الأجوبة الاجتماعية

الأجوبة الاجتماعية 1

ملاحظة: أستكشف السؤال بالنقر على الأيقونة.

سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي. ما هو المفهوم الاخلاقي لحرية المرأة في نظركم، خاصة وإن حرية المرأة الآن لا تتعدى حدود اللبس والكلام المعسول؟.

الجواب

بسمه تعالى

الحرية الحقيقية سواء للمرأة او الرجل هي التحرر من القيود التي تمنع الانسان من أن يُخرِج أفضل ما لديه من الأفكار والآراء والأعمال المنتجة، وليست الحرية بأن يُخرج الانسان أسوء ما في نفسه فإن ذلك هو الهدم بعينه.

سماحة العلامة الشيخ منتظر الخفاجي دام فيضكم. في العصر الحاضر كثر الغم والهم والحزن وقل مقدار السعادة للإنسان، حتى العبادة أصبحت مفرغة من الروحانية. أرجو مساعدتكم في ذلك من خلال كلماتكم الطاهرة.

الجواب

بسمه تعالى

   الهم والغم والحزن كلها أحوال مصاحبة لعالم الدنيا، فمن اقترب من الدنيا اقترب من آلامها وبؤسها ومن ابتعد عنها ابتعد عن ألامها وبؤسها. فمن الغباء أن يبحث الإنسان عن الراحة في مواطن الألم. وهذا يسري حتى على العبادات، فالعبادة توجه قلبي، ومن هذا التوجه يتولد الخشوع والحضور والانشراح وغيرها من أحوال القلب، فاذا استولت الدنيا على توجه القلب وجذبته نحوها؛ حينئذ ستكون العبادة ليست فارغة وحسب وانما ثقيلة الى حدٍ كبير.

وفقكم الله تعالى لكل خير

جناب الشيخ العزيز والغالي…

السلام عليكم

لماذا دائماً وباستمرار نرى تلك الكوارث مستمرة كالحرائق (حرائق الدوائر والمستشفيات والبشر) والقتل والحروب والاقتتال بين العشائر والخراب بصورة عامة وما شابه ذلك وعلى التوالي في (عراقنا) أكثر من غيره من الدول، ودائماً الخاسر الوحيد فيها هو المواطن وأبناء الشعب؟

بل نراها تزداد كلما تقدم بنا الزمن؟

بينما لا نرى ولا نسمع كل هذا في بلد من بلدان العالم إلا فيما ندر؟

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام والاكرام 

هذا جوابه من زاويتين، زاوية ظاهرية وأخرى معنوية:

 

أما الظاهرية: فإن سبب ما يحصل في العراق يرجع الى مستوى الجهل العالي الذي يعيشه المجتمع عموماً، وما يسببه هذا الجهل من ظلم وفساد، فحينما نختار أصحاب القرار والمتحكمين بمصائر العباد على أُسس ركيكة من قبيل وحدة العشيرة أو المذهب أو الحزب، من منطلق واهم (إن كان من مذهبي فسيحقق مصالحي) فهذا جهل قاتل، حينما يُهمِل رئيس الدائرة دائرته ويهتم بكيفية ايجاد طرق جديدة لأخذ الرشوة فهذا جهل؛ لأنه يجهل أن هذا الفساد سيعود عليه وعلى عائلته وأحفاده بالوبال، حينما يخدعنا رؤساء الاحزاب السياسية بالوعود الكاذبة وننخدع لأننا نريد ان ننخدع! فهذا جهل مطبق، حينما نستبدل المبادئ والاخلاق وقيم الاجداد التي ثبتوها بدمائهم، نستبدلها بالدينار والدولار فهذا اقصى غايات الجهل، وكل تلك الجهالات أوصلتنا الى ما نحن عليه.


أما الزاوية المعنوية: فنحن شعب قد اكثر الله تعالى علينا الحجج واعطانا ما لم يعطِ الشعوب الاخرى، ثم نبذنا كل ذلك وراء ظهورنا وأوغلنا في مهاوي الفساد بسرعة هائلة، نعم كل الشعوب لديها فساد، لكن هنالك جانب صلاح أو اصلاح لديهم، وأقله أنهم حافظوا على بعض الصفات الحسنة والتي هي محّط نظر الرحمن ونحن تخلينا عن تلك الصفات، تجد الشخص في المجتمع الآخر يشرب الخمر لكنه لا يغش، يحب الاموال بجنون لكنه لا يسرق، أما نحن فقد جمعنا كِلا السيئتين، فإن أشد ما نهانا عنه ربنا والذي هو الكذب أصبح عندنا أمر طبيعي بحيث لا يخجل الكاذب ان كُشف كذبه، بل أصبحنا نستغرب من الصدق، وقد يلومك البعض اذا قلت الصدق ويعتبرك ساذجاً، وهذا واقع لا يمكن انكاره.

 

اعلم بُني: ان لكل فعلٍ أثر في النظام الالهي، فمن يَظلِم فلابد أن يجد أثر ظلمه، ليس بالضرورة ان يكون مرض وانما قد يكون سلباً لصفة الكرم لديه أو سلباً للغيرة التي عنده، قال تعالى: (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يكذِبُون)[1] فكانت صفة النفاق هي الأثر للكذب وإخلاف الوعود. فحينما ترى اختفاء الصفات الجيدة والعادات القيّمة من المجتمع العراقي فذلك ناتج عن بعض التصرفات والافعال السيئة التي كانت سبباً في اختفاء تلك الجواهر.

والمشكلة الكبرى في مجتمعنا هي إننا كلما حلّ علينا بلاء بسبب أفاعيلنا ابتعدنا عن الله تعالى، والمفروض ان البلاء أو العقوبة تدفعنا نحو اللجوء الى القادر الذي بيده السلطة المُطْلقة لكننا نذهب بالاتجاه الآخر، وكلما ابتعدنا كلما زاد شقاؤنا وكثُرتْ مساوئنا وزاد عطشنا وتغيرت أخلاقنا. نسأل الله القدير ان يزيل عنا تلك الغشاوة حتى نُميّز ما ينفعنا عما يضرنا.

 

[1]– سورة التوبة/ الآية 77

 السلام على الشيخ الجليل سماحة الاب منتظر الخفاجي.

شيخنا لدي دافع داخلي منذ سنين يطالبني بأن أؤسس شيئاً للناس ينتفعوا منه لفترة طويلة، وكلما فكرت بمشروع ارى ان هناك من سبقني اليه وقد انهار بعد موت مؤسسه.

سؤالي شيخنا العزيز ما الشيء الذي يقرر عمر العمل طولاً او قصراً، ولكم مني خالص الاحترام.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى.

بما ان المجتمع غير ثابت، وفي تذبذب مستمر صعوداً ونزولاً، فإن أي عمل للمجتمع معرض للتغيير أو الانهيار والموت، لذا من الأفضل إن اراد أحد أن يؤسس شيئاً في الارض فالأفضل والأكمل أن يؤسسه لله جل جلاله، نعم فائدته للمجتمع لكن نية تأسيسه تكون لله تعالى وحده دون ادخال شريك؛ وذلك لأجل ان يضمن المؤسس الحفظ الالهي لهذا المشروع، وربما يعمل الله تعالى على توسيعه وتعميقه في المجتمع، لأن العبد إذا نوى عملاً الله تعالى فقد طلب من الله أن يتولى شؤون ذلك العمل.

ولله الأمر من قبل ومن بعد

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  شيخنا الجليل سماحة الأب المربي دام عطاؤكم. أُعاني من ضعف في ارادتي ولكوني طالب سادس ثانوي وللسنة الثانية وليس لي القدرة لفتح الكتب الدراسية، فهل لدى سماحتكم حل لمشكلتي؟  وجزاكم الله تعالى ألف خير.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى.

أعتقد أن الأسباب الأهم في ذلك هي:

أولاً: وجود شواغل أخرى أخذت جزءاً كبيراً من اهتمامك، فأصبح الاهتمام بالدراسة شبه منعدم.

ثانياً: الاستمرار على فعل واحد وتكراره يسبب مللاً نفسياً يصل حد الكره لهذا الامر، وعليه، يحتاج الانسان في هذه الحالة الى أن يُحفّز نفسه بأمور من قبيل أن يستهدف غاية من دراسته وتكون تلك الغاية هي الدافع للاجتهاد في الدراسة، وايضاً يجب ان يزيل حال الانزعاج من قراءة الكتاب قبل أن يبدأ بالقراءة (أن يتصالح مع الكتاب) حتى يفهم ويحفظ ما يقرأ.

وفقك الله تعالى لكل خير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شيخنا الجليل سماحة الأب المربي دام عطاؤكم. أُعاني من ضعف في ارادتي ولكوني طالب سادس ثانوي وللسنة الثانية وليس لي القدرة لفتح الكتب الدراسية، فهل لدى سماحتكم حل لمشكلتي؟  وجزاكم الله تعالى ألف خير.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى.

أعتقد أن الأسباب الأهم في ذلك هي:

أولاً: وجود شواغل أخرى أخذت جزءاً كبيراً من اهتمامك، فأصبح الاهتمام بالدراسة شبه منعدم.

ثانياً: الاستمرار على فعل واحد وتكراره يسبب مللاً نفسياً يصل حد الكره لهذا الامر، وعليه، يحتاج الانسان في هذه الحالة الى أن يُحفّز نفسه بأمور من قبيل أن يستهدف غاية من دراسته وتكون تلك الغاية هي الدافع للاجتهاد في الدراسة، وايضاً يجب ان يزيل حال الانزعاج من قراءة الكتاب قبل أن يبدأ بالقراءة (أن يتصالح مع الكتاب) حتى يفهم ويحفظ ما يقرأ.

وفقك الله تعالى لكل خير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن تفضلتم علينا بالإجابة

ترون ما آل إليه المجتمع من تفشي الرذيلة وندرة الفضيلة، فما هي الحلول الواقعية التي ترونها مناسبة لإيصال المجتمع الى الفضيلة، وما الذي نحتاجه لتربية المجتمع تربية صالحة نصل به لبر الأمان، وعلى من تقع مسؤولية ذلك الإصلاح برأيكم؟.

شكراً لسعة صدركم وطول أناتكم شيخنا العزيز …

الجواب

بسمه تعالى

جناب السيد الطاهر

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

أسأل الله تعالى أن يجعلكم من الفرحين بقربه ورضوانه.

الذي أفهم أن البدء ليس أكثر من أن ينظر الفرد الى واقعه نظرة حقيقية مركّزة وليست نظرة عابرة، عندها سينبذ ما هو عليه ويبحث عن الأفضل، لكن الذي يمنعه من هذا الالتفات هو الرضا الواقعي بما هو عليه وإن ادعى خلاف ذلك.

أما ما نحتاجه لكي يتربى المجتمع تربية صالحة، فربما هو شيء واحد لا غير، وهو أن نُحب لغيرنا ما نُحب لأنفسنا حباً حقيقياً مصحوباً بإرادة، عندها يبدأ التغيير.

وأما الإصلاح مسؤولية من؟ فهو لا يخرج عن جهتين:

إما مسؤولية فرد واحد، أي أن تكون هنالك شخصية أخلاقية أو دينية أو سياسية أو اجتماعية طاهرة في نفسها ولها القابلية لتطهير غيرها، يكون عملها هو الإصلاح ولا غير، فربما هنالك شخصيات أو قيادات صالحة وطاهرة لكن ليس عملها إصلاح المجتمع بمعناه الخاص. ووجود مثل هذه الشخصية الطَهُورية يحتاج الى رحمة إلهية خاصة.

وأما إن فُقِدت هذه الشخصية فسينتقل الدور الى الجهة الثانية، وهو المجتمع، فيتوجب عليه أن يُصلح نفسه بنفسه بما له من التفاوت بمستويات أفراده، فالعالي نسبياً يُصلح من هو أدنى منه بالجانب الذي هو صالحٌ فيه، ومن يتمتع بحَسَنَةٍ يحاول إيصالها الى من يفتقر إليها؛ بل لو أصلح كل إنسان فرداً واحداً بما هو صالحٌ فيه لصلح أغلب المجتمع بل كله.

هنالك حكمة قالها شيخي (قدس سره): (لو أن كل إنسان أزال الأوساخ التي أمام داره لنظف الشارع)!.

تعقيبا على مقولة سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي ((الكل يريد ان يأخذ دور الله؛ بل الكل يريد ان يكون الله!!! بيني وبينك صديقي….. كلهم حمقى لأنهم يعلمون إن الله واحد ولن يكون اثنين!)).

شيخنا الحبيب بعد التحية والحب…

ما هو دور الله؟ وأين ومتى؟

وبما أن الكل يريد أن يكون الله فهل هذا يشمل الفناء والبقاء به؟

مع الود والاحترام لكم.

ولا إله إلا الله.

الجواب

بسمه تعالى

حياك الله تعالى بتحيته.

اتكلم عن الربوبية والالوهية، يريد ابن آدم ان يكون هو المتسلط على العباد وهو المتحكم بمصائرهم وأرزاقهم، ثم بعد ذلك يريد ان لا يلتفتوا الى غيره ولا يطيعوا سواه، وكلٌ على طريقته…. حينما اقول الكل فأقصد الكل!.

تعقيبا على قول سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي ((إذا قصّر الشخص معك، فقد طلب اقترابك منه)).

سماحة الشيخ منتظر الخفاجي حفظكم الله تعالى بحفظه. التقصير بواقعنا أو بعالمنا…هو قلة اهتمام او انعدامه، نقص بأداء الحقوق المطلوبة للمقابل… فهل يا ترى قلة اهتمامه يعتبر عكس مفهومنا… أرجو التوضيح؟ فعلى سبيل المثال لو أديت حقوق المودة والمحبة والاهتمام لشخص ما وهو بالمقابل جفاني وابتعد أو أهمل وجودي…فهل يعتبر تصرفه تقصير أم اقتراب؟. 

الجواب

بسمه تعالى

أيدك الله تعالى، الكلام مع وجود علاقة، إن كانت هناك علاقة بينك وبين هذا الشخص، فإن صدر منه تقصير أو خطأ أو اهمالٌ لك، فإن هذا التقصير الذي أبعده عنك هو عبارة عن طلب، أي أنه بتقصيره كأنه يطلب منك أن تتقرب منه وتُخلِّصه من سبب التقصير. أما إذا قطع العلاقة بك نهائياً حينئذٍ هو يريد ابتعادك وليس اقترابك؛ لذلك دائما ما نقول: فليحصل كل شيء بين الشخصين الذيَن تربطهما علاقة، من أخطاء وتجاوزات وتخاصم بل حتى لو وصل الامر الى العراك، مادام داخل إطار العلاقة فلا خوف منه. المهم ان لا يصل الأمر لقطع العلاقة.

السلام على أولياء الله الذين بعين الله ينظرون.

 ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (وَإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هؤُلاَءِ القَوْمِ لَيْلا وَنَهَاراً، وَسِرّاً وَإِعْلاَناً، وَقُلْتُ لَكُمُ: اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ، فَوَاللهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ في عُقْرِ دَارِهِمْ إِلاَّ ذَلُّوا)[1]. وكان المراد من كلمة (غزو) غير القتال الدفاعي!

فاذا كان لكل دور نظامه الخاص به فهل ضاق على أمير المؤمنين عليه السلام ايجاد البديل؟! أم أن مستوى المجتمع لم يدع بديلاً لإصلاحهم بغير هذا الاسلوب؟ فكيف يمكن رد هذا الاشكال الذي قد يحتج به دعاة هذا النهج في فرض الهيمنة بدواعي الاصلاح!.

أما ما يدور في داخلي هو كيف يمكن ربط هذه الرؤية مع مفهوم (لماذا خلق الله الكافر)[2] الذي تفضلتم به سابقاً، وكيف يكون هناك من الادوار ما لا يمكن لغير أهله النهوض به.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام والرحمة والإكرام

مسألة تجويز القتل شرعاً أو عقلاً مسألة شائكة جداً، فقد يُشرّعهُ الدين او المُشرع الديني سواء كان نبياً أو من له مساحة في التشريع وفق ما لديه من معطيات في ظروف معينة، انما استثناءاً أو خروجاً عن القاعدة الكلية وهي عدم استحسان القتل عموماً، كذلك أحيانا يُشرّع العقل عملية القتل بما يتحصل لديه من أدلة فكرية ورجحانية أو منافع مترتبة على هذه العملية.

لهذا نجد موارد شرعية تجيز القتل، وأيضاً نجده في الانظمة الوضعية، وحتى في القوانين التي تحكم الطبيعة البشرية نجد ما يجيز القتل أو قد يوجبه.

القاعدة العامة هي أن كل من ترسله السماء هو مصلح وليس بقاتل! وليس القتل هو الوسيلة المحببة للأنبياء أو خلفائهم اطلاقاً؛ لأنهم أهلُ عطاءٍ لا أهلُ أخذ.

لكن هنالك أسباب دفعت الى اتخاذ القتل كوسيلة لتحقيق غاية ما، من هذه الاسباب:

أولاً: محدودية الفترة الزمنية لتحقيق الغاية المكلف بها النبي مثلاً، والتي إن اتبع سبيل الوعظ والارشاد المحض دون غيره، فقد يتجاوز الفترة المحددة له بل، لن يبلغ غايته اطلاقاً.

ثانياً: حينما يكون مجتمعٌ ما مصدر للفساد والإفساد ويغلق كل أبواب وسُبل الاصلاح حينها يتوجب على النبي ان يتصاعد معهم بأساليب الاصلاح حتى يصل الى آخرها وهي الحرب، فتنحصر مسألة قطع فسادهم ووضعهم على جادة الصواب بالحرب، فقط حينها يؤذن له باتخاذ هذا الطريق.

ثالثا: قد يكون النبي غير مقتنع بمبدأ الحرب لكن مستوى أنصاره ومساعديه يَقصِرُ عن فهم ومجاراة النبي في طريقته.

فمستواهم العقلي والنفسي والكمالي عموماً لا يؤهلهم لتقبل البديل الذي يطرحه النبي أو تطرحه السماء لذلك يلجأ النبي لاتخاذ الحل الادنى دون الأعلى.

والله العالم بحقائق الامور

 

[1]– الشريف الرضي، نهج البلاغة، ط1، كربلاء، العتبة الحسينية، مؤسسة علوم نهج البلاغة، 2022م /1443ه، خطبة رقم 27، ص232.  
[2]– الشيخ منتظر الخفاجي، فيوضات من الباطن، الباب 21، ص187.

السلام على شيخنا الكريم

سؤال يتبادر للذهن كيف نفسر مخططات الشر التي تنجح وتستمر في إلقاء ظِلالها على الناس ومثل تلك المخططات في واقعنا حدِّث ولا حرج سواء على مستوى الافراد أو المجتمعات والدول؟

علماً ان التفكير في هكذا منحى قد يقودنا للمحظور …

كل التقدير والاحترام لشخصكم وأرجوا رحابة صدركم مع أرق التحايا.

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حسب القانون العام الذي يحكم البشرية فإن كل ما يصيب البشرية يساهم في تكميلها، الذي سيوصلها الى الغاية التي خلقوا من أجلها.

نعم حينما ننظر الى الجزئيات المرحلية نرى أن هنالك مخطِط شرير ومخطِط صالح، ذاك أدى تخطيطه الى نتائج سلبية وهذا أدى تخطيطه الى نتائج ايجابية، وطبعاً هذه السلبيات والايجابيات قررناها وفق مقاييسنا المحدودة والتي إما ان تكون مستفادة من عقولنا القاصرة أو من مستوى شرعي مُنزّل الى مستوى كمالنا الناقص أو من بيئة اجتماعية في طور النشوء لذلك من الصعب مع هذه المقاييس معرفة الواقع….. ومع غض النظر عن ذلك، فأننا حينما ننظر للكليات أو النتيجة الكلية نجد أن البشرية عموماً بتصاعد مستمر على الرغم مما نراه من شرور في الأعمال الجزئية.

لذلك نتساءل كمشاهدين من الأعلى، أين أثر الاعمال الشريرة والافعال السلبية في النتيجة الكلية؟!

حينما نقارن المستوى الكمالي العام للمجتمع البشري الآن مع مستواه قبل مائة عام، نجد أن البشرية أصبحت بمرتبة كمالية أعلى، إذن أين ذهب الأثر السلبي للمخططات الشريرة؟.

هنالك احتمالين:

الاول: أن لا يكون هنالك أثراً حقيقياً لفعل الشر ويكون قوله تعالى: (إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)[1] أي أنه بطبيعته زهوقاً، فيضمحل تدريجاً أو دفعة واحدة.

الثاني: أن يكون مؤداه على خلاف نية الفاعل، بمعنى أن الارادة الالهية رتبتْ عليه ما يُغاير نية الفاعل، قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ)[2] فإن كانت مشيئة العبد صاحب التخطيط هي الشر فما هي المشيئة الالهية المصاحبة لمشيئة ذلك الشرير؟ قطعاً ليست شراً.

إنما قد يكون الفعل ظاهره الشر لكن باطنه الخير المُبهم.

وبما أن دائرة الوجود أُسست على أُسس الخير الكامل فلابد أن لا يكون للفعل الشرير أثراً حقيقياً في تلك الدائرة. والله تعالى هو العالم بحقائق الامور.

أيدكم الله تعالى

 

[1]– سورة الاسراء/ الآية 81.
[2]– سورة الإنسان/ الآية 30.

سماحة الشيخ ادام الله تعالى بقاءكم.  ما هي الاساليب لمواجهة التحديات الاخلاقية والتربوية والعلمية مع وجود انفجار معلوماتي اعلامي فيه توجهات مختلفة ومخالفة لقيمنا؟ وكيف نقلل المخاطر بآليات وسياسات تعمل في واقعنا؟.

الجواب

بسمه تعالى

فقط رفع المستوى العقلي للمجتمع؛ حينها سيبصرُ الصلاح صلاحاً والفساد فساداً، ويَرى النافع من الضار، لكن هذا عمل مؤسسات وليس أفراد.

السلام عليكم

 لدي سؤال خاص لسماحة الشيخ وهو: معاناتي من مشكلة تكالب الاشخاص عليّ في مجال العمل دون سبب او تقصير اتجاههم، مع العلم ان هؤلاء ليسوا ملتزمين دينياً ويخوضون كثيراً في الباطل، ما السبب وراء ذلك؟ وكيف يمكن معالجة تلك المشكلة؟

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى.

قد يكون أسلوب تعاملك معهم هو السبب، فربما تعاملهم بطيبة زائدة، أو بتساهل ومجاراة، وربما بإهمال وابتعاد؛ لذلك عليك اولاً ان تعرف السبب الحقيقي، ثم تغير طريقة تعاملك معهم بالطريقة المناسبة لطبيعتهم ومستواهم.

أعانك الله تعالى

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يمكن توجيه كلمات لمن وصل لرغبة كبيرة في الانتحار بسبب وسواس الصلاة والطهارة والوضوء؟

الجواب

بسمه تعالى

عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

اعلم أيدك الله تعالى، إن الله تعالى حينما شرّع الصلاة وغيرها من العبادات، فهو لأجل ايجاد صلة للعبد بالله تعالى حتى يستمر العبد بتمتين هذه الصلة وتقويتها، ثم يتنقل بمراتب القرب من الحق تعالى، وليس المُراد الالهي من تشريع الطهارة والصلاة وغيرها هو لأجل ان يُثقِل على العبد، وأنت تعلم إن الله يريد بنا اليُسر وليس العُسر، فالتدقيق بالجزئيات ومحاولة تحقيقها على الوجه الدقي؛ هو مُبعِد عن الله تعالى وليس مُقرِباً اليه، وذلك لإنك سوف تتوقف عند هذه الجزئيات ولن تتقدم خطوة في مدارج القرب من الحق تعالى.

ومن جهةٍ أُخرى، فإن محّط نظر الرحمن ليس الأفعال الظاهرية وانما هي النوايا التي تصدر عنها تلك الأفعال. ثم ان حُسن الظن باللهِ تعالى بقبول العبادة على ما فيها، أعظم عند الله من التدقيق والتكرار والتشكيك والتساؤل النفسي هل وقعَت عِبادتي على الوجه الصحيح أم لا؟

واعلم، ان قبول العبادة من قِبل الله تعالى ليس بسبب ان العبادة جاءت مضبوطة وعلى الوجه الفقهي الصحيح، وانما قبول العبادة هو بحُسن الظن بالله من أنه سيتقبل عبادتي، وإلا فكل عبادتنا وأعمالنا أدنى من ان تُرفع الى الله تعالى، انما يتقبلُ منا، بلطفه وتسامحه.

فدع عنك هذه الوساوس والتي منشئها النفس الامارة بالسوء أو الشيطان والذي بهذه الوساوس يقتل روح العبادة لدينا ويجعلنا نهتم بقشورها فقط.

وفقكم الله تعالى للوقوف على مواطن رحمته وسعة محبته

شكرا لترك بصمة تواجدكم معنا .........