سؤال وإجابة ٢
السؤال: إن أغلب الإفراد يعانون من مسألة النظرة بشهوة، سواء نظر الرجال للنساء أو نظر النساء للرجال. فما هي أسبابها وكيف الخلاص منها؟.
الإجابة: أما الأسباب فعديدة نذكر منها:
أولاً: الفضول في النظر وهو من طبائع النفس. حيث يكون هذا الفضول أحيانا هو المدخل لهذه النظرة، فعند مجاراة هذا الفضول – وهو مجاراة للنفس – تطمع النفس بالخطوة الأخرى وهي التركيز والتي غالباً ما يكون لها ردّ فعل داخلي، فتُحرك لدى الناظر الغريزة الجنسية أو تفتح عنده باب الخيالات الفاسدة.
ثانياً: الفراغ، فإن من طبيعة الإنسان سدُّ كل فراغ يحصل لديه بأقرب شيء ممكن، فإن وجدَ شيئاً نفسياً يملأ به فراغه أقبل عليه وإن وجد شيئاً عقلياً أقبل عليه، والنظرة الشهوانية هي من دواعي النفس لهذا تقبل عليها النفس بسهولة.
ثالثاً: تدني المستوى الايماني للناظر والذي بدوره يجعل الإنسان سريع التأثر بالدواعي النفسية؛ لأنها تكون قريبة من مستواه.
أما بالنسبة لعلاج هذا المرض فيكون من عدة وجوه – لمن كانت له إرادة حقيقية-.
الوجه الأول: تعويد النفس وترويضها على غض النظر والانتباه قدر الإمكان.
الوجه الثاني: سد الفراغ في مواطن النظر – كالأسواق وغيرها- بذكر الله تعالى والمواظبة على ذكر معين كالاستغفار أو التسبيح أو التحميد أو غير ذلك.
الوجه الرابع: المعايشة الذهنية بأن الله تعالى ينظر إليك فلا تجعله يراك في وضع أو حال يستحقرنك فيه.
الوجه الخامس: محاولة الترفع عن المستوى الأخلاقي الذي يحتوي على هذه النظرة وما يناسب مستواها من رذائل؛ وذلك بالتسّبيب للخروج إلى مستوى أعلى منه أخلاقياً أو إيمانياً، عند ذلك تنعدم هذه النظرة تلقائياً لأنها -أي النظرة الشهوانية – من لوازم مستوى معين وغير موجودة في المستوى الأعلى من ذلك أو على أقل تقدير أخف وطأة وأقل تأثيراً.