سؤال وإجابة
من فيض عاشوراء (٥)
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ } [الشورى:23]
سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي (دام عِزكم) ونفعنا الله تعالى بكمال معرفتكم وحسنِ إدراككم …وبمناسبة هذه الأيام الخالدات ….ايّام شهر محرّم الحرام نضع بين يديّ سماحتكم بعض الأسئلة التي طالما تداولتها العامةُ والخاصة …….ونحن نعلم علم اليقين أن لا مجيب عليها إلا العارفين ،المتصلين بحضرة الحق تبارك وتعالى وأنتم على رأسهم ……فجزاكم الله تعالى ألف خير على ما قلتم ؛ وما ستقولون ؛والحمد لله رب العالمين:
السؤال الخامس: ما الحكمة التي نستشفها من خروج الامام الحسين عليه السلام وهو عارف باختلاف الناس عنه وعدم نصرتهم له.
بسمه تعالى
حسب فهمي والله العالم، إن خروج الامام الحسين عليه السلام بالدرجة الأولى هو لله تعالى وليس للناس وانما الناس هم ساحة التطبيق.
الحسين لم يخرج طلباً لدنيا ولا طلباً للانتصار العسكري فهو يعلم إن القوم سيخذلونه، وأنه سيُقتل وأهل بيته وأصحابه. فما كانت هذه زاوية نظره ولا محطّ بصره؛ بل أن ما حرك الحسين للخروج والتضحية الكبرى هي نصرة الله تعالى من خلال زرع بعض القيم والثوابت والمعتقدات التي لن تُزرع في عمق العقل المسلم الا بحدثٍ كبير.
ثم إن خروج الحسين لم يكن عشوائياً بل كان مدروساً دراسة دقيقة حيث يضمن معها استمرار الوهج الحسيني لآلاف السنين؛ لذلك جعل من التضحية الواحدة عشرات التضحيات وهذا ما اعطى عمقاً نفسياً وبُعداً زمنياً للقضية الحسينية، هذا إن نظرنا من المرتبة الأدنى. أما إن نظرنا الى اعلى من هذه المرتبة فسيختلف الكلام كلياً، وقد أشرنا الى بعضٍ من ذلك في كتابنا -فيوضات من الباطن-.
والله تعالى هو العالم بحقائق الأمور.
منتظر الخفاجي
ادامكم الله سبحانه وتعالى سماحة أبونا الحبيب ودام فيضكم وعطاؤكم
ادام الله تعالى وجودك