دورُ رَبُّ الأُسرةِ

دورُ رَبُّ الأُسرةِ 1

سواءٌ أكانَ ربُّ الأُسرةِ الأبَّ أو الأُمَّ أو كلاهُما، فإن لهُ دورٌ محوريٌ يَجبُ أن يُؤديَّهُ على أحسنِ الوجوهِ المُمكَنةِ، ولا يَهمِلُ أيَ رُكنٍ مِنْ أركانهِ، ولا يَعتَمِدُ على غيرِهِ في أداءِه.

فمسؤوليةُ رَبُّ الأُسرةِ تَنقسِمُ إلى قِسمينِ:

أولاًـ المسؤوليةُ الماديةُ:

 والتي تتلخَصُ بتوفيرِ الإحتياجِ المادي للأُسرةِ، دونَ إفراطٍ أو تَفريطٍ ،وتلبيةِ هذا الإحتياجِ يكونُ على أساسِ المُخططِ أو البرنامجِ الذي يَضعُهُ رب الأُسرةِ لأُسرتِه أو على وفقِ الغايةِ التي يُريدُ أن يُوصِل لها هذه الأُسرة، وليسَ الإقتصارُ على المأكلِ والمَلبَسِ فَقط ، فلرُبما أحتاجَت الأُسرةُ مَكتَبةً لها تَحوي مَجمُوعَةً مِن الكُتبِ العِلميةِ المُناسِبةِ للغايةِ التي يُريدُ رَب الأُسرةِ إيصالَ أُسرتِهُ إليها، أو أجهزةَ كمبيوترٍ أو غيرِها مِن الإحتياجاتِ المُناسبة لوَضعِها.

ثانياً ـ  المسؤوليةُ المعنويةُ:

والتي مِن المفترضِ أنها جوهرُ مسؤوليةِ رَب الأُسرةِ والتي لأجلِها وضِعت المسؤوليةُ الماديةُ، بل هي مَن يُقرِرَ نوعيةَ الحياةِ الماديةِ التي ستَعيشها الأُسرةُ.

وهذه المسؤوليَةُ تتمحورُ حولَ تقديم الحياةِ المعنويةِ الأَنسَب للأُسرةِ، فيضعُ رَب الأُسرةِ الغايةَ المناسِبةَ لأفرادِ أُسرتِه والتي يُمكِنُ لَهُم ،بِبلوغِها، ضَمانُ أفضلَ وأكملَ نصيبٍ مِن هذهِ الحياة حتى يَصِلوا إلى مرحلةِ تقريرِ مَصيرهم بأنفُسِهم ،ليكونوا افراداً فاعلينَ في الحفاظِ على كيانِ الأُسرةِ وتَطويرِها لما يَجلِبُ لها النفعُ الحقيقي بالدرجةِ الأولى، وليكونوا أيضاً أفراداً فاعلين في المُجتمعِ حتى يَستطيعوا أن يَرتقوا بمُجتمعِهم العام أو على أقلِ تقديرٍ، يَنجحونَ في تأسيسِ أُسرٍ فاعِلةٍ في المُستقبلِ.

      لذلكَ على رَب الأُسرةِ وضعُ البرامجِ والخُططِ المُتغيرةِ لأُسرَتِه والتي تتوافقُ مع التغيراتِ التي تَطرأُ على المجتمعِ أو الأُسرةِ على وَجهِ الخُصوصِ، سواءٌ أكانت هذه البرامجُ شاملةً لكُلِ أفرادِ الأُسرةِ أو مُخصَصةً، بمَعنى أنهُ يَضَعُ برنامجاً موحداً يُلائِمُ كُل أفرادِ الأُسرةِ أو أن يكونَ لكُلِ فردٍ مِن أفرادِها برنامَجُهُ الخاصُ بهِ والذي يتلائمُ مع إمكانياتِه ومَلَكاتِه وصِفاتِه، مع مُراقبةٍ ومُتابعةٍ لتَفاعُلِ الأفرادِ مَع هذهِ البرامج. حينَها سيكونُ رَب الأُسرةِ رباً بمعنى الكَلمةِ.

اترك تعليقاً