الأجوبة العقائدية

ملاحظة: أستكشف السؤال بالنقر على الأيقونة.
السلام عليكم. ما السر في غسل أمير المؤمنين للسيدة الزهراء عليهما السلام؟.
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى
إن مباشرة تغسيل أمير المؤمنين عليه السلام لمولاتي الزهراء عليها السلام، إنما هو غيرة من الله عليها.
سلام عليك شيخنا الفاضل. لدي سؤال.
يقول المعصوم (ع): ما رأيت شيء إلا ورأيت الله به وقبله وفوقه ويقول السيد الصدر إن الله ليس له وجود خارجي، فكيف نجمع بين القولين؟ وجزاك الله خيرا.
الجواب
بسمه تعالى
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
إن قول الأمير (ع): (ما رأيت شيء إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه)[1]. فإنه (ع) يقصد به الوجود المعنوي لله عن طريق تأثير إرادته بذلك الشيء أو عن طريق وجود صفاته في ذلك الشيء، أما قول السيد الصدر (قد) فيقصد به الوجود الاستقلالي والذي إن وجِد فسوف يكون الله تعالى محدوداً، وهذا محال.
[1]– التبريزي الانصاري، اللمعة البيضاء، ص 169
السلام عليكم شيخنا العزيز
قال الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله عن الإمام المهدي -عجل الله فرجة الشريف- (يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلما وجورا)[1] وروي أنه إن ظهر الإمام المهدي عليه السلام وحارب الجور والكفر والإلحاد فإن بعد ذلك تقتله امرأة يهودية (سؤالي) هل الظلم يبقى منه قليل أم كثير؟ ولكم جزيل الشكر.
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى
إن الفترة التي يعيشها الإمام عليه السلام هي فترة قليلة، حيث لا تكفي لاستتباب العدل وتمكنه من النفوس، لذلك كان عمل الإمام هو تثبيت القواعد والأسس التي توصل البشرية إلى المستويات العليا عن طريق خلفاءه المهديين عليهم سلام الله، والذين سيسيرون على المنهج الذي رسمه لهم، ومن المفروض أن تمتد هذه السلسلة مئات السنين وربما آلاف السنين حتى تصل البشرية إلى حقيقة ما أُريد لها. شكر الله مسعاكم.
[1]– العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 36، ص 368
سماحة الشيخ. الملاحظ أن أكثر العرفاء يطرقون باب الحسين (عليه السلام) دون غيره فلماذا؟ وإن كان هذا ثابت فكيف هو الطريق للوصول إليه؟.
الجواب
بسمه تعالى
هم يقولون لأنه الباب الأوسع، حسب ما ورد من أن سفينة الحسين هي الأوسع، وذلك بما قدّم عليه السلام، أما كيف فراجع كتابنا -فيوضات من الباطن- ففيه ما ينفع في ذلك.
شيخي الفاضل. ان طرقت باب المعصومين (ع) ولم يُفتح (وطبعاً ذلك لسوء ما قدمت يداي)، فما هو الحل؟.
الجواب
بسمه تعالى
إن طرقت بابهم ولم يُفتح لك وجب التوجه لمن بيده مفاتيح كل شيء.
شيخي الجليل كيف نعرف الإمام المهدي (ع)، هل من خلال الروايات والأحداث أم من خلال طرق أخرى تعطي من خلالها التصديق؟.
الجواب
بسمه تعالى
الأخ الجليل … لمعرفة الإمام (عليه السلام) طريقان:
الأول: طريق ظاهري وهو من خلال الروايات الصحيحة أي المُحقَّقة.
والثاني: هو الطريق القلبي، وذلك بما يقذفه الله تعالى في قلب عبده من معرفة وليه، وله أهله.
السلام عليكم ورحمة الله
إذا جاء الإمام المهدي(عج) الى شخص في الرؤيا وأبلغه أن يخبر شخص أخر أن يفعل كذا وكذا … هل هذه الرؤيا حجة؟ ولماذا لم يأتي الى الشخص المقصود؟ أنيرونا زادكم الحق من نوره.
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته … رؤية المعصوم (ع) في المنام لها جهتين من الجواب:
الجهة الفقهية: وهي القائلة ان رؤية المعصوم في المنام ليست بحجة، أي إن الفرد الرائي غير ملزم بها.
والجهة الثانية هي الجهة الأخلاقية: والتي تعتبر الحجية لرؤية المعصوم في المنام، وعلى مستوى الأخلاق، إن حصل اطمئنان في قلب الرائي بأن من رآه هو المعصوم فينبغي عليه أن يطيع الأمر الصادر إليه من المعصوم.
أما لماذا لا يأتي المعصوم إلى نفس الشخص المقصود، فلأسباب عديدة، منها عدم استعداد الشخص المقصود لرؤية الإمام، وكذلك لأجل إفادة الشخص الرائي أي الذي طُلِبَ منه إيصال الرؤيا، وهناك أسباب أخرى ليس محلها هنا.
لماذا كان الإمام الحسين(ع) مكلف ببيعة الإمام الحسن وهم إمامان إن قاما أو قعدا؟.
الجواب
بسمه تعالى
هو إمام لكنه ليس صاحب الولاية في زمن الحسن، حيث الولاية الباطنية العليا لا تكون إلا لواحد. أما لماذا تكلف مولاي الحسن (ع) بالولاية أولاً مع وجود مولاي الحسين (ع)؟ فلمناسَبتهِ للمرحلة.
سلام الله عليك أيها الشيخ. بودي أن أسال سؤال وأعرف إنك لست ببخيل.
والسؤال هو: علامات ظهور الإمام المهدي (عج) الحتمية هل يجب أن تقع؟ أو يكون فيها بَداء فلا تقع؟.
الجواب
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله تعالى ورضوانه. العلامات الحتمية لا يقع فيها البداء.
السلام عليكم شيخنا الأجل. توجد بعض التساؤلات في قضية الإمام الكاظم (عليه السلام) أرجو الإجابة عنها.
السؤال الأول: كيف كان حال أهل زمان الإمام الكاظم (عليه السلام) هل هم مستحقون لوجود الإمام بينهم أم لا يستحقون؟، فإن الإمام كان موجود وغير موجود، موجود لأنه حي، وغير موجود لأنه كان في سجن صغير لعله تحت الأرض ولا يراه أحد، ولم يكن بينه وبين قواعده الشعبية أي اتصال.
السؤال الثاني: ما الذي استفادته البشرية وهو (ع) قد قضى نصف عمره أو أكثر وحده فلم يكن العطاء الإلهي يصل إلى البشرية؟ وهل البشرية في زمنه استحقت في أول الأمر ثم زال الاستحقاق وسجن الإمام (ع)؟ وشكراً.
الجواب
بسمه تعالى
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى
إن ما وقع لتك الأجيال من تغييب المعصوم (ع) عنهم هو بما قدمت أيديهم. الشيء الآخر. إن حبس الإمام لم يكن قاطعاً تاماً للإمام عن قواعده، وذلك من جهتين:
الأولى: كان الإمام (ع) يُوصِل بعض ما يريد عن طريق بعض سجّانيه الذين أستطاع أن يستميلهم إلى جهته.
الثانية: أن عمل الإمام غير مقيّد تقييداً تاماً بحركته الجسدية، وذلك لما تعطيه له ولايته من سعة الاتصال.
الشيء الآخر، على الرغم من قولنا إن تغييبه هو استحقاق مجتمعه آنذاك، وهو حق، لكن لو نظرنا من زاوية أخرى لرأينا أن تغييب الإمام كان نوع من أنواع التمحيص الذي ربما لم تعهده القواعد الحقة، والذي تبين لهم من خلاله حاجتهم الماسة للإمام، وأدى إلى التمسك الشديد بالإمامة لما رأوا من الحيرة بعد غياب القيادة. وقد يكون حبس الإمام سبباً لوصول الإمام الرضا (ع) إلى ولاية العهد. فلم يكن بُعد الإمام انقطاعاً للعطاء إنما كان تقليلاً له، على حسب ما اقتضته المرحلة.
شيخنا السلام عليكم. إن المعصوم يقول ليس لي عمل استحق به الجنة … وفي بعض كتاباتك تقول: (إن الله عز وجل سيعاقب لأجلِك ويغفر ويعفو لأجلِك …) أرجو الإيضاح. مع فائق الاحترام.
الجواب
بسمه تعالى
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى
من البديهيات إن الله سبحانه سيعاقب الظالم إنصافاً للمظلوم وأخذاً بحقه، هذا هو المقصود من كلامنا. أما قول المعصوم الذي تفضلت به فهو نابع من نكران ذات المعصوم ورؤيته ليد الله تعالى في أفعاله، لكنه ليس له دخل بالموضوع.
أيدكم الله وسدد خطاكم.
طيب الله أنفاسك شيخنا الجليل على هذه الدرر التي تخطها أناملك الكريمة. لو تفضلت هل من إيضاح لهذه الفقرة التي ذكرها السيد الشهيد (قدس سره) في الموسوعة ((لو كان إماما”…… فيندم على الفترة التي قضاها مع الإمام)).
الجواب
بسمه تعالى
جناب الأخ السائل… الظاهر من كلام السيد -أعلى الله مقامه-، أن بعض تصرفات الإمام (ع) سواء على صعيد الأحكام أو التصرفات ستكون محكّ حقيقي وتمحيص جدي لأتباعه، فمن كانت ثقته بمرتكزاته وأفكاره أكبر من ثقته بالإمام فسوف يسقط لا محالة.
سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي (دام عِزكم) ونفعنا الله تعالى بكمال معرفتكم وحسنِ إدراككم …وبمناسبة هذه الأيام الخالدات …. ايّام شهر محرّم الحرام نضع بين يديّ سماحتكم بعض الأسئلة التي طالما تداولتها العامةُ والخاصة …….ونحن نعلم علم اليقين أن لا مجيب عليها إلا العارفين، المتصلين بحضرة الحق تبارك وتعالى وأنتم على رأسهم ……فجزاكم الله تعالى ألف خير على ما قلتم، وما ستقولون. والحمد لله رب العالمين:
السؤال الأول: نرى اعتياد الناس على بعض الأعمال التي يقومون بها في شهر محرم فماذا ينصحنا سماحتكم ان نعمله في هذا الشهر، والذي يكون فيه رضا الله سبحانه في عزاء أحد أوليائه (الحسين عليه السلام)؟.
الجواب
بسمه تعالى
إن العزاء الاكبر للإمام الحسين عليه السلام هو من خلال السير على نهجه والعمل على ديمومة قضيته التي ضحى من أجلها بكل ما يملك، والتي تتمثل بإصلاح ما فسد من الامة الإسلامية، فمن يعمل على اصلاح نفسه وسدِّ نواقصها ثم اصلاح غيره فقد نصر الإمام نصراً فعلياً وسار على نهجه وساهم في استمرار قضيته.
السؤال الثاني: ذكر سماحتكم في كتابكم (فيوضات من الباطن/ باب فيض من باطن قضية الحسين عليه السلام) :( فأقبل عليه السلام على هذا الفعل لرؤيته احتياج النظام الإلهي إلى ذلك)[1] فما هو احتياج ذلك النظام؟
الجواب
بسمه تعالى
نحن بينّا من أن الحسين عليه السلام لم يخرج بتكليف إلهي انما دفعه للخروج غيرته على شرع الله ودينه، لمّا رأى احتياج النظام العام الى تغييرٍ شاملٍ، الى ثورةٍ تُصحح الكثير من الانحرافات التي وقعت في تلك المرحلة، فوجد أن السبيل الأمثل للتصحيح وإزالة بعض خطوط الأنظمة التي فرضتها الانحرافات البشرية، هو بإحداث هذه الثورة. هذا على صعيد الظاهر.
أما على صعيد الباطن فإنه عليه السلام أراد أن يُقدّم لله تعالى –بما عَرَف عن استحقاق الله- تضحيةً لم يسبقه اليها أحد، تقدُمة تليق بجلال كرم الله تعالى، فقدّم لله تعالى كل ما يمكنه تقديمه.
والله تعالى هو العالم بما في الصدور
السؤال الثالث: يقول الأمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة (اِلهى اَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ اِلَى الاْثارِ فأرجعني اِلَيْكَ بِكِسْوَةِ الاْنْوارِ)[2] ما هي الآثار التي يقصدها الامام عليه السلام؟.
الجواب
بسمه تعالى
الآثار هو كل ما يمثله عالم الخَلْق، وهي مجموع الأفعال الإلهية الدالة على الحق جل جلاله، والتي هي أبواب للوصول لله تعالى. فالفعل يُوصل الى الصفة والصفة تُوصل للمتصف.
من جهة أخرى فإن كل أثر حوى على جانبين، جانب الموصلية وجانب الحاجبية، فمن نظر الى الأثر بما هو أثر فقد حجبه هذا الأثر عن الوصول للمؤثر، ومن نظر للأثر من جهة صدوره عن المؤثر أو مما يحمل من أنفاس المؤثر –في مرتبة أعلى- فسيكون موصلاً ووسيلة للمؤثر جل جلاله، لذلك قال عليه السلام: (فأرجعني اليك بكسوة الانوار)[3] والتي هي أنوار القلب التي تخترق الحواجب وتصل الى الجواهر. فإن رحلة الرجوع للحق تعالى محفوفة بالمخاطر من جهة الوقوف مع الآثار أو التعلق بها.
والله تعالى هو العالم بحقائق ما أبدع.
السؤال الرابع: كثيراً ما سمعنا عن الرواية المنسوبة الى الامام الحسين (ع) أثناء موسم الحج والتي قال فيها سلام الله عليه عندما ابتدرهُ الناس بالعتب لأنه ترك الطواف ولَم يكمل المراسم المطلوبة في الحج، حين قال: انا تاركٌ بيت الرب …ذاهبٌ الى رب البيت….
فما رأي سماحتكم بهذا الحديث الصادر عن المعصوم الحسين عليه السلام وماذا نفهم منه؟.
الجواب
بسمه تعالى
لم اتحقق من صحة الحديث، لكن مفهومه قد طُبّق على أرض الواقع، فخروج الحسين عليه السلام كان لله تعالى، ولا أعني لله أنه مقتصر على نصرة الدين وتثبيت أركانه…. وانما محبة الحسين لله تعالى ومعرفته للاستحقاق الإلهي ودافعهُ الذاتي لخدمة الحق جل جلاله؛ جعله يرتقي أعلى مراتب التضحية ثم يراها صغيرة نسبة لذلك الاستحقاق. لذلك قلنا إن هذه القضية حرّكتْ الكثير من مراتب الوجود، ولم ينحصر تأثيرها على الصعيد الظاهري فقط.
ولولا تضحية الحسين لما بقيَ للرب بيت.
السؤال الخامس: ما الحكمة التي نستشفها من خروج الامام الحسين عليه السلام وهو عارف باختلاف الناس عنه وعدم نصرتهم له؟.
الجواب
بسمه تعالى
حسب فهمي والله العالم، إن خروج الامام الحسين عليه السلام بالدرجة الأولى هو لله تعالى وليس للناس وانما الناس هم ساحة التطبيق.
الحسين لم يخرج طلباً لدنيا ولا طلباً للانتصار العسكري فهو يعلم إن القوم سيخذلونه، وأنه سيُقتل وأهل بيته وأصحابه. فما كانت هذه زاوية نظره ولا محطّ بصره؛ بل أن ما حرّكَ الحسين للخروج والتضحية الكبرى هي نصرة الله تعالى من خلال زرع بعض القيم والثوابت والمعتقدات التي لن تُزرع في عمق العقل المسلم الا بحدثٍ كبير.
ثم إن خروج الحسين لم يكن عشوائياً بل كان مدروساً دراسة دقيقة حيث يضمن معها استمرار الوهج الحسيني لآلاف السنين؛ لذلك جعل من التضحية الواحدة عشرات التضحيات وهذا ما أعطى عمقاً نفسياً وبُعداً زمنياً للقضية الحسينية، هذا إن نظرنا من المرتبة الأدنى. أما إن نظرنا الى أعلى من هذه المرتبة فسيختلف الكلام كلياً، وقد أشرنا الى بعضٍ من ذلك في كتابنا -فيوضات من الباطن-.
والله تعالى هو العالم بحقائق الأمور.
السؤال السادس: أغلب المحبين والمتعاطفين مع الحسين عليه السلام عرفوه من جهة ونظر أهل الارض، وانصافاً ولو قليلاً للإمام الحسين، شيخنا الحبيب كيف عرفه أهل السماء؟.
الجواب
بسمه تعالى
لا يمكن الحديث عن هذا الامر بصراحة، لكنها كلمة واحدة أقولها: لقد ساهمتْ تضحية الحسين عليه السلام بتسريع تكامل أهل السماء في العوالم الثلاثة وفتحت لهم أبواباً كانت مغلقة أمامهم.
والله تعالى العالم بحقائق الامر.
السؤال السابع: روي عن الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) انه قال {إن الحسين مصباح الهدى}[4]، شيخنا الحبيب ما هو بيان سماحتكم لهذا الوصف؟
الجواب
بسمه تعالى
وكيف لا؟! فهو مصباح الهداية، فمن أراد عِزَ الدنيا فسيجده في طريق الحسين، ومن أراد عِزَ الآخرة فسيجده بمنهاج الحسين، ومن أراد عز القرب من الحق تعالى فسيجده في تضحية الحسين عليه السلام.
السؤال الثامن: شيخنا الحبيب ما هو الدافع الذي حرك الامام الحسين عليه السلام لهذه القضية العظيمة؟
الجواب
بسمه تعالى
الإمام من أهل البيت المنصوص عليهم، عبارة عن مراتب متعددة وليس مرتبةً واحدة؛ لذلك فالفعل الذي يصدر عنه يؤثر في تلك المراتب التي تمثل وجوده، فعلى مرتبة الظاهر كان خروج الحسين عليه السلام طلباً للإصلاح في أمة جده عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، وعلى مرتبة ظاهر الباطن أراد أن يفتح باباً للكمال أسرع من الأبواب السابقة، وعلى مرتبة عالم الملكوت أراد أن يغيّر بعض خطوط أنظمة ذلك العالم ممن استحقت التغيير، وأما على مرتبة عالم التدبير فأراد أن يثبت بعض المعاني العليا، وعلى مرتبة علاقته بالحق جل جلاله فأراد عليه السلام أن يقدّم لمحبوبه أعلى ما يمكنه تقديمه. وهنالك مراتب أخرى دونها خرط القتاد.
السؤال التاسع: شيخنا الحبيب هل كان عند الامام الحسين عليه السلام بدائل أخرى قابلة للتنزيل؟ وهل اختياره للقضية الحسينية لأنها الاكمل؟
الجواب
بسمه تعالى
لم يختر الامام الحسين عليه السلام هذه القضية اعتباطاً، وانما لم يجد عملاً أعلى مرتبةً وأكثر نقاءاً يليق بجلال الله تعالى أكثر من هذه العمل. هذا ما فهمناه. والله العالم.
السؤال العاشر: إن عظمة القضية الحسينية وأهدافها الكبيرة والمستمرة، لعله لا يتناسب مع مقدار التعاطي الموجود من قبل المتعاطفين، شيخنا الحبيب فهل من سبيل الى الرقي لمن اراد الانصاف؟
الجواب
بسمه تعالى
من الظلم التعاطي مع القضية الحسينية بمفردات محدودة نكررها كل عام. القضية الحسينية أوسع من أن تُحصر بطقوس وشعائر بسيطة، المفروض أن يكون في كل عام هنالك استخراج مفاهيم وقيم ومبادئ جديدة من هذه القضية، وأن يُنظر لها من كل جهاتها ولا نقتصر على جهة واحدة. لم يخرج الحسين لأجل إطعامِ جائعٍ ولا للمطالبةِ بحقوق بعض المظلومين؛ إنما خرج لإصلاحِ أنظمةٍ فاسدة، كل المنظومة المجتمعية كانت تعاني من الانهيار، فأراد عليه السلام اصلاح نظام الحكم، وأراد اصلاح نظام الدين، وأراد اصلاح نظام النفوس بعد انحرافها، وأراد اصلاح المعتقدات، وأراد اصلاح المفاهيم العقلية البالية وغيرها، فهي كانت ثورة شاملة. فالحريُ بنا أن نستخرجَ مفاهيمَ جديدة قد حوتها ثورة الحسين ولا نقف عند حدٍ معين.
والله الهادي لسُبل الرشاد
السؤال الحادي عشر: نجد ان التأثير الحاصل من القضية الحسينية أكبر من دائرة المسلمين، بل تعداه الى باقي الاديان السماوية والارضية، فهذا غاندي الرجل الهندي الكبير يقول “تعلمت من الحسين ان أكون مظلوما فانتصر”، شيخنا الحبيب فهل هذا يعود الى كمال الامام الحسين عليه السلام؟ أم الى كمال قضيته؟
الجواب
بسمه تعالى
كمالُ قضية الحسين مكتسَبٌ من كمال الحسين عليه السلام
السؤال الثاني عشر: العاطفة من السمات التي رافقت القضية الحسينية، والتي لها تواجد واضح، شيخنا الحبيب فما الذي استهدفه الامام الحسين عليه السلام في ذلك؟
الجواب
بسمه تعالى
إن من الأمور التي أستهدفها الامام الحسين عليه السلام حسب التخطيط الظاهري لقضيته هو تعميق هذه القضية في القلوب؛ لكي تكون من ضمن الدوافع النفسية والعاطفية نحو الخير والصلاح، وكذلك جعْلها مانعاً داخلياً لتجنب الفساد والانحراف ودافعاً لمحاربته في الخارج، لكن لم يقتصر هذا الاستهداف على الجانب النفسي أو العاطفي بل شمل كل جوانب كيان الانسان، فلهذه القضية آثار كثيرة على الصعيد العقلي وأدنى آثارها أنها حركت العقل الإسلامي، وكذلك على الصعيد الروحي. انما تفاعل أغلب الناس معها من الجهة العاطفية كون أغلب الناس تستقبل الاحداث من الجهة العاطفية بالدرجة الأولى.
[1]– الشيخ منتظر الخفاجي، فيوضات من الباطن، الباب الثاني عشر، ص 119
[2]– العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 90، ص 226
[3]– العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 95، ص 226
[4] عيون اخبار الرضا ١ ص٦٢
شيخنا الفاضل ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى كريم مثلك يفضي علينا من نعم الاستبصار والشعور أنه في ظل الله جل شأنه.
سؤالي هو: من الأفضل عطاء الله أم عطاء الإمام أم عطاء النفس ولماذا؟.
الجواب
بسمه تعالى
السؤال خاطئ، اذ ليس ثمة عطاء لغير الله تعالى، قال عز وجل: (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّه)[1] ثم إن رؤية العطاء صادر من الإمام أو النفس او أي مخلوق هو ظلم لله سبحانه، والمفروض أن نرى يد المُعطي سبحانه باختراق كل الحجب التي فرضتها مرتبة الفرد، عندها نراه عطاءاً الهياً بصور متعددة.
[1]– سورة النساء/ الآية 79
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الجليل أود أن تتفضل عليّ بجواب بعض الأسئلة التي تدور في خَلَجات نفسي.
أولاً: ما هي الحكمة من تشوه الخلقة بين العباد؟ وما هو ذنب المشوه منذ الولادة؟
ثانياً: هل الصفات القبيحة قبيحة بذاتها أم لان الله حرمها فأصبحت قبيحة؟
وجزاك الله خير الجزاء وأدامك الله لنصرة الدين والمذهب.
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى
أولاً: إن الملكات والصفات والقابليات وكل استحقاق الإنسان يكون على حسب أعماله في العالم السابق لعالم الدنيا، فعلى أساس رصيده في ذلك العالم يكون استحقاقه في هذا العالم وعلى أساس رصيده في هذا العالم يكون استحقاقه في العالم الآخر.
ثانياً: إن الصفات القبيحة، هي قبيحة نسبة إلى الغاية المرادة من الإنسان، وأساس هذه الصفات ليس القبح وإنما هي صفات حسنة نزلت إلى مراتب القبح. أيدكم الله تعالى.
السلام على الشيخ الغالي
شيخنا: عندما أقرأ كرامات المعصومين والعارفين في معرفة كل شيء وبعدها أذهب لأقرأ الأدعية التي تمجد الله من قبيل: “يا من يعلم ما في الضمير” و “يا من يعلم ما في السماء”[1] وغيرها (أقول هذا ليس مدح لله بل هو استنقاص له!) لان العارفين يعلمون هذه الأمور…فما ردكم شيخنا العزيز؟
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام والاكرام
لا يوجد مخلوق يعلم كل شيء، إنما عِلْمُ الانبياء والأولياء هي خطرات يمُن الله تعالى بها عليهم، وإلا فمواطن الجهل والعجز لديهم كثيرة، نعم ربما بالغ أتباعهم في نسبة العلم التام لهم.
[1]– العلامة المجلسي، بحار الانوار، ج 92، ص 196
سماحة المربي الشيخ منتظر الخفاجي أعزكم الله تعالى بعزه.
ما هي الصفات التي لا يمكن تغييرها إلا بتدخل إلهي؟
الجواب
بسمه تعالى
تغيير الصفات الذاتية يحتاج إلى توفيق إلهي خاص.
سماحة الشيخ منتظر الخفاجي ادام الله تعالى بقاءكم.
لماذا الله تعالى خلق بعض الناس فيهم عقم والنتيجة لم ينجبوا الاطفال وبعض الناس لا توجد فيهم أمراض العقم، لماذا خلقهم الله على هذا الحال؟ وجزاك الله خير.
الجواب
بسمه تعالى
ذلك على حسب أعمالهم وافعالهم في العالم السابق لعالم الدنيا، كما يكون استحقاقنا في عالم الاخرة على حسب ما نقوم به في عالم الدنيا. أيدكم الله تعالى.
سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي أدام الله تعالى عطاؤكم.
التضرع والتوسل بالأولياء والصالحين؛ كيف ننظر له من زاوية الأدب مع الله من جهة، ومع أولياءه من جهة أخرى؟.
الجواب
بسمه تعالى
هذه المسألة يعتريها الكثير من اللبس، فالتضرع والتوسل يكون بمن لديه القدرة على تحقيق مطلبي، ولا يمنعه مانع عن ذلك، فهل الأنبياء والأولياء كذلك؟ لم يقل أحد بذلك على الاطلاق ولا حتى الأولياء أنفسهم. من جهة أخرى أن أُقدّم أحد أنبياء الله أو أولياه شفيعاً الى الله تعالى لتحقيق حاجتي لعدم حسن الظن بنفسي، فهذا لا اشكال فيه بما دون تجريد التوحيد.
والله تعالى هو العالم بالحقائق.
سماحة العلامة الشيخ منتظر الخفاجي أدام الله تعالى عزكم.
هل أن نسبة الفعل لغير الله تعالى يُعد من الظلم أو الشرك به جلت قدرته، وكيف يتربى الفرد على نسبة الأفعال له سبحانه وتعالى؟
الجواب
بسمه تعالى
نعم هو كذلك في مستويات متوسطة وعليا. وأما كيفية توحيد النظرة الفعلية، فهذا يرتكز على خرق حجاب الأسباب والولوج الى ما وراءه وهو مسبب الاسباب جلّ جلاله، وينفع أن يبدأ الفرد بالتدبر بقوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ)[1] فيحاول ان يرى المشيئة الالهية من وراء أي فعل حتى لو كان ذلك على وجه الاحتمال.
[1]– سورة الإنسان/ الآية 30
شيخنا الجليل سماحة الأب المربي دام عطاؤكم. سألتُ الكثير من العلماء والطلبة والمفكرين عن سبب خلق الله تعالى للنار وتعذيب الكافرين والمبتعدين عن تعاليمه وشرائعه فيها وقد أجابوني بأجوبة كثيرة، ومن ضمنها أن النار والعذاب رحمة لهم، ولكنني لم أقتنع بها من حيث أن صورة الله سبحانه في ذهني أنه الرحمن الرحيم الغفور الكريم الحنّان المنّان، فهل يوجد لديكم ما يشفي صدري؟.
الجواب
بسمه تعالى
ان حكمة العذاب الإلهي لا تخرج عن ثلاثة وجوه كلية وهي:
أما إصلاح وصلاح أو عدل وأنصاف أو قطع للفساد والإفساد. فحينما يصل الفرد في التدني والتسافل إلى هيمنة نفسه على كيانه، حينئذٍ لا يكون علاج ذلك الا بالضغط الشديد والذي يُخلِّص الفرد من سيطرة نفسه عليه، ويرجع الى طبيعتهِ الأصلية، قال تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[1].
فليس العذاب الإلهي من باب التشفي والانتقام، إنما هو العلاج الوحيد الذي اختاره الفرد بسوء تصرفه.
[1]– سورة السجدة/ الآية 21
سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي دام فيضكم.
لماذا اختار الله تعالى الحسين عليه السلام دون غيره من الأئمة عليهم السلام لواقعة كربلاء؟
ولماذا اختار الله تعالى أرض كربلاء دون غيرها؟
وجزاكم الله تعالى خير الجزاء.
الجواب
بسمه تعالى
إن لكل إمام من أئمتنا عليهم السلام تكليفه الخاص والذي يختلف عن تكليف الإمام الآخر ولا يستطيع أن يؤديه غيره؛ وذلك يعود إلى أصل تكوين الإمام وما أودع الله تعالى فيه من استعدادات وقابليات عملية تختلف عن الإمام الآخر، وهذه الادوار كانت من اختيار الله تعالى لهم، نعم قد تكون لإرادتهم عليهم السلام في العالم السابق لعالم الدنيا أثر في ذلك. فلا يستطيع أداء تكليف الحسين الا الحسين.
أما اختيار أرض كربلاء دون غيرها، فقد أورد ابن قولويه في كامل الزيارات عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث طويل أنه قال: (….. ان أرض كربلاء وماء الفرات أول أرض وأول ماء قدس الله تبارك وتعالى، فأكرمهما الله بالحسين وأصحابه)[1].
[1]– جعفر بن محمد بن قولويه، كامل الزيارات، ص 455
السلام عليكم شيخنا الجليل.
ما هو الفرق بين النفس والشيطان وابليس؟ وهل هم في جسد الإنسان؟
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى.
ابليس هو أسم الشيطان الأول، وكل من سار على نهجه من الجن والإنس فهو من الشياطين.
أما الفرق بين ابليس والنفس فهو من عدة جهات:
الجهة الأولى: إن ابليس له كيان مستقل عن الانسان، أما النفس فهي جزء من الانسان ومن مكوناته الاساسية، وأعني بالإنسان هو وجوده المعنوي وليس الجسماني.
الجهة الثانية: وهي جهة العمل، فعمل ابليس مقيد بمفردات محدودة من قبيل التزيين والوسوسة والتوهيم وغيرها مما ذكرها القرآن الكريم، أما النفس فتمثل مجموع الرغبات والشهوات الدافعة للإنسان نحو تحقيقها.
أما قضية وجودهما فهو ليس وجودا مادياً.
والله تعالى هو العالم بحقائق الامور
شيخنا الجليل سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي دام عطاؤكم. هل صحيح أن الله سبحانه وتعالى عندما ينعم بنعمة على عبده فإنه سوف يعاقبه عقاباً شديداً فيما لو لم يشكره على هذه النعمة، ألا يتعارض هذا مع عطاء الحق اللامحدود والذي لا يسأل ولا يمتن على عطاياه؟.
الجواب
بسمه تعالى
لا، ليس هكذا! ولم يقل أحد من العقلاء بذلك.
شكر النعم هي للعبد وليس لله تعالى. قال الله عز وجل: (وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ)[1].
انما المسألة أخلاقية عقلية فمن يهبك شيئاً يُوجِبُ العقل وتوجِبُ الأخلاق أن تشكره على هبتهِ، فحينما طالبنا الله تعالى بشكر المنعم ذلك لعدة فوائد وكلها لنا:
الأولى: إن هذا الشكر يزيد من عطائنا، فيُثيب الله الشاكر على شكره.
الثانية: يريد الله تعالى أن يعلمنا أدب التعامل.
الثالثة: إن عملية العطاء والشكر هي عملية تبادلية، توثق العلاقة وتقوي أواصرها بين المنعِم والمنعَم عليه.
[1]– سورة النمل/ الآية 40
سماحة الشيخ منتظر الخفاجي دام فيضكم.
هل صحيح ما يقال بأن العلم مخزون في خزائن الله تعالى يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده، فأين ذهب الجهد البشري واستقرار العقلاء على قيام أخذ العلم بالدراسة والتعلم من الآخرين؟.
الجواب
بسمه تعالى
العقول آلة لاستنزال واستخراج الأفكار وليس ابتداعها، فليس للعقل القابلية على خلق الأفكار، وانما يستخرجها من مكنوناتها الموجودة داخل الإنسان وخارجه، وله ايضاً استنزال الأفكار من عالم الأفكار الذي هو خارج كيان الإنسان، فحينما تتوفر الإرادة العقلية او الاستعداد العقلي فسوف يُنزل الله تعالى الأفكار المناسبة لذلك العقل.
والله تعالى هو العالم بحقائق الأمور
سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي (دام عطاؤه).
(إذا ڪُنتَ تُريد أن تعرِف -بالَّلغة الحَديثة – رأيَّ اللهِ فيك، فأنظُر إلىٰ رأيكَ فِي الله! هِيچ هَذا هُـوَّ … أنظُر إلىٰ قَلبِك ماذا يَحمِل عن الله مِن فِڪرَة، إذن، فَفِڪرةَ اللهِ عَنك مُشابِهَـة هِيَّ هِيَّ !..). السيد الشَهيدَ الصَدَّر مُحَمَّد {قدس سره} محاضَـرات مَنهَـج الأصُول.
تفسير معنى كلام السيد الشهيد محمد الصدر وجزاك الله خيراً شيخنا الجليل.
الجواب
بسمه تعالى
جاء في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي إن خيراً فخير، وإن شراً فشر)[1] وفي لفظ آخر (إن سوءاً فسوء).
وقال عزَّ وجَّل في محكم كتابه: (هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ)[2] ولا تقتصر المَعية على المكان أو الزمان؛ بل تشمل الحال فهو معك في الحال الذي تكون فيه، وتشمل الاعتقاد؛ فهو معك حين اعتقادك، والمَعية هنا هي التعامل وفق الاعتقاد، فمن كان حالَهُ محبة الله كان حالُ اللهِ محبةَ ذلك العبد، ومن رضيَ عن الله في بلاءه، رضيَ الله منه بأدنى أعماله، ومن أعتقد أن الله تعالى لن يغفر ذنبه فلن يغفرَ اللهُ ذَنبهُ.
أما قول أستاذنا الشهيد الصدر (أعلى الله مقامه): (اُنظر إلى قلبك) فذلك أن القلب محطَّ نظر الرحمن، فما انعقدَ عليه قلبُ المَرءِ من فكرة أو خاطرة أصبحت معتقداً، وسوف يعامله الله عزَّ وجَّل وفق ذلك المعتقد، وهنا تتحقق العدالة الإلهية التعاملية.
والله هو العالم بحقائق الأمور
[1]-العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 67، ص 366
[2]– سورة الحديد/ الآية 4
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا حفظكم الله. ورمضان كريم وتقبل الله طاعاتكم وصيام مقبول. قرأت من ضمن الوصايا الرمضانية في محاضرة سماحتكم ((ادخال السرور على قلب الله سبحانه)) لم أفهم كيف الله جل جلاله له قلب؟ فهل يصح أن نقول ذلك؟ وكلنا نعلم بعدم تجسيم الخالق عز وجل وهو الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد فكيف يكون له قلب وحسب فهمي حتى التعبير المجازي لا يجوز فممكن التوضيح لطفاً. مع فائق شكري واحترامي.
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى
ليس المقصود من الكلمة ان لله تعالى قلباً كما للإنسان، قطعا لا….. وإنما هو من قبيل اللفظ التقريبي أو المجازي كما ورد في الكتاب العزيز على لسان عيسى عليه السلام قوله تعالى: (تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ)[1] أو قول الله عز وجل: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)[2] أو قول الرسول الأعظم في الدعاء: {سبحان الله رضا نفسه}[3] وأيضا قول الإمام علي عليه السلام: {أنا قلب الله الواعي، أنا لسان الله الناطق…}[4] وغيرها الكثير ممن أُستخدم فيها الألفاظ التقريبية والتي يمكن أن توصل المعاني بالصورة الأقرب. خاصة وأننا محكومون بألفاظ أرضية في كثير من الأحيان تَقْصِرُ هذه الألفاظ عن استيعاب المعاني العليا وخاصة في المسائل الذوقية.
[1] سورة المائدة/ الآية 116
[2]– سورة الانعام/ الآية 54
[3]– العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 91، ص 207 (ورد هذا اللفظ بعنوان تسبيح صاحب الزمان عليه السلام)
[4]– الشيخ الصدوق، كتاب التوحيد، ص 164
شيخنا الجليل. هل المنع عقوبة أم شي آخر؟.
الجواب
بسمه تعالى
أحيانا يكون عقوبةً وأحيانا يكون عطاءاً.
سماحة الشيخ الأب المربي السلام عليكم
هل يوجد فرق بين أن ينوي الانسان أنه يريد وجه الله وبين أنه يريد الله تعالى؟ أم نعد قولنا وجه الله من المجاز؟
وهل القول (وجه الله) من الصفات فيدخل في تعبير (بدلالة أن الصفة غير الموصوف)؟
جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى
المقصود من كليهما هي ذاته الله جل جلاله. أيدك الله تعالى
ذكرتم حول قوله تعالى: (وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ)[1] قلتم: {رغم أن غاية تعجّله كانت سامية وشريفة، لكن الله تعالى ألمح له أن التأني أكمل وأفضل}[2].
سؤالي شيخنا الفاضل. هل التعجيل إلى الله أتم من التأني؟ (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن …)[3] والاعتبار لموضوع القصد، وفي حال موسى كان القصد طلب الرضا من ربه، وهذا لا يتحقق بمشيئة الفرد أن لم يكمل الفرد فرضه وما أوجب الله عليه، فإن أكمله بالتمام تحصل الرضا من النفس أولاً ثم من الله؟.
الجواب
بسمه تعالى
نحن نتكلم عمن هو بمرتبة موسى وليس ما دون ذلك، على أن أمثاله في مرتبة التخلق بأخلاق الله والتي أبرزها التأني، والتخلق أعلى من طلب الرضا. أما قولك: (فإن أكمله بالتمام تحصل الرضا من النفس أولا ثم من الله) فالذي اعتقده ان رضا النفس هو انعكاس للرضا الالهي.
[1]– سورة طه/ الآية 83
[2]– منشور على صفحة الشيخ منتظر الخفاجي (فيس بوك) بتاريخ 23/4/2023
[3]– سورة آل عمران/ الآية 133
شيخنا الفاضل. ظهور المهدي -عج- في زمان لا يعلمه الا الله، والله حدد وقت ظهوره في يوم معلوم.
ونسمع أحاديث عن آل البيت … للدعاء بتعجيل الفرج والحث على الإكثار من الصلوات لتعجيل ظهور المهدي! فهل الدعاء يقرب سنوات أو زمان ظهوره؟
الجواب
بسمه تعالى
ان بلغ الدعاء رتبة الاعتبار الالهي فسوف يستجيب الله تعالى لذلك الدعاء ولو تطلبت اجابته تغيير بعض الانظمة أو تبديل أمور مهمة.
السلام عليكم شيخنا الجليل.
ما رأي سماحتكم في زيارة الأربعين، بمعنى هل العشرين من صفر تحديداً أو قبل العشرين من صفر تعتبر زيارة الأربعين؟. مع جزيل الشكر والتقدير.
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى
زيارة الاربعين في العشرين من صفر.
إذا سمحتم لي سماحة الاب المربي الجليل، وتعقيباً على قول سماحتكم: ((إن العزاء الأكبر للإمام الحسين يكون بالسير على نهجه والعمل على ديمومة قضيته))[1].
كيف يكون العمل على ديمومة القضية من زاوية نظركم؟
الجواب
بسمه تعالى
وذلك من خلال الوقوف على الغايات والاهداف التي كان يستهدفها الإمام الحسين من قضيته، ثم العمل على تحقيقها او تطبيقها، سواء أكانت اهدافاً فردية أم جماعية، فحينما نستنكر الباطل أينما يواجهنا فقد ساهمنا بديمومة عنصر من عناصر قضية الحسين، وحينما ندعوا للحق بكل الطرق ومن كل الابواب الممكنة حينها أصبحنا امتداداً لقضية الحسين عليه السلام. وفقكم الله لذلك.
[1]– منشور على صفحة الشيخ منتظر الخفاجي (فيس بوك) بتاريخ 17/8/2021
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال الى سماحة الشيخ الفاضل منتظر الخفاجي راجياً ان يجيبني شخصياً مع فائق الشكر والامتنان، وعذراً له ان كنت قد أخذت من وقته أو سببت له ازعاج معين ..
سؤالي الى جنابه الفاضل هو: لقد خلق الله المخلوقات من العدم أي من لا شيء فكيف أطاع الشيء أمر الله وكان شيئاً وهو لم يكن أصلا موجوداً؟
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
إن الذي أطاع الامر الالهي هي صورة الشيء الكائنة تحت سلطان الإرادة الالهية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبي الحبيب قلتم إن رسول الله هو حامل لواء الحمد وقد نال كل مقامات الحمد، فماذا تقولون بحمد الله لنفسه (الحمد لله بما حمد الله به نفسه) وماذا يمكن أن يكون هذا الحمد ومن أي صفاته؟!
هذا واذا اخذنا بعين الاهتمام ما افتتح به الله سبحانه اول آياته في أول سور قرآنه حيث قال ((الحمد لله رب العالمين)) ثم ذكر بعد الحمد أوسع أسمائه الرحمن الرحيم، بمعنى قَدّم الحمد على أسبقية وشمولية اسميه المقدسين!.
والحمد لله مُفيض الحمد ومستحقه والصلاة على المحمود أحمد واله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى.
قطعاً ان الله تعالى هو منبع المحامد ومنتهاها، لكن حمد الله لنفسه هو من باب البيان والتعريف بنفسه، وهناك تفسير آخر لكنه لا يصلح للنشر لأنه من العرفان العالي. أما الحمد الوارد في سورة الفاتحة فهو تعليمي. وفقكم الله تعالى لتحقيق غايته.
السلام عليكم شيخنا العزيز
لو سمحتم شيخنا الجليل لدي سؤالين وأتمنى منكم الإجابة عليهما:
السؤال الأول: الإنسان في سلم التكامل أما تصاعداً أو تسافلاً. وعلى تعبير الإمام السجاد عليه السلام في الدعاء ((الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَوْ حَبَسَ عَنْ عِبَادِهِ مَعْرِفَةَ حَمْدِهِ عَلَى مَا أَبْلاَهُمْ مِنْ مِنَنِهِ الْمُتَتَابِعَةِ وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعَمِهِ الْمُتَظَاهِرَةِ لَتَصَرَّفُوا فِي مِنَنِهِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ وَتَوَسَّعُوا فِي رِزْقِهِ فَلَمْ يَشْكُرُوهُ، وَلَوْ كَانُوا كَذلِكَ لَخَرَجُوا مِنْ حُدُودِ الاِنْسَانِيَّةِ إلَى حَدِّ الْبَهِيمِيَّةِ، فَكَـانُوا كَمَا وَصَفَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ: إنْ هُمْ إلاّ كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً))[1] بما ان حدود الإنسانية هي في الحمد والشكر للخالق. فمتى يخرج الإنسان من رحمة الله تعالى؟.
السؤال الثاني: ذكر الإمام السجاد عليه السلام: ((وفَتَحَ لنا من أبواب العلم بربوبيته))[2]. كيف يفهم الإنسان الربوبية بالمستوى المطلوب؟
كل الود والاحترام والتقدير للأب الغالي.
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى.
أولاً: ليس من خروج من رحمة الله تعالى إطلاقاً، حيث الوجود صدر عن الرحمة ولا يخرج موجود من رحمة الله إلا أن يكون عدماً.
ثانياً: يفهم الانسان الربوبية بالمستوى المطلوب حينما يؤدي لوازم عبوديته بالمستوى المطلوب.
وفقكم الله تعالى لكل خير.
[1]– الإمام زين العابدين، الصحيفة السجادية (أبطحي) ص18
[2]– نفس المصدر السابق
سلام عليكم شيخنا الفاضل.
لدي سؤال بسيط جداً وأتمنى الإجابة عليه.
هل من المنطقي أن نعيش فترة زمنية معينة على هذا الكوكب مائة عام في اقصى التقديرات. ونذنب فيها بقدر ما ….. قل أو كثر. فيكون الثواب والعقاب فيها أزلي؟!…. هل من الاستحقاق ان يزهد المرء بضع سنين وربما يستشهد في إحدى المعارك لكي ينال ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر؟؟ والله جل جلاله غني عن العالمين. ما أقصى ما يمكن أن نفهمه هنا وما أقصى ما يمكن قوله هنا؟ جزماً اعتقد ان هذا المفهوم يخضع للنسبية في التقدير. وربما يعيش المرء مرات ومرات لتصل تلك العوالم بتكاملها الى ذروة التباين والاكتفاء بما عندها فتفرز الخنادق وربما تعاد دواليك.
الجواب
بسمه تعالى
ما دام لديك اعتقاد جازم فلن تحتاج الى سؤال أحد.
السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ العزيز. بما أن سماحتكم اختصاص بعلم الباطن فعندي سؤال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ((إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ….))[1] والعترة متمثلة بالإمام المهدي عليه السلام والامام غائب، فمن هو قائم مقام العترة الان؟ ومصداق الرواية المذكورة أعلاه؟
تقبل تحياتي وفائق احترامي
الجواب
بسمه تعالى
إن الإمام عليه السلام وان كان غائباً فهذا لا يعني عدم قيامه بمسؤوليته، وبما أنه صاحب ولاية باطنية عليا فله إمكانية تدبير أمور ولايته سواء بصورة مباشرة (بخفاء العنوان) أو بصورة غير مباشرة عن طريق تحريك من هم تحت سلطته من حيث يشعرون او لا يشعرون.
والله تعالى هو العالم بحقائق الامور
[1]– العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 23، ص 133
شيخنا الجليل دام فيضكم. السيد الحيدري يقول إنه لا دليل من القرآن على الإمامة. هل هذا الكلام صحيح؟ وإذا كان خطأ ما الدليل على الإمامة من القرآن؟ فهل ذكرت إمامة المعصومين في القرآن؟ جواب لو تكرمت.
الجواب
بسمه تعالى
نعم لا يوجد دليل قرآني صريح، إنما الدليل الصريح جاء عن طريق السنة.
السلام عليكم مولاي
تقبل الله صيامكم وصالح أعمالكم……
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَعْيَنَ وَ أَبَا الْخَطَّابِ يُحَدِّثَانِ جَمِيعاً-قَبْلَ أَنْ يُحْدِثَ أَبُو الْخَطَّابِ مَا أَحْدَثَ-أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) يَقُولُ: (أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْهُ وَ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا، الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)، وَ إِنَّ الرَّجْعَةَ لَيْسَتْ بِعَامَّةٍ وَهِيَ خَاصَّةٌ، لاَ يَرْجِعُ إِلاَّ مَنْ مَحَضَ الْإِيمَانَ مَحْضاً أَوْ مَحَضَ الشِّرْكَ مَحْضاً)[1]…..
وودت أن أعرف رأي سماحة الشيخ بخصوص الرجعة والتي عرفنا أنها ناموس إلهي بأن كل الخلق هم في رجعة مستمرة.. ولكن ماذا يمكن أن نفهم من رواية الإمام الصادق عليه السلام أعلاه؛ بأنه لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً ومن محض الكفر محضاً..؟!
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى
لا يوجد دليل شرعي على رجعة كل الخلق، انما ما وَرَدنا من روايات ذكرت الرجعة الخاصة فقط.
[1]– العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 53، ص 39
السلام عليكم سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي دام عزكم.
قول بعض أهل المعرفة إن الله تعالى لا ينسب إليه الضار وإن الله هو الخير النافع المطلق، فما هو رأيكم؟
الجواب
بسمه تعالى
عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
هذا يُجاب من جهتين:
الجهة الأولى: (الضار) صفة إلهية، وتعني الذي بيده وفي مقدرته إيقاع الضرر، وليس بالضرورة صدور الضرر عن هذه الصفة.
الجهة الثانية: وهي ما كان يميل إليها استاذي ـ أعلى الله مقامه ـ من أن (الضار) هو على مستوى الفهم البشري، فالبشر تفهم أن البلاء ضرر وأن المصيبة ضرر وأن الموت ضرر وغيرها من المؤذيات، فإن الله تعالى هو المسبِب لهذه الأفعال التي تعتبرها البشرية ضرراً وما هي بضررٍ في حقيقتها؛ انما هي خير محض.
أيدك الله تعالى
شيخنا الجليل ما حقيقة الانتساب لآل البيت عليهم السلام؟
الجواب
بسمه تعالى
حقيقة الانتساب هو التشابه، فكل من يدعي الانتساب الى أهل البيت، سواء انتساباً مادياً او معنوياً يجب عليه ان يتخلق بأخلاقهم ويشابههم في تصرفاتهم؛ وذلك بأن ينظر الى الجنبة الأخلاقية والدينية من كل أفعالهم وتصرفاتهم ثم يتخلق بذلك الخلق، حينها ستكون نسبته إليهم صحيحة وسليمة.
شارك هذا الموضوع:
- انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
- النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
- اضغط للمشاركة على Pinterest (فتح في نافذة جديدة) Pinterest
- اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة