سؤال وإجابة (100)
السلام على شيخنا العزيز ورحمة الله الواسعة وأتم بركاته،
شيخنا العزيز إن اذنتم بالسؤال وتكرمتم بالاجابة.. اشارة الى منشوركم: ( ليس من المستبعد أن تكون بعض الأعتقادات هي عقوبات إلهية ).
قد يخطر لدى ولدكم ان العقوبات الالهية لا تخلوا من العدالة السماوية.. فتكون من نفس نوع أو جنس الخطيئة او المعصية فالذنب المادي تقابله عقوبة مادية ،والذنب المعنوي تقابله عقوبة معنوية..
فان صح ذلك ..فما الذي يجعل العبد مستحق لعقوبة الاعتقاد الباطل وكيف السبيل للخروج من قيد هذه العقوبة التي تؤدي الى الحرمان اكيدا؟.
ونسال الله سبحانه ان يديم رحمته ولطفه فينا بوجودكم وعافيته.
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
ليس بالضرورة أن تجانس العقوبات خطاياها، فقد يُعاقب المذنب بالذنب المعنوي بعقوبة مادية والعكس صحيح، ولا ينافي ذلك العدالة إنما هو استحقاق المذنب.
أما ما يجعل العبد مستحقاً لعقوبة الاعتقاد الخاطئ، فموارد ذلك كثيرة، ومنه بعض مراتب الظلم، وايضا بعض موارد استغلال العباد لاجل الباطل، كذلك استغلال اسم الله تعالى لاجل أخذ ما في أيدي العباد من حطام الدنيا، فتكون عقوبة ذلك فكرة أو معتقد يعتقده العاصي فيقوده إلى عذاب الدنيا الذي لا خروج منه إلا بعفو الله ومغفرته، قال جل اسمه: (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ ) ومن مصاديق دائرة السوء هي المعتقدات السيئة والباطلة التي تحبس العاصي داخل دائرتها فلا يستسقي إلّا منها مثلما يعاقب المذنب بعقوبة المرض المزمن الذي يكون حبيسه الى مماته.
حفظكم الله تعالى من كل شر.
منتظر الخفاجي