أخبـــــار مــن بلـــغ
هي مجموعة من الأخبار الواردة عن المعصومين عليهم السلام. مفادها، أن كل من بلغه عن المعصوم ترتب الثواب على فعل معين، ففعل هذا الفعل بقصد تحصيل ذلك الثواب، فله ذلك الثواب وإن كان ما بلغه غير مطابق للواقع أي لم يصدر من المعصوم.
وهذه الأخبار بلغت حد الاستفاضة ، فمنها : صحيحة هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليه السلام قال : (من بلغه عن النبي شيء من الثواب فعمله كان أجر ذلك له وإن كان رسول الله لم يقله ) [ بحار الانوار باب 30] ومنها رواية محمد بن مروان قال سمعت الإمام الباقر عليه السلام يقول: (من بلغه ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب ، أُوتيه وإن لم يكن الحديث كما بلغه ) [الكافي ج 2 ص 87] وكذلك ما رواه محمد بن علي بن بابويه بسند متصل عن صفوان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (من بلغه شيء من الثواب على شيء من الخير فعمله كان له أجر ذلك وإن كان رسول الله لم يقله ) [الوسائل ج1 ب18]. وهنالك روايات أخرى في نفس الباب.
وعلى أساس من هذه الأخبار استفاد علمائنا (رضوان الله عليهم) قاعدة التسامح في أدلة السنن، ومحصلها : التساهل والتسامح وعدم متابعة سند الرواية الواردة في المستحبات للتعرف على وثاقة رواتها. فما يعتبر في ثبوت الحجية للخبر من جهة السند غير معتبر في الأخبار الواردة في المستحبات وفي المكروهات على قولٍ.
وقد أعمل علماؤنا (رضوان الله عليهم) هذه القاعدة في الكثير من موارد الاستحباب، ومن هذه الموارد:
– جواز تعجيل غسل الجمعة يوم الخميس لمن خاف إعواز الماء. فقد وردت به بعض الروايات ضعيفة السند، لكن المشهور من الفقهاء أفتوا بذلك، بناء على قاعدة التسامح.
– استحباب ارتداء العمامة للمصلي. وذلك لوجود رواية ضعيفة عمل بها الفقهاء استناداً الى التسامح في أدلة السنن.
– أجاز أكثر الفقهاء العمل بالخبر الضعيف في القصص والمواعظ وفضائل الأعمال، استناداً الى هذه القاعدة المستفادة من أخبار من بلغ.
هذا، وأن وجود هذه الأخبار هي من مصاديق رحمة الله تعالى بعباده، وترغيبهم في تحصيل الثواب.
– وله المنة –