الإختلافُ المرتبي بين الزوجينِ
أغلبُ الأزواجِ بينهم إختلافٌ من جهةِ المستوى العامِ، فقد يكونُ الزوجُ أذكى من الزوجةِ أو قد تكونُ الزوجةُ أكثرَ إيماناً من الزوجِ وهكذا، حيثُ أن هذا التفاوتَ في المستوى العقلي أو النفسي أو الثقافي أو العلمي أوغيرِه قد يدفعُ أحدَهما إلى محاولةِ جعلِ الآخر مُماثلاً له، فمثلاً حينما تكونُ الزوجةُ حائزةً على مؤهَلٍ جامعيٍ تجد إنها تُريدُ لزوجِها أن يكون لديهِ نفسُ المؤهَلِ، فتَحِثهُ على الدراسةِ لأجلِ ذلك، أو قد يكونُ الزوجُ فناناً فتراهُ يَحِثُ زوجتَه أن تَصيرَ مِثلَهُ، وهذا قد يكونُ مُشكِلةً أكثرُ مِنه رابطاً، حيثُ أنَّ المستوى الكمالي العامَ للفردِ حاكِمٌ على إمكانياتِه ورغباتِه, فما يَقدرُ الزوجُ على فعلهِ قد تَجدُ الزوجةُ صعوبةً بالغةً فيه، وما تَرغبُ به الزوجةُ قد يَمقتُهُ الزوجُ ولا يُطيقُهُ، لذلك، ولأجلِ دوام إستمرار الحياةِ الزوجيةِ ، يَنبغي أن لا يُكلف الزوجُ زوجَهُ بتكليفه وإنما كلٌ يعملُ على قدرِ إمكانياتِه، وقد شاهدتُ الكثيرَ من ذلك في فترةِ مَشيخَتي الباطنيةِ، ففي إحدى المراتِ ـ وهُنَّ كثيراتٌ ـ أدخَلتُ أحدَ طلبَتي لمقامِ التوكُلِ وقد تَعايشَ مع المقامِ وتَحَققَ به جيداً لكني تفاجأتُ أنهُ يُرغِبُ زوجتُه – وهي مِن أهلِ الظاهرِ- بدخولِ مقامِه والذي يَبعُدُ عن مستواها عَشراتِ السنينِ. نعم، هو نابعٌ من المحبةِ والعاطفةِ لكنه سوفَ يُهلِكُها مِن حَيث يُريدُ نجاتَها!، فيَنبغي أن يُؤخذَ مُستوى قابليةِ ورغبةِ الآخرِ بعينِ الإهتمامِ.