قال جلّ ذكره: (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ).
قد يُفهم من الآية أنه، كما ان الحق تعالى أعطاك من فضله فيجب ان تفيض بشيء من ذلك العطاء على الناس، وهذا هو الفهم الاولي للآية. نعم هذه المرتبة من الفهم حوتها الآية وهي مطلوبة من أصحاب هذا المستوى، لكن الآية توحي بأكثر من ذلك، ومنه أن الاحسان الحق يكون باتخاذ الطريقة أو الأسلوب الالهي الذي رسمه الحق لصورة الإحسان الكاملة. فليس كل احسان بصورته هو احسان بواقعه.
فعندما يحدد لنا الصورة التي تطابق مراده للإحسان ويقول: (كما أحسن الله اليك) أي بنفس القيم المعنوية للإحسان، بنفس طهارة الباطن حين الفعل، بعدم انتظار الجزاء ممن تحسن اليه، بعدم تغير الحال حينما تخالف ردة فعله ما كنت تتوقعه، بغض النظر عن مورد احسانك اليه أين يضعه وكيف يتصرف به، بنية التشبه والتقرب من المحسن المطلق جل جلاله وليس رغبة بالجزاء الدنيوي او الأخروي. فإن فهمنا كلامه تقدس اسمه على هذا المستوى صغرت في اعيننا القيمة المادية للإحسان.
منتظر الخفاجي