بسم الله الرحمن الرحيم
مُقَدِّمـــة
عند النظر إلى أفعال وأقوال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) نرى منها ما يمثل بعض مستوياته الكمالية سواء على الوجه الادبي أو الأخلاقي أو الاماني، وحتى عند تنزله الى المراتب الأدني على حسب قانون كلّم الناس على قدر عقولهم ، نرى عند النظر الحق بعض مراتبه (ع ) ، وعند التعمق بالفعل أو القول نجد ما هو أوسع من ذلك؛ لان ما يصدر عنه (ع) يصدر عن مجموع صفاته وكمالاته، فيكتسب القول أو الفعل أثراً من كماله (ع) ، وهذا قانون عام.
والشيء الأخر إن أقوال أمير المؤمنين ( ع) هي ليست أقوال كّونها الأمام (ع) لوجود مصلحه آنية في طرحها؛ بل إنها وإن لم تكن كلها ، هي عبارة عن خطوات فعلية خطاها الأمام أثناء مسيرهُ في مدارج القرب نحو الحق المطلق (جل جلاله) فجعلها وصايا ومواعظ، يتأمل ممن يقتدي به أن يطبقها ويسير عليها حتى يصل إلى ما أراد الله سبحانه أن يصل إليه، ومن هنا يتبين مضمون ما جاء في الأثر .. إن علياً هو الصراط المستقيم.. بمعنى إن المسير على أفعال و أقوال علي بن ابي طالب (ع) هو المسير على الصراط المستقيم. ومن المعلوم إن غاية الصراط المستقيم بكل ما يحتمل من معنى هو أن يوصل إلى مرضاة الله عز وجل، سواء أ كانت هذهِ المرضاة هي الجنان أو مراتب القرب منهُ أو غيرها …. فإن الخطوات الفعلية في وصايا ومواعظ هذا الأمير توصل إلى هذه الغاية؛ بل إلى ما هو أدق وأعمق من ذلك.
والنتيجة من ذلك هي … إن المسير العملي في نصائح ووصايا علي بن أبي طالب (ع) هو مسير على الصراط المستقيم وهو الطريق الذي شقهُ لنا هذا الرجل نحو الغاية الكبرى ألا وهي العبادة المطلقة .
ونحن هنا اخترنا للقارئ الكريم بعض هذه المواعظ والتي هي نفحات من أنفاس أمير المؤمنين، التي نرجو أن يأخذ القارئ منها ما يراه مناسباً لمرتبته ويعمل على تطبق ما يمكن تطبقه منها.
ومن الله التوفيق
منتظر الخفاجي
النجف الأشراف