خالٕ من مفاهيم التربية، إذ لا يمكن بأي صورة من الصور أن يتعلم الانسان دون المسير في مضمار التربية، فهي الطريق الأساسي والوحيد لنيل الأدب والأخلاق. والأمثلة كثيرة وحاضرة، فمثلا دولة كاليابان، كيف وصلت إلى ماهي عليه؟ أليس من خلال تمسكها وإهتمامها الشديد بالأدب والأخلاق؟، والمحافظة على الأصول إلى يومنا هذا؟.
إن ما نراه على منصات التواصل الاجتماعي من مشاهد لأغلب الطلبة وبعض التدريسين ممن قد تغافل عن أبسط معايير التحلي بالأدب والاخلاق، والإنتشار الواسع لهذه المشاهد الأكثر شهرة؛ هو دليل قاطع على إن طريق التربية صعبٌ جدا وإن التعليم أسهل منه بكثير، وكل سهل رخيص وكل رخيص مريح وراحة الأنفس في حريتها وتكسير قيودها، وكما قيل “إن كل شيء إذا كثر رخص إلا الأدب فإنه إذا كثر غَلا “
علي رحيم الربيعي