مواهب رمضانيّة
الموهبة الرابعة

من رحمة الله تعالى، أنه في كل عامٍ يَفتح لنا الأبواب السماوية كلَها، وتُتاح كل أنواع النِعم لمن يريد، النِعم الدنيوية والنِعم الأخروية والنِعم المعنوية، والعطاءُ مجانيٌ، فقط أرِنا ارادتك لذلك وسوف نعطيك. هذا ما يحصل في تلك الليلة، إنها ليلةُ القدرِ، ليلة العطاء الموهوب، التي تتجلى فيها صفة الجود والعطاء الإلهيين وتُغطي على باقي الصفات، هي الليلة التي يمتلأ بها الكون بالأنفاس الإلهيةُ دون خصوصية. فالعاقل كل العاقل هو من تعرض لهذه الانفاس ببيان إرادته؛ بأن يُساوق تجلي تلك الصفات الإلهية، وأعني بذلك، حينما يتجلى لك الحق بصفتي الجود والعطاء فعليك ان تتحلى له بصفة العجز والافتقار إليه.