إشارة كونية... الجزء الثاني
قُلنا في الجزء الأول من المقال: إن هنالك ضوابط معينة لكي يفهم الإنسان الإشارة، وهنا أقصدُ من الإشارة؛ هي الإشارة العامة فقط، وإلا فهي بحر كبير وعميق ولا يمكن أن تُختزل او تُعرّف حق معرفتها في مقال بسيط، وإلا كان ذلك من الظلم لمفهومها فضلا عن حقيقتها، ولكن، لإرفاد القارئ الكريم بمعلومات عنها لعلها تنفعه يوماً بتوفيق الله تعالى.
ومن تلك الضوابط الأساسية وعِمادها هي:
أولاً : إن كل ما يحصل في الوجود من عامٍ او خاصٍ؛ فإن الله تعالى عالم ومحيط به، وهذه الضابطة أساسية في حياة الإنسان؛ من حيث زيادة الإيمان واليقين بأن كل شيء يحدث لي هو بعلم ربي سبحانه وتعالى ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ [٥٩: الأنعام]
ثانياً : على الإنسان أن يعلم علم اليقين أن الإشارة الموجهة إليه هي في مصلحته، وهي إما لتجنبِ أمر ما أو تحذير او بشارة له، من قَبيل ما اصاب العالم من (فايروس كورونا) فإنها إشارة واضحة، لإبتعاد الإنسان، اياً كان دينه أو معتقده، عن ما أُريد منه من قِبل الله تعالى !!
﴿وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ [٥٩: الإسراء]
ثالثا: والأهم في أمر الإشارة هو -الالتفات- سواءٌ كان عقلاً او قلباً، وإن كان القلب يحتاج إلى عمل خاص وطريق خاص ليس هنا محله.
وهنالك ضوابط أو طرق كثيرة لمعرفة وفهم الإشارة تُطلَب من أهلِها، مِمن أفاض الله تعالى عليهم من رحمته
الخاصة ﴿رَحمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيكُم أَهلَ البَيتِ إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ﴾ [هود: ٧٣]
وفي الختام نقول إن من فوائد الإشارة في حياة الإنسان، وهو المُراد من مقالنا البسيط، إنها تُحقق الارتباط بالله تعالى، برباطٍ أدق وأوثق وجديد عن سابقه!!.
والحمد لله تعالى وحده.
اسعد السوداني.