قبل انقضاء شهر المغفرة والعطاء
إن نهاية شهر رمضان تعني نهاية عام قرآني وبداية عام آخر، وبما أننا نعيش أشرف وأكرم أيام العام الذي سينصرم، وجب على العاقل منا أن يتدارك عامه هذا قبل فواته، ويستعد لعامه الجديد قبل حلوله، فإن ذهب هذا العام فقد ذهب حاملاً معه كل أعمالنا الماضية من محاسن ومساوئ. وبما أن فرصة التدارك ومحو السيئات ما زالت في أهم أيامها وباب العطاء مفتوح على مصراعيه، وجب علينا أن نحاول محو هذا المساوئ بالاستغفار والتوبة، وبكل سبيل له قابلية تدارك تلك المساوئ ومحوها.
ومن الجهة الأخر ، ينبغي أن نجعل عامنا القادم –إن جعلنا سبحانه من أبناءه- أفضل وأكمل من السابق، وذلك بأن يُحدث الفرد منا تغيرات في شخصيته من كل النواحي، وأقلها من الناحيتين الإيمانية والاجتماعية، وليس ذلك بعسير، كل ما في الأمر أن يجعل الفرد منا خطة أو منهجاً لعامه القادم أو يقطع على نفسه عهداً بترك بعض الأفعال التي كانت سبباً في بُعده عن ربه سبحانه أو عن ما يطمح أن يصل إليه، وتجنب بعض العادات التي تُحدث نقصاً في شخصيته على المستوى الديني أو الاجتماعي أو العائلي، كذلك يوجب على نفسه بعض الأعمال والأفعال التي تساهم في رقي مستواه الايماني أو في تصحيح مسار شخصيته الاجتماعية وتقويمها، عندئذ يكون له في عامه القادم هدفاً يستهدفه ، بل يعيش عامه ذاك من أجل تحقيق هذا الخطوات التي وضعها لنفسه، على مستوى إدراكه و { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } وسوف يعينه الله سبحانه في ذلك.
فتصبح لسنته تلك قيمة حقيقية، ويكون حينئذ حسابه لنفسه على أساس هدف واضح وبيّن، وهي تلك الأهداف التي قررها واستهدفها من الإصلاحات الخاصة به، وإن أراد التوسع فيضيف بعض الفقرات في تقويم عائلته أو من يخصه من المقربين.
حين ذاك سيتغير مستواه لعامهِ القادم، والذي يكون داعٍ بلسان حاله وفِعاله لله تعالى أن يغير مصيره في عامه القادم، عندها سيغيّر الله تعالى من مصير هذا الفرد من جميع جهاته المادية والمعنوية، حيث أنه سبحانه وعدنا إنْ نحن غيرنا ما في أنفسنا غير هو تعالت قدرته ما في علمه مما يخصنا، وأما إن بقينا على نفس مستوانا وشخصيتنا السابقة فسوف يكون عامنا اللاحق تكراراً لسابقه.
ثم نكون بفعلنا هذا قد ختمنا هذا الشهر الفضيل بخير خاتمه وأعناه على أنفسنا وأخذنا منه كامل الفائدة، والحمد لله وحده.
ادام الله تعالى وجودكم المبارك.
ادام الله تعالى وجودكم