عطاء من شهر العطاء

شهر رمضان هو شهر أداء حق من حقوق الله تعالى علينا، والقيام بركن من أركان هذا الدين الحنيف وهذا لا مناص منه، لكن المؤمن اللبيب لا يكتفي بالأقل إنما تدفعه همته لتحقيق الأسمى.
وبما أن هذا الشهر هو أحب الشهور إلى الله عز وجل، فأقل أداء فيه لحق الله تعالى علينا هو إظهار الأفعال والصفات المحبَبَة لله تعالى فحينما تتجلى فينا ومن خلال أفعالنا صفة الكرم الإلهي، من خلال العطاء الذي لا يتبعه مناً ولا أذى ولا تفضلاً ولا فرحاً به، ليس العطاء المادي فقط! فربما كلمة طيبة تخرج من قلب نقي أكبر قيمة في نظر الله من إطعام سبعين جائعاً، حينما تظهر علينا ومن خلال التطبيق الفعلي صفة المغفرة، وتتجلى في تعاملاتنا، فإننا حينئذ أدينا حق من حقوق لله علينا؛ بل هو من أشرف الحقوق وأعلاها مرتبةً، وهو حق تحبيب الخالق لخلقه، حق نشر الصفات الإلهية بين الخلق.
فمن أراد أن يتشرف بفضائل هذا الشهر الفضيل ويحصد ثمار عطاءه المعنوية، عليه أن يكون مرآةً تعكس تعاملات الله سبحانه مع خلقه، أن يكون مُظهِراً لمرتبة من مراتب الأسماء الحسنى والصفات العليا في عالم الدنيا، عبر السعي لتطبيق هذه الصفات والتي أودع الله تعالى جزءاً منها في نفوسنا. حينئذ سنرتقي بفهمنا وتعاملنا مع هذا الشهر من التعامل الأدنى إلى التعامل الأعلى، وسيكون التجاوب الالهي معنا في أعلى مراتبه.
تقبل الله تعالى صيامكم وقيامكم بأعلى وأسنى مراتب القبول.