الهواتف النقالة
إدمانٌ من نوع آخر. ( ج ١ )
إدمانٌ من نوع آخر. ( ج ١ )
مع بداية التطور التكنولوجي وازدهاره ظهرت حالة الادمان على الهواتف الذكية … حيث أن الاهتمام بالهاتف النقال ومنحه أولوية الاستخدام في كافة الأنشطة اليومية يعتبر إدماناً دون أدنى شك.
ولا تقتصر حالة الإدمان و السعي لإمتلاك التقنيات الحديثة على مجتمعاتنا فقط بل انه منتشر في جميع أنحاء ألعالم ومجتمعات بني البشر، وقد أصبح الهاتف النقال ومزاياه وأنواعه وآخر صيحاته في الأغلب هو الشغل الشاغل لأحاديث الأصدقاء وجلسات العائلة وتجمعات الطلبة
حيث تكاد لا تخلو حقائب الطلبة من الهاتف النقال، بل وأصبح بعض الافراد يحملون جهازين أو أكثر حتى الأطفال صاروا يطلبون من آبائهم وبإلحاحٍ ان يمتلكوا هاتفاً نقالاً ، جميع افراد الأسر أصبحوا يحملون الاجهزة المحمولة ويستخدمونها بشكل غير صحيح ومؤثر على سير حياتهم، كما هو حال الاستخدام اثناء قيادة السيارة او اثناء عبور الشارع او اثناء القراءة او حتى اثناء الطبخ مُسبباً تشتُت التركيز او انجاز الاعمال بالصورة المطلوبة وغيرها من الاستخدامات في الأماكن والأوقات والمواقف التي لا يسع المقال لذكرها.
ولم يَعُد الهاتف النقال وسيلة للاتصال فقط، بل ومن خلال المشاهدات المُعاشة في مجتمعنا، أصبح امتلاكه غايةً للتباهي والتفاخر.
نستطيع ان نُعّرِف الإدمان بشكلٍ عام بأنه الإفراط في استخدام شيءٍ ما حتى يصبح عادةً لا يمكن التخلي عنها،
ومن إشكاله إدمان استخدام الهواتف النقالة وما يتضمنه من إدمانٍ للرسائل النصية ألقصيرة ومنصات التواصل ألاجتماعي وشبكة ألانترنت، بصورة جعلتنا نفارق الواقع الحياتي المُعاش، ونَسكُن بسجن للذات في عالم وهمي افتراضي، ربما كل ما فيه وهم وزيف وظلال عن الحقيقة، الأمر الذي أحدث تأثيرات سلبية لا يُنكرها إلا واهمٍ، طالت كل مجالات حياتنا: العمل، الدراسة، العلاقات، النوم، الصحة الجسمية والنفسية ، …الخ مع ما يقترن بالإدمان من إرتفاع شديد في مستويات القلق، وظهور مستويات أخلاقية هابطة غير مسبوقة والتي طالت رؤى وتصورات وردود أفعال هائلة من الأطفال والمراهقين والشباب وربما حتى الشيوخ!! .
ومن أعراض الادمان، نذكر ما يلي:
1- زيادة عدد الساعات أمام الهاتف بحيث تتجاوز الفترات التي حددها الفرد لنفسه.
2- التوتر والقلق الشديدان في حال وجود أي عائق للاتصال او الإرسال وقد تصل إلى حد الاكتئاب.
3- إهمال الواجبات الاجتماعية والأسرية والوظيفية.
4-الحديث المتكرر عن الهواتف الذكية وتفاصيلها في الحياة اليومية.
5- تعلق الى درجة اللامبالاة في التفاعل مع المشاكل والأزمات المحيطة وأهمال واضح للتعامل معها اثناء استعمال الهاتف. كما هو ملاحظ في اماكن العمل والبيت وغيرها من اماكن التجمع.
6- النهوض من النوم بشكل مفاجئ، والرغبة بفتح الهاتف و رؤية قائمة الرسائل و المتصلين او آستخدام برامجه.
7- تغيّر وتقّلب مفاجئ في المزاج.
8- قلق شديد حول ما يجري من اخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يؤثر على التركيز في الواجبات.
9- توهم الحاجة لإستخدام الهاتف بشكل أكبر مما سَبق للحصول على نفس الشعور بالسعادة والراحة.
10- توهم الشعور بعدم الراحة حين استخدام الهاتف لوقت أقل من الوقت المعتاد.
يتبع…
محمد حبيب