لفتـــــــات قرآنية
قوله تعالى : «يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد» الى أخر الأية أمر للمؤمنين بتقوى الله و بها أمر أخر و هو النظر في الأعمال التي قدموها ليوم الحساب هل هي صالحه ام طالحه فليخشوا عقاب الله عليها و يتداركوا بالتوبه و الانابه و محاسبه النفس.فعلى المؤمنين أن يتقوا الله فيما وجه اليهم من التكاليف فيطيعوه و لا يعصوه
و هذا تكاليف عامة تشمل كل مؤمن وذلك لحاجه الجميع الى إصلاح اعمالهم و عدم كفايه بالنظر الى الاعمال بل يجب اصلاحها غير ان القائم به من اهل الايمان في نهايه القله بحيث يكاد يلحق بالعدم و ذلك لاشتغالهم باعراض الدنيا و استغراق اوقاتهم في تدبير المعيشه و اصلاح امور الحياه القى الخطاب في صوره الغيبه و في هذا النوع من الخطاب مع كون التكليف عاما بحسب الطبع عتاب و تقريع للمؤمنين مع التلويح الى قله من يصلح لامتثاله منهم.
و قوله: «ما قدمت لغد» استفهام من ماهيه العمل الذي قدمت لغد و بيان للنظر و يمكن ان تكون «ما» موصوله و هي و صلتها متعلقا بالنظر.
و المراد بغد يوم القيامه و هو يوم حساب الاعمال و انما عبر عنه بغد للاشاره الى قربه منهم كقرب الغد من امسه قال تعالى: «انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا»: المعارج: ۷.
و المعنى: يا ايها الذين امنوا اتقوا الله بطاعته في جميع ما يامركم به و ينهاكم عنه و لتنظر نفس منكم فيما عملته من عمل و لتر ما الذي قدمته من عملها ليوم الحساب أهو عمل صالح او طالح و هل عملها الصالح صالح مقبول او مردود.
الى هنا ينتهي تفسير الميزان ،
وأقول ؛ ان للتقوى مراتب غير متناهيه وكلما كشف للسائر في طريق الايمان مرتبه من مراتب التقوى وعمل عليها كُشِفت له المرتبه التي تليها من التقوى وبهذا تكون كلمة ( اتقو الله ) ملازمة وشاملة لجميع المؤمنين بكل مراتبهم هذا من باب رد الجواب للسائل ( لماذا يقول الله للمؤمنين اتقو أولم يتقوا ؟ ) اما كلمة الغد فلها معاني كثيرة منها ماقاله الشيخ في تفسيرة من انها يوم القيامة
ومنها مايلاقي الانسان من نتائج وما تترتب عليه حياته المستقبلية بسبب ما خرج من نفسه من خير او شر في حياته وارزاقه المادية ومسيرة ومرتبته في عالم الكمال في ( الغد )