الكســــــــل
من الأمراض التي كانت لها اليد الطولى بتخلف المجتمعات في سلّم الرقي الحضاري هو الكسل.
والذي يتضح في أجلى صوره في المجتمعات العربية، ففي اعمال كل شريحة من المجتمع تجد هناك مجموعة أساليب وطرق يتجسد بها الكسل والخمول، والذي يُنتج كماً هائلاً من الاخطاء والتراكمات السلبية.
وأوضح صور ذلك والتي يعيشها اكثرنا حينما تأخذ جهاز منزلي عاطل لأجل إصلاحه، ترى المصلّح يربط بعض براغي الجهاز ويترك البعض الأخرى! لأنه يرى أنْ ليس هناك داعٍ لربط كل البراغي! ليس أنه اتصل بعالم الجبروت وافاضوا عليه هذه المعرفية الجبروتية!!! ببساطة لأنه يتكاسل عن ربط كل البراغي. وإذا ذهبنا الى رب الاسرة فعندما يتعطل أحد مصابيح بيته فيجب ان تنتظر العائلة ثلاثة أيام او أكثر مع الالحاح والتشجيع، وتتحين الزوجة المسكينة الفرصة المناسبة الذي يكون فيه رب البيت مرتاح لكي تطلب منه تبديل نظام الكون الثاني!! مصباح المطبخ.
ومن زاوية أخرى عندما يُطرق باب الدار ترى الكل ينظر الى من بجانبه عسى ان يقوم احدهم ويفتح باب خيبر بدلا عنه!، بل يصل ببعضنا الكسل والخمول لأهم شيء وهو صحته، فلا يذهب الى الطبيب حين تظهر عليه آثار المرض بل ينتظر الى ان يشتد عليه المرض ويصبح اقوى من كسله وخموله كي يتزحزح ويعالج نفسه، والادهى من ذلك حينما تذهب الى الطبيب فتراه يشخص المرض على أساس الاحتمال والتخمين والترجيح بلا مرجح؛ لأن الفحوصات الكثيرة والتحليلات الدقيقة ليست ضرورية حسب رأي النفس المرتاحة!.
وهكذا كل شرائح مجتمعنا الذي من المفترض ان يكون هو القائد نحو العمل والتقدم.
علما ان كل انسان لدية الإرادة الكاملة لتحقيق كل افعال عالم الإمكان الذي وجِد فيه. فكل مراتب الإرادة موجودة في داخل الانسان وليس عليه الا استخراجها من حيز القوة الى حيز الفعل، ولا يحتاج الامر الى أكثر من أن تعمد الى صغائر الاعمال التي تتكاسل عنها وتؤديها ثم تتصاعد بالتدريج الى الاعمال الأكبر، نعم تحتاج ان تضغط على نفسك قليلا لأن الكسل نابع من رغبة نفسية، وبالاستمرار سوف تتبن لك عيوب الكسل واضراره وسيبدأ بالزوال عن ساحة نفسك تدريجاً.
ادام الله تعالى وجودكم سيدي ومولاي.
ادام الله تعالى وجودكم
ربي يحفظكم ويرعاكم
حفظكم الله تعالى من كل سوء