إزدواجية الشخصية:
على الرغم مِن أن الأمراض العضوية تُمثل عامل خطر كبير على صحة وسلامة وحياة الإنسان في الكثير من الأوقات، إلا أن الأمراض والاضطرابات النفسية، وخصوصاً المتطورة منها، تُعد هي الأخطر على حياة الفرد؛ لأنها تؤثر بشكل كامل على حياته وتفاعله مع الاخرين.
وتُعّد ازدواجية الشخصية إحدى أهم وأشهر أنواع الاضطرابات النفسية المنتشرة بين عدد كبير من الأشخاص وبنسبٍ متفاوتة.
وتعرّف ازدواجية الشخصية إنها حالة الفرد الذي له نوعان من السلوك، أحدها سوي والآخر مرَضيٌ لا إرادي.
كما توجد بعض الحالات التي تُمثل اضطراب الهوية الشخصية، ومن أشهرها ما يلي:
– وجود شخصيتين مختلفتين أو أكثر، وكل شخصية لها صفاتها المميزة، بحيث تأتي الشخصية مصحوبة بتغييرات في السلوك والذاكرة والتفكير، وحتى التغيير في التفضيلات، مثل الطعام والأنشطة اليومية التي يُمكن ملاحظتها من قبل الآخرين.
– فقدان الذاكرة وحدوث الفجوات المستمرة في الذاكرة، حول المعلومات الشخصية، والأحداث اليومية.
– الشعور بالضيق والارتباك والقلق المتكرر بصورة مختلفة عن الشعور الطبيعي للإنسان.
– ظهور العديد من المشاكل في الجوانب المهنية والاجتماعية.
ومن أسباب الإصابة بازدواجية الشخصية:
– عدم التكيّف مع الواقع، والهروب من تجربة مؤلمة، وعدم القدرة على حلّ مشكلات استعصت على صاحبها، وعدم تكيّفه مع نفسه، وغير ذلك مما يمكن أن تكون أسباباً لازدواجية الشخصية.
وأؤكد أن التربية لها الدور الأكبر في بناء شخصية الإنسان وأساسها والذي يقوم عليه البناء الأهم في إنجاح هذه الشخصية، فإن كان هذا الأساس قوياً كان البناء قوياً، والعكس صحيح.
إن الاهتمام والرعاية الإيجابية والحنان الأسري والإشباع العاطفي هو من حق الأبناء على الآباء، بل يجب إيصاله لهم بكل الوسائل، اضافة الى تأمين احتياجاتهم بيولوجياً ونفسياً، وأن يُعزز لديهم الشعور بالأمن والراحة صغاراً وكباراً حتى لا يبحثوا عن بدائل.
فالبعض لا يُحسِن فن العلاقات الإنسانية مع أبنائه، خاصة في فترة المراهقة وطيشها، فلا يتعامل معها بهدوء وروية، بل يُضخِمها، فيؤنب وقد يقسو ولا يحتَوي، وهنا يقع للأبن ما لم يكن في الحسبان، وهو الهروب للشارع وأصدقاء السوء، من قسوة والديه، فتتحول سوء معاملة والديه، لقضايا قد يتورط فيها الأبن لا قدر الله.
واقعاً، نحن نحتاج تطبيقاً لمنهج التربية الإسلامية في حياتنا، كما فعل رسول الهدى –صلى الله عليه واله وسلم – في تربية أبناء الإسلام، ومثال ذلك : الشاب الذي سأل الرسول أتأذن لي في الزنا؟!!قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا، قال: أتحبه لأختك؟ قال: لا، قال: ( كذلك الناس لا يحبونه) ، فلمْ يوبِخه ولم يُعنِفه صلى الله عليه وآله وسلم بل اجابه بأسلوب تربوي قويم.
ومن التربية السلبية إنتقادُ الأطفال أمام الآخرين، وهو المتوارث، فبعض الآباء يطبقونه على أبنائهم للأسف الشديد، وهذا الإرث يعد من أهم مقومات خَلق الإزدواجيةِ في الشخصية.
ويتم علاج الازدواجية في الشخصية من خلال الاتي:
– العلاج النفسي: وفيه يكون العلاج من خلال اللجوء إلى أخصائي مُتخصص بالامراض والمشاكل النفسية، حيث يُمكن أن يُساعدهم على التحكم بعواطفهم، ويهدف هذا النوع من العلاج الى محاولة إعطاء المصاب الإحساس بذاته وزرع الثقة بها.
– العلاج السلوكي: يندرج تحت هذا النوع من العلاج نوعين من العلاج: السلوكي الجدلي، والعلاج السلوكي المعرفي، بحيث تُركِز هاتان الطريقتان على سلوك الشخص وأفكاره، وتمكينه من إدارة مشاعره.
والحمد لله رب العالمين.
محمد حبيب