حملة الدفــــاع عـــن القـــرآن

صور من عطاء الحوار في القرآن

حملة الدفــــاع عـــن القـــرآن
صور من عطاء الحوار في القرآن

حملة الدفاع عن القرآن صور من عطاء الحوار في القرآن 1
جعل الله تعالى القرآن باباً للعلم والمعرفة وبيَّن سبحانه من خلاله عدة أساليب يخاطب بها عقول ونفوس بني البشر على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم.
ومن تلك الأساليب هو الحوار أو ما يسمى حديثا لغة الحوار أو ثقافة الحوار.
ان الصور البلاغية في لغة الحوار القرآني تُعدُ سيلا معرفياً وأسلوبا نوعيا في إيصال فكرةٍ ما أو أمرٍ ما أراده الحقُ لخلقه. والحوار بحد ذاته يعدُ أدباً من الآداب التي حث الحق سبحانه على الالتزام به، كما جاء في الآية الكريمة (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44طه) ، فالقول اللين هو مصداق من مصاديق الدعوة إلى الحق وأدب ينم عن حكمة بليغة في إيقاع الاثر الطيب في النفوس المعاندة وهو مطابق مع قوله تعالى (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ(١٢٥النحل) وتتوالى الصور والمعاني للحوار في القرآن حاملةً مراتباً متعددةً من المستويات، لهذا فقد أعطى القرآن الكريم ولا زال مفهوما كبيرا لمعطيات الأخذ بلغة الحوار والحث عليه، بل يمكن القول انه أوفى جميع أدواته وطرقه وصوره كالتفاهم والتجانس، إن هذا الاثراء الذي نّزله العليم الخبير في كتابه ما هو إلا عطاءوه الذي لا ينضب ولا ينقطع، لينعش فكر الانسان ويكون قادرا على تَفَهُمْ ثقافة التحاور والوصول إلى الحق بقناعة وافية ومجزية. ولك أن تعلم أن هذا العطاء من ثقافة الحوار ضَمِنَ للجميع بما فيهم المعاندين والمخالفين إن يقولوا رأيهم ويدلوا بتقريرهم! كتحاور ابليس مع الله جل وعلا حول عدم امتثاله لأمر السجود لآدم *قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12 الأعراف) فالحوار القرآني هنا في هذا الامر هو لبيان سر مخالفة المعاندين ومعرفة الطريق التي حادوا عنها.. وهذا درس وعبرة من عطاء القرآن للتحاور مع المخالفين بعيداً عن الكراهات والازمات والتهديد والوعيد مع الآخرين من غير المسلمين، حيث لا سبيل الى التوافق معهم الا بسبيل الحق الذي نص عليه في كتابه العظيم (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل125). وحيث فهمنا إن لغة التحاور تنطوي تحتها عدة عناوين منها المجادلة و بيان الرأي الأخر وأدب التحاور والدعوة للحكمة والوصية وغيرها من المحطات والمنازل والمستويات التي أعطت للإنسان دروساً في التعلم كي يرتقي ويسمو ويؤمن عن قناعةٍ وثبات لا يدانيه شك أو ريب ويوصل الى الآخرين أن الحوار هو الموصِل إلى جميع القناعات بالحق.
 
احد أبناء الأب المربي
علي الربيعي

اترك تعليقاً