سؤال وإجابة (٨٧)
سماحة الشيخ منتظر الخفاجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن تفضلتم علينا بالإجابة
ترون ما آل إليه المجتمع من تفشي الرذيلة وندرة الفضيلة، فما هي الحلول الواقعية التي ترونها مناسبة لإيصال المجتمع الى الفضيلة، وما الذي نحتاجه لتربية المجتمع تربية صالحة نصل به لبر الأمان، وعلى من تقع مسؤولية ذلك الإصلاح برأيكم؟.
شكراً لسعة صدركم وطول أناتكم شيخنا العزيز …
الإجابة
جناب السيد الطاهر
عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
أسأل الله تعالى أن يجعلكم من الفرحين بقربه ورضوانه.
وجواباً على ما تفضلتم به من كيفية إيصال المجتمع الى الفضيلة.
فالذي أفهم أن البدء ليس أكثر من أن ينظر الفرد الى واقعه نظرة حقيقية مركّزة وليست نظرة عابرة، عندها سينبذ ما هو عليه ويبحث عن الأفضل، لكن الذي يمنعه من هذا الالتفات هو الرضا الواقعي بما هو عليه وإن ادعى غير ذلك.
أما ما نحتاجه لكي يتربى المجتمع تربية صالحة، فربما هو شيء واحد لا غير، وهو أن نُحب لغيرنا ما نُحب لأنفسنا حباً حقيقياً مصحوباً بإرادة، عندها يبدأ التغيير.
وأما الإصلاح مسؤولية من ؟ فهو لا يخرج عن جهتين:
إما مسؤولية فرد واحد: أي أن تكون هنالك شخصية أخلاقية أو دينية أو سياسية أو اجتماعية طاهرة في نفسها ولها القابلية لتطهير غيرها، يكون عملها هو الإصلاح ولا غير، فربما هنالك شخصيات أو قيادات صالحة وطاهرة لكن ليس عملها إصلاح المجتمع بمعناه الخاص. ووجود مثل هذه الشخصية الطَهُورية يحتاج الى رحمة إلهية خاصة.
وأما إن فُقِدت هذه الشخصية فسينتقل الدور الى الجهة الثانية، وهو المجتمع، فيتوجب عليه أن يُصلح نفسه بنفسه بما له من التفاوت بمستويات أفراده، فالعالي نسبياً يُصلح من هو أدنى منه بالجانب الذي هو صالحٌ فيه، ومن يتمتع بحَسَنَةٍ يحاول إيصالها الى من يفتقر إليها؛ بل لو أصلح كل إنسان فرداً واحداً بما هو صالحٌ فيه لصلح أغلب المجتمع بل كله.
هنالك حكمة قالها شيخي (قدس سره ): ( لو أن كل إنسان أزال الأوساخ التي أمام داره لنظف الشارع )!. ولكم خالص شكري.
منتظر الخفاجي