انتصـــار المظـــلوم
إن ما يقوم به المظلومون في غزّة لهو مفخرة لكل الشعوب المُستضعفةِ والحُرّةِ، حيثُ أن كسر ذلك الوهم الكبير الذي تعشعَش في عقول كل البشريةِ مِن أن شعب اسرائيل يختلف عن بقية الشعوب، وان له مزايا لا تتوفر في غيره، لهوَ إنجازٌ لم يتحقق، ولم يقدِر أحد على تجاوزه، وأبسط وأوضح مثالٌ على ذلك هو أن القيادات العربية مازالت تعيشُ في ذلك الوهم؛ مِن أن الفرد اليهودي يختلفُ عن بقيةِ بني البشر، وأن كيان اليهودِ لا يمكن ان يُغلَب او يُنافَس لانهم اصحاب عقول فعالة! لهذا ترى بوضوحٍ جَلي تردُد الحكام العرب، وتخاذلهم عن نصرة اخوتهم بل أنفسهم في معركة الشرف، وأمسى كلُّ حاكمٍ منهم يأخذ الإذن من أربابه لأجل إصدار بيان إستنكارٍ او شَجبٍ لِساني لا يُسمِن ولا يُغني، بل ان بعضهم يخشي حتى من الإستنكار، فيضطر إلى تقديم أثمانٍ مقابل إستنكاره الصوَري! كي يحفظ ماء وجهه امام شعبه. لكن الله ناصرُ المؤمنين؛ وإن لم يكن نصراً مادياً، فقد حقّق المقاومون من الاهداف ما عجزت عنه دول عظمى، وإن ذهبت فيها تضحيات كبيرة، فإن حجم التضحيات يكون بقَدرِ عظَمةِ الغاية.
لقد كانت فرصةً كبيرةً للحكامِ العرب في أن يسجلوا موقفاً تاريخياً، وليَخرجوا من طوقِ التبعية، وليستَعيدوا شيئاً من مكانتِهم وكرامةِ شعوبهم.
ان ما قام ويقوم به رجال المقاومة سيُغيرُ الموازين الدولية، ويكون مقدمةً لأمرٍ عظيم وتغيراتٍ على الساحة الدولية؛ ( فالعملية التي حرّكت كلَّ دولِ العالمِ حكومات وشعوب، لا ريب أنها تُخفي وراءها امراً كبيراً ).
حفظ الله غزة واهلها.
منتظر الخفاجي