كَلِمةُ الناشِر
الحَمدُ للهِ مُبتَدأ الأشيّاءِ ومُنتَهاها والصّلاةُ والسَلام على رَسولهِ المُنتَّجبِ طَه
وآلهِ خيرُ الورى وأتقاها
أما بَعدُ… فلا يَّخفى على كُلِّ متتَّبعٍ ومتَّحققٍ في واقعِ مُجتمعِنا الراهن، مُعاناتهِ الكثير من الُمشكلِاتِ الأُسَريةِ التي هدَّدت وما زالت عُرّى الكيّانِ الأُسري, وعلى إختلاف أسبابِ تلك المشكلاتِ, التي مثّلت إنعكاساً لواقعِ الأنانيةِ والظُلم والتَعسُف والإستبداد, وصولاً لإفرازاتِها التي تفاقمَّت إلى حدودٍ غير مسبوقةٍ مِن قبيلِ حالاتِ الطلاقِ والانتحارِ والهروبِ وغيرها من محققات التفكُّك والإنحلالِ الأُسَري, الأمرُ الذي يُهدِّدُ بفسّادٍ لا مَنّاص منه للجيلِ الحالي, وإنحدارٍ للواقعِ الإنساني يتّعدى أمدَهُ ألاجيالَ اللاحقةَ, فيَعمُ الخرابُ البلادَ والعِبادَ.
وإنطلاقاً من الواجبِ الأخلاقي في التصدي لكلِّ ذلك, يَتشرّفُ المَركزُ الإعلامي لمكتبِ سَماحةِ الأبِّ المُربي الشيخُ مُنتظرُ الخفاجي بتقديم ونشرِ هذا العمل الكريم والأثَر النافع لسَماحتهِ والموسومُ “رسالةٌ في سيّاسةِ المنزلِ”, ليكون في متناولِ يدِ القارئ الكَريم.
وهو رسالةٌ إصلاحيّةٌ متكاملةٌ قلًّ نظيرُها, لمّا إختصَت به من قواعدٍ ومرتكزاتٍ وأساليبٍ عمليةٍ تستهدفُ تنظيمَ وتَهذيبَ وتَرقيّةَ نوّاة المُجتمعِ والأصل فيه ألا وهي (الأُسرَة), كما أختصَت بوضعِ منهاجٍ مُتكامِلٍ لرَبِّ الأُسرَةِ, يمُثلُ إعداداً حَقيقياً له في مُمارسةِ مَسؤولياتهِ بأكملِ ما يُحَقِقُ بهِ صَلاحَ أفرادِ أُسرتهِ ويَجعلُ مِن تلك الأُسرةِ أُنموذَجاً يُحتذَى به لتحقيقِ رُقيّ الُمجتَمعِ والإسهامِ الفاعِلِ في تحَقيقِ غايةَ الله تعالى من خَلقهِ في عِمارةِ هذه الأرض (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)هود /61
سائلين المولى عَزَّ وجَلَّ أن يتَقبّلَ هذا العَملَ قبولاً حَسناً ليَعودَ على عِبادهِ بالخَيرِ والبَركاتِ
والحَمدُ للهٍ على ما أنعمَ .
المركز الاعلامي
لمكتَبِ سمَاحةِ الأبِّ الُمربي
الشيخُ مُنتَظرُ الَخفَاجِي