عمليات التجميل بين الإيجاب والسلب

عمليات التجميل بين الإيجاب والسلب 1
قبل البدء بالحديث عن ايجابيات وسلبيات عمليات التجميل، لنعطي مفهوم بسيط عن الجمال، وما هو المقياس لشدة الجمال وقلته؟ الجمال هو أكمل ما موجود من حيث التناسق والتنظيم في الأشياء المتعارفة، وفي حالة اختّل التوازن والتنظيم في المقاييس، يقل الجمال حسب نسبة اختلال التوازن زيادةً أو نقصاناً… لافرق،
وإن الإهتمام بالمظهر الخارجي أو إحداث عملية تجميل له إنما هو لزيادة المقبولية عند الناس، وزيادة الثقة في نفس الفرد، خاصة عندما يكون هناك تشوهات في الوجه او الجسم بصورة عامة، من خلال حادث معين أو تشوه ولادي فيكون لعمليات التجميل تأثير إيجابي كبير في نَفسِ المصاب، ولكن عندما تكون عملية التجميل هي من عدم القناعة ببعض ملامح الوجه، وهي مقبولة أساساً، وتكون للمنافسة أو التقليد أو لتحقيق أجمل نتيجة من العملية، سيكون كل وقته و جُل اهتمامه بالشكل الخارجي، وبهذا ستُهمَل جوانب أخرى يجب عليه تقويمها والعمل عليها وهي أكيداً أفضل بكثير من المظهر الخارجي، حيث جاءَ في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله: (إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ)..
ومن المؤكد ان للمظهر الخارجي دورٌ مهم، وهو الصورة التي تواجه بها الناس، حيث عامة الناس تحكم وتقيّس على المظهر الخارجي ابتداءً، ولكن بحسب مانعلم، ان المعول على بقاء العلاقات وإنمائها هو المظهر الداخلي من الصفات، ومخزون الثقافة، والأخلاق المودعة عند الناس، فكثيراً ماترى بعض الأشخاص ممن يعجبك شكله، وترتيب وأناقة ملابسه، ولكن حين الحديث معه تشعر بالملل وعدم الإنسجام معه من أولِ عشر دقائق، وهنا لم يُسعِف المظهر الخارجي صاحبه أكثر من هذا الوقت!!، وهو وقت قصير جداً مقارنةً بما أعطاه من وقت وإهتمام لتجميله، اما الذي يستطيع ان يُطيل العلاقة لاكثر وقتٍ مُمكنٍ ويُمَتِنُها فهو ثقافة الفرد، وأخلاقه الطيبة.
فاذا كان المظهر الخارجي لايسعف صاحبه إلا عشر دقائق والمظهر الداخلي عشرات السنين فمن الظلم المقارنة والتفاضل بين الجهتين، وبهذا اصبح للتجميل فوائد عند وجود عوق او تشوه وارجاع الحال الى حد المقبولية، اما عمليات تجميل وصرف مبالغ كبيرة لما هو مقبول بين الناس فهو غير مبرر وإسراف في الأموال وإظهار صفة عدم القناعة لدى الفرد.
وأيضاً من سلبيات الخوض بعمليات التجميل هو إدمانها، أي يكون الفرد طامحاً دائماً لعملِ تجميلٍ وتحسينٍ للمظهر بين حين وأخر، وهذا الإدمان والولع بتجميل المظهر الخارجي ليس لهُ حد أكيداً، وبهذا أصبح لابد للفرد العاقل ان تكون لهُ قناعة بما قدّر الله تعالى له من صفاتٍ ظاهريةٍ ويجب ان يعتز بها، فإن الله تعالى ميّزهُ بها عن غيره، فإن ادرك ذلك إستقر الفرد وتلاشت شهوته للتجميلِ الغير مبرر.

السيد علي الشريفي

اترك تعليقاً