اخطر الصناعات
– صناعة الرأي العام الجزء الثاني-

اخطر الصناعات - صناعة الرأي العام الجزء الثاني - 1
وتكمن خطورة الرأي العام في قدرته على تصويب الخطأ، و تخطئة الصواب، وتأثيره المباشر في قلب الاحداث وتزييف الحقائق، وتغيير الادوار في رفض أو أكتساب العادات والتقاليد وصياغة السلوك والذوق العام عموماً، واعداد الثورات والانقلابات السياسية، وبالجملة انه المسؤول عن تحريك الشعوب والمجتمعات باتجاه اي هدف يوضع في مرمى المصالح والغايات المخطط لها، لمختلف الاتجاهات و التوجهات، الدينية والسياسة والاقتصادية والاجتماعية، تحت تأثير مصطلحات ومفاهيم متنوعة، كالحداثة والتحضر، والموضة، والحرية، والمطالبة بالحقوق وما شابه ذلك .
وهذا ما يجعل التحدي صعباً امام المصلحين أيضاً، ويرفع سقف الرهان الى درجة العجز احياناً، فعملية الاصلاح هذه لاتخلوا من المجازفة بما تمثله من سباحة عكس التيار .
أما عن مراكز صناعة الرأي العام ففي السابق كانت تدار من خلال مجالس السلطة وادواتها التقليدية، ودور العبادة ومنبر الواعظ، والمقاهي التي يرتادها عامة افراد المجتمع،
واليوم قد تصدرت منصات التواصل الاجتماعي قمة الهرم في تلك الصناعة، وتوسعت دائرة التأثير والاستهداف من المحلية الى العالمية، ليتم اعادة وتدوير اسس التخلف وتسطيح العقول، بمظهر أنيق وجذّاب .
وفتح الباب على مصراعيه لدخول الافراد طواعية دون تهديد أو تلويح بالعقاب، وصار الفرد يوافق على تلقي الاشعارات وتطبيق ما يمكن تطبيقه دون اعتراض، ويوافق على بنود اقتحام الخصوصية، وتحديد الموقع الجغرافي، والولوج الى ذاكرة الجهاز دون اطلاع، فسقط الجميع في تلك الشبكة الدبقة التي رسمت وسترسم اعرافاً وتقاليد وقيم خاصة بها وتلزم الجميع بعدم الخروج عنها، أومخالفة تلك المعايير الجديدة بصيغة تخلو من العنف أو أياً من مظاهر النسق والاعراف القديمة .
… يتبع

باسم الخفاجي

اترك تعليقاً