مخــاطر اجتمـــاعية
سلبيات مواقع التواصل
لمواقع التواصل الاجتماعي فوائد جليلة وخاصة إذا تحرى مَن يستخدمها تحقيق فائدة حقيقية منها، فسيجد ما ينفعه على عدة اصعدة، وفي نفس الوقت هنالك أضرار مصاحبة لهذه المواقع، والحق ليست هذه الاضرار من نفس المواقع وانما من انعكاس مساوئ بعض الناس على تلك المواقع.
من الاضرار المصاحبة لاستخدام مواقع التواصل، التي تنشأ بسوء تصرف الفرد، وقد يكون لهذه المواقع دوراً في التحفيز على اظهار ما في مكنون الشخص؛ لما تعطيه من مساحة حرة، ومن هذه الاضرار:
أولا: السب والشتم والالفاظ الفاحشة والكلمات البذيئة. والتي أصبح من السهل على الكثير من رواد هذه المواقع استعمالها وعلى أدنى الأسباب، فحينما لا يعجبه موضوعاً ما فسوف يشتم صاحبه وينهال عليه بالإهانات، واما ان خالفه في رأيه او معتقده او مذهبه او عظّم شخصيةً هو لا يحترمها فهنا ستُفتح أبواب جهنم وتتطاير اللعنات وتبرز أدلة التفسيق حتى تضيق ساحتها فيُفتح باب التكفير، وطبعاً الأدلة جاهزة!. ثم ينصرف الكل محملاً بكم هائل من التبعات والمظالم.
ثانيا: العلاقات المشبوهة. فمن مساوئ استخدام هذه المواقع في إقامة علاقات مشبوهة مخالفة للشرع والأخلاق والعرف، وقد أدت بعضها الى دمار أسر وانتهاك أعراض وابتزاز الأموال من الناس.
ثالثا: المجاراة والمداراة الزائفة، لا اعني مجاراة الشخص المعين .. لا، انما مجاراة الصورة الموضوعة في موقع الشخص والتي لا يعرف صاحبها الا الله تعالى!!! .
فيبرز الابتذال والتملق والمجاملة الزائفة، وبالتالي الكل يخرج بنزول من نوع ما، إما عقلي أو ثقافي أو أدبي أو أخلاقي وكلٌ يأخذ نصيبه.
رابعا: إضاعة الوقت وهدر العمر بما لا منفعة منه. نرى البعض يقضي أوقاتاً طويلةً على مواقع التواصل دون أن يُفيد او يستفيد، علماً أنه يستطيع ان يحقق فوائداً كثيرة خلال هذا الوقت، سواء على المواقع نفسها او في حياته الواقعية، والمشكلة الأكبر أنه يضيّع أهم أوقات عمره وهي أوقات فترة الشباب والتي لها قيمة تختلف عن بقية سنين حياته، إذ تتميز هذه الفترة بالصحة والنشاط وقوة الإرادة والإقدام وغيرها من المميزات التي سيفقدها الانسان في أيامه القادمة.
خامسا: إظهار ما في النفوس دون قيود، فتتجلى مساوئ بعض النفوس بأوضح صورها لارتفاع القيود التي تقيد الانسان في الواقع الخارجي كالخوف والحياء وأمثالها، وخاصة إذا كان الفرد يستخدم هذه المواقع بشخصية وهمية، فإن ذلك يعطيه مساحة أكبر لإظهار أبشع صفاته، لأنه يتوهم أن ليس هناك تبعات على أفعاله، والواقع خلاف ذلك فإن كل ما يصدر منك إما أن يعقب خيراً أو شراً.
سادسا: التسقيط وتشويه السمعة وتصفية الحسابات. فمن يعجز عن الانتقام في الواقع الحياتي نراه يلجأ الى مواقع التواصل ويحاول الانتقام من الآخر عن طريق تسقيطه وتشويه صورته بين الناس وبأساليب قذرة وافتراءات مقيتة، وقد أضرت هذه الأفعال بأناس كثر وشخصيات ربما كانت لها فائدة للمجتمع.
وغير ذلك مما يعلمه أغلبنا والذي يطول المقام بذكره.
من الجهة المقابلة بإمكان الفرد تسخير هذه المواقع لتحقيق المنافع والفوائد، وهي الغاية التي وضعت لأجلها هذه المواقع. وطرق الاستفادة عديدة جداً نذكر أبرزها:
أولاً: بإمكان الفرد ان يقدم ما ينفع الناس من خلال هذه الساحة، فربما كلمة صادقة تصدر منه تصل الى مستحقيها وتبني في صدورهم ما لا يتوقعه، او قد تكون نصيحة استفادها من تجاربه تحل مشاكل كثيرة لبعض الأشخاص الذين يأسوا من إيجاد حلول لتلك المشاكل.
ثانياً: ان يجعل الفرد من مواقع التواصل باباً للاستفادة الأخروية والعمل في سبيل الله تعالى، فبالإمكان جعل مواقع التواصل منطلقاً لزرع محبة الله تعالى في القلوب، والدفع نحو التقريب للحق جل جلاله، وتقديم ما ينفع الناس في آخرتهم، أو يزيل عنهم بعض العقبات التي تحول دون تقدمهم الأخروي، وهذه الاعمال هي من أعلى أنواع العبادات إن لم تكن أعلاها على الاطلاق، فهي العبادة التي اصطفاها الله تعالى لخاصته من أنبياءه وأولياءه.
ثالثاً: البناء الذاتي، وذلك عبر الاطلاع على المنشورات والمحاضرات والدروس وغيرها، مما تساهم في بناء شخصية الفرد ثقافياً وفكرياً واجتماعياً.
رابعاً: اسداء النُصح لمن يحتاج إليه، فالكثير ممن يرتادون مواقع التواصل هم بحاجة لنصيحة تُصحح مسير حياتهم، فإمكان الفرد أن يجعل غايته من فتح صفحة فيس بوك أو تويتر أو غيرها، تقديم النصح لمن يحتاجه، لكن ينبغي ان تكون نصائحه بطريقة تحفظ معها كرامة من تنصحه، وليس بأسلوب تسلطي، خاصة وأن المجتمع أصبح يستثقل النصيحة.
خامساً: النهي عن الأمور السيئة والمسيئة، فحينما تنهى شخصاً عن إساءة صدرت عنه وأنا بدوري أنهاه ايضاً وغيرنا كذلك، اعتقد ان هذا الشخص لن يكرر إساءته؛ حينها سنكون قد جعلنا من هذه المنصات مواقع للإصلاح والرقي والمنفعة للنفس والغير.
فإن حقق الفرد هذه الأمور او بعضها، سيكون قد استغل وقته وساعات عمره أفضل استغلال ولن يلومه أحد على جلوسه أمام الحاسبة مهما طال.
وأخيرا أقول: ان الدخول لهذه المواقع بإسمٍ مستعارٍ او شخصية وهمية لا يعفيك من مسؤولية احترام ذاتك. وشكراً.
منتظر الخفاجي
ادام الله تعالى فيضكم المبارك مولاي .
ادام الله تعالى سماحة الاب المربي الشيخ منتظر الخفاجي وادام فيضه وعطاؤه
ادام الله تعالى وجودك