الشباب وخطر الادمان على المخدرات
أن التدهور الحاصل في المنظومة الاخلاقية والسلوكية، يُفرز وبشكل كبير مجموعة من الانحرافات عن جادة الحق، والتي اصبحت أمراضاً مجتمعية يَصعبُ علينا الخلاص منها، ولعل صور ذلك في واقعنا الان كثيرة، وقد يُصنف أهل الاختصاص إبتلاءاتنا هذه الى عدة أصناف منها الخطرة ومنها البالغة الخطورة. إن أكثر الظواهر السلبية خطراً على المجتمع هي الادمان على المخدرات وتأثيرها السلبي على الشباب، هذه الآفة الفتاكة التي تجعل من قيمة الانسان أقل بكثير مما يُعولُ عليه في البناء والتطور، فاتخاذ مسار تعاطي المُخّدِر والمُؤثِر العقلي هو الخطأ الذي سيؤدي الى إنزال قيمة الفرد إلى التدني المحذور، والأمر أشبه بدخول المتاهة التي لا يمكن الخروج منها بسهولة، فضلاً عن الاضرار التي سينتجها هذا الخطأ من هدم، كفساد الأخلاق والتأخر العلمي والثقافي وزيادة نسبة العنف والجريمة، ومن المؤسف أن الشباب هم اكثر فئة مستهدفة باعتبارهم الرصيد الحقيقي لبناء البلد كي يفقدوا ثقتهم بأنفسهم ويحتقروا ذاتهم. وللوصول الى الحدِّ من هذه المُهلِكات او لإعلان الحرب عليها، كان لزاماً على كل من تقع عليه المسؤولية ان يَلبِس لامة الجهاد والاصلاح وان يَشرَع بسلاحه الى ساحة المواجهة بدءاً بالأسرة، التي اجمع المختصون على إنها أساس المجتمع ونواته وإن صلاحها مرتبط إرتباطا وثيقا بصلاح واستقامة المجتمع، وأن نُعطي للأسرة إهتماما بالغا من الرعاية وتلبية المطالب وتحسين الوضع الاقتصادي الذي يعتبر من أكبر أسباب الانحراف . أما الاتجاهات الاخرى التي لابد من الدخول فيها فهي المؤسسات الدراسية التي تحتضن أبناؤنا الشباب، هذه الفئة المعنية برسم مستقبل الاوطان وعلو مكانتها، إذ لا يمكن التكهن بعدم إصابتهم بهذه الامراض، وعليه لابُدّ من الوقاية وتطعيم افكارهم بما يُصلِحهم، والحفاظ عليهم ورعايتهم، من خلال فتح الاندية الثقافية والعلمية وتحقيق ما يمكن من تطلعاتهم، وإبعادهم من الوقوع في مخاطر الادمان.