طُرقُ معالجةِ المُشكلاتِ الأُسريةِ
تكلمنا عن كيفيةِ تلافي المُشكِلاتِ الأُسريةِ قبلَ وقوعها، لكن لو وقعَت هذهِ المُشكِلاتُ ،فكيف نتعاملُ معَها؟ وما هي الطُرقُ العامةُ الصَحيحةُ لمعالجتِها؟.
نَقولُ: إن أهمَ الطُرقِ لمُعالجةِ المُشكِلاتِ الأُسريةِ والسيطرةَ عليها كي لا تتوسعَ وتخرُجَ عن سيطرةِ رَبُّ الأُسرةِ هي ما يلي:
أولاً: الإعتقادُ بأنَّ المُشكِلةَ حالةٌ طارِئَةٌ لها أمدٌ محدودٌ تَنتهي إليهِ، ثُم يعودُ الوضعَ كما كان عليه. فكُل ما يَحدثُ من المُشكِلاتِ سواءٌ عالجناها أو لم نُعالجْها فسوفَ تنتهي، سواءٌ طالت فترتَها أم قَصُرَت.
ثانياً: تَحديدُ المُشكِلَةِ وتَحجيمِها، بحيث لا تَتعدى الحدودَ التي حُدِدت بها ولا تتمددُ وتَخرِجُ عَنها.
ثالثاً: تَوجيهُ النظرِ إلى علاجِ المُشكِلةِ وغضُ الطرفِ عن مُلازماتِها الجانبيةِ مِن قَبيلِ :مَن الذي سببَّها؟ وما حجمُ أضرارِها؟ وما هي آثارُها؟، فإن النظرَ إلى هذهِ الزوايا يُسبِبُ إرباكاً عقلياً ويؤدي للإبتعادِ عن الحلِّ المُناسبِ للمُشكِلةِ.
رابعاً: إنَّ كُلَّ مُشكِلةٍ، مَهما كان حجمُها أو نوعُها وما تُسببُهُ مِن ضررٍ وألمٍ، فإن لها عَطاءٌ وفائدةٌ، ولو تدبرَّ أحدُنا بالفوائدِ التي تَحملُها المُشكِلةُ فلرُبما هانت لديهِ تلك الآلامُ والأضرارُ.
وحينَما نَنظرُ لأيةِ مُشكلةٍ مِن جهةِ فائدتِها فإنَّ هذهِ النظرةَ سوفَ تُولِدُ سكوناً نفسياً وتُزيلُ كُلَّ الإضطرابِ الداخلِي، وبالتالي الوصولُ للحلولِ بأسرعِ وقتٍ، لأنهُ، وكما تَعلمونَ، إنَّ مِن أسبابِ تَوسُعَ المُشكِلاتِ والمعالَجةَ الخاطئةَ لها، هو الإرباكُ العقلي الذي تُسببُهُ المُشكِلَةُ.
خامساً: إستقبالُ المُشكلةِ إستقبالاً عقلياً. فإنَّ مِن طبيعةِ الإنسانِ الظاهري هو إستقبالُ أغلبُ الأحداثِ, ومنها المُشكِلات, إستقبالاً نفسياً أو عاطفياً. ومِن الثابتِ تجريبياً إن إستقبالَ المشكلات نفسياً أو عاطفياً سيؤدي إلى التفاعلِ السِلبي معَ المُشكلَةِ، فإما تُثيرُ الغضبَ أو الخوفَ أو الترددَ أو تُثيرُ العاطفةَ، والتي كُلُّها سوف تُطفئُ نورَ العقلِ وبالتالي سيكونُ التعاملُ معَها مولِداً لمُشكلَةٍ أُخرى، أما إذا إستطاعَ الإنسانُ أنْ يَعزُلَ نفسَهُ وعواطِفَهُ حينَ الحدثِ ويستقبلُ المُشكِلةَ بعقلِه ومداركِه فسوفَ يتَجِهُ عقلُهُ تلقائياً لإيجادِ الحلِّ المُناسبُ بهدوءٍ تامٍ وبوقتٍ قَصيرٍ.