الهواتف النقالة
إدمانٌ من نوع آخر. ( ج ٢)
إدمانٌ من نوع آخر. ( ج ٢)
استكمالاً لما ذكرناه في الجزء الاول من المقال
فإننا نجد ان الأطفال والمراهقين هم الفئات الأكثر عُرضةٍ للإصابة بإدمان استخدام الهواتف النقالة من غيرهم، وذلك لأسبابٍ منها:
1- زيادة استخدام الأطفال والمراهقين للإنترنت و الهواتف في المنازل.
2-السريّة وتوفر غرف الدردشة والتي يتم عبرها إطلاق الرغبات الدفينة والتفريغ الانفعالي من كبت بعيداً عن القيود المجتمعية الصارمة.
3- سمات شخصية المراهق في البحث عن الإثارة الحسية في كل جديد وغريب.
4- الافتقار للسند العاطفي خاصة لمن يتصفون بالخجل والإنطواء والوحدة النفسية.
5- الرغبة في تقمص شخصيات غير واقعية أو إفتراضية تختلف عن شخصياتهم، يُشّكل التعلق بها ملاذاً للهروب من الواقع.
6- سرعة التأثر الغير منضبط بالثقافات الأخرى، مما قد يؤدي الى تكوين مفهوم سلبي للتحضر والحرية.
ولا شك ان إدمان التعامل مع الهواتف النقالة قد يعود بعواقبٍ وخيمة تؤثر بدورها على الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية، فمن أضرار هذا الإدمان على الجانب الصحي:
1- يؤثر على سلامة أعصاب وعضلات الجسم بشكلٍ عام، كما ويسبب البدانة نتيجة الافراط في وقت الجلوس وقلة الحركة عند استخدام الهواتف.
2- ضرر يصيب العين نتيجة للإشعاع الذي ينبعث من شاشات الهواتف.
3- ضرر في الأذنين لمستخدمي أجهزة الهيتفون.
– أما الجانب النفسي فمن اضراره :
1- الدخول في عالم وهمي بديل تُقدمه شبكة الأنترنت، حيث يختلط الواقع بالوهم.
2- عجز الفرد عن بناء شخصية نفسية سوية، قادرة على التفاعل مع المجتمع والواقع المُعاش.
3- خرق الاداب والقيم في التعامل الإجتماعي الإيجابي
– وأما الضرر المتحقق على صعيد الجانب الاجتماعي فمنه:
1- العزلة والانسحاب من التفاعل الإجتماعي الواقعي، وخسارة الروابط والعلاقات الإجتماعية، كالروابط الأُسرية، والصداقات وغيرها.
2- اضطراب في الهوية الثقافية والعادات والقيم.
3- ضعف الرقابة الأسرية على الأبناء، والتفكك الأسري.
اما علاج الإدمان
فغالبية حالاته يتم علاجها دون اللجوء إلى الطبيب النفسي، وتتمثل غالبيتها بحرمان المدمن من التصفح في الهواتف النقالة أو تقليص عدد الساعات لأكبر قدر ممكن، وبتفصيل أكبر يتم علاج الأضرار في الجوانب التي بيناها اعلاه بخطواتٍ منها:
1- التعرف على مشاكل الأبناء.
2- زيادة مساحة الحوار والاحتواء العاطفي للأبناء.
3- غرس أهمية تصفح الأنترنت في الهواتف من اجل العلم المُنتج والبحث العلمي.
4- محاولة إشغال النفس من خلال التفاعل مع المجتمع وإيجاد أنشطة بديلة، مثل ممارسة الرياضة والمشاركة مع المجموعات التطوعية أو نادي الكتاب.
وتبقى ارادة الفرد هي المتحكمة، فكلما قويت الارادة نحو عملٍ ما، كلما كانت النتائج اسرع في الانجاز.
والحمد لله رب العالمين.
محمد حبيب