إشارة كونية... الجزء الأول
هنالك سؤال قد ينقدح في ذهن الإنسان؛ وهو ما فائدة الإشارة؟
اي ماذا يستفيد منها الفرد حين وقوعها وعدم وقوعها؟
قبل الجواب على ما هية الإشارة، يستحسن أن نُبين ما هي الإشارة من الناحية اللغوية فهي:
* حركة أو إيماء أو تلويح بشيء يفهم المراد منه.
وهذا أبسط تعريفٍ لها وأقرب للفهم.
إذن كل حركة في الوجود هي إشارة لشيء ما ! ولكن
المراد من الإشارة التي اريد الحديث عنها هي ما تخص الإنسان؛ باعتباره الوجود الأسمى والارقى عن بقية الموجودات، ولذا يستحسن الكلام عنه.
الإنسان عبارة عن كونٍ مُصغرٍ إن جاز التعبير…!
فهو قد حوى على كل شيء في دائرة الوجود من حيث التأثير والتأثر! لما يحمل من ارادة قد أعطيت له من قبل خالقه وصانعه سبحانه وتعالى، ولكن تلك الارادة ليست في تفعيلٍ دائمٍ مستمرٍ ليستفاد منها الإنسان!! ولذا تجده احياناً يتخبط هنا وهناك، واخرى تجده سالكاً في غير ما أُريد منه، وكل ذلك يحدث بإختياره وفقا لارادته،
لذا احتاج الى إشارات تُنبّهه وتُرجعه إلى خالقه جل ذكره لكي يتحقق ما أُنيط به من تعاليم وقيمٍ عليا، فعندما نقول إن الإنسان هو كونٌ مصغٌر فذلك هو من حيث الحجم،
اما كمعنى فهو غير ذلك ! وقد وصفه أمير المؤمنين {عليه السلام} حين قال ( اتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر) وحتى لا نخرج عن موضوعنا، فكل إشارة في الكون هي محاكاة او هي عاكسة لما يحدث في حقيقة الإنسان او في مكنونه الذاتي المتكون من الحقائق الأربع
وهي : النفس، والقلب، والعقل، والروح، فكل واحدة من
تلك الحقائق لها إشاراتها، ومن ثم عملها المكلف بها من حيث الكمال والتكميل، فأحياناً تأتي الإشارة لتَخُص فرداً بعينه، وكذلك قد تأتي لمجتمعٍ ما على وجه العموم، إما للتنبيه او للتحذير او بُشرى لهم، وكل ذلك
يتحتم عليه، أن يُحسِن الإنسان التعامل الصحيح معها، ولكن هذا التعامل، لابُد له من ضوابط معينة؛ لكي يرقى
في تعامله وتصرفه مع هكذا امور دقيقة بل وأحياناً تكون مصيرية.
…يتبع
والحمد لله تعالى وحده.
اسعد السوداني.