سماحة الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي. ونحن في هذا الشهر المبارك نلاحظ في مجتمعنا الأقبال على بعض الالعاب الشعبية المعروفة وقضاء أغلب ليالي رمضان فيها وخصوصاً لعبة (المحيبس)، فهل ان ممارسة هذه الالعاب او متابعتها وتشجيعها يقطع أو يقلل من عطاء شهر العطاء…شهر رمضان المبارك؟
إجابة سماحة الاب المربي الشيخ منتظر الخفاجي دام عطاؤه: من المؤسف جدا ظهور الكثير من العادات والممارسات التي انتشرت في المجتمع والتي منها هذه الألعاب وغيرها سواءا أكانت في شهر رمضان أو غيره من الأشهر، فنرى الصغير والكبير يلعب، وكأن في العمر فائضٌ وزيادةٌ عن حاجة وجوده، ويريدُ ان يتخلص منه، نعم، لا بأس إن كان هناك ضغط كبير وقع على الإنسان بسبب عمله او مسؤولياته المختلفة ويريد ان ينفس عن ذلك الضغط بشيء معين كالتسلية مثلاً، ولكن هل بالضرورة ان تكون تلك التسلية هي لعبة ما؟ أقول: ليس بالضرورة ان تكون التسلية لعبة، ربما تكون التسلية بقراءة كتاب معين أو زيارة اصدقاء أو غير ذلك، واقعاً ان شهر رمضان هو شهر توجه وتقرب، شهر ترميم علاقتنا بالله سبحانه وتعالى عما صدعها من اعمالنا وافعالنا خلال السنة التي مضت منه، نحن قلنا: ان الله سبحانه وتعالى عندما نَسب هذا الشهر الى نفسه، وأبلَغَنا رسوله: (رمضان شهر الله) حينئذ ينبغي ان نؤدي ما يقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، فهل ان لعبة المحيبس وغيرها أو السهر على البرامج التلفزيونية يقرب الى الله سبحانه وتعالى؟ قطعاً لا ،لا يقول بذلك لا عاقل ولا أحمق. لقد أوجد الله تعالى لك فرصة عظيمة على مدى ثلاثون يوماً، فاستغل هذه الفرصة في أن تتقرب له، استغلها في ان ترفع من رصيدك الاخروي، استغلها في ان ترفع من رصيدك الدنيوي وليس الاخروي فقط، بالأعمال الصالحة والنافعة لذاتك ولغيرك، وليس في ان تضيعها وتضيع عمرك باللعب، وهو عُمرٌ محسوب عليك بالأنفاس، واقعا إن هذه من المشاكل الكبرى التي تواجه المجتمع المؤمن، وللأسف يوجد إعلامٌ وتشجيع قويٌ عليها، حتى أصبحت في الآونة الأخيرة تُنقَلُ على الفضائيات وكأنها حدث مهم يسترعي الانتباه والتفرغَ لمتابعته…حيثُ رجالٌ، كبارٌ، عقلاءٌ يبحثون عن خاتَمٍ صغيٍر، في أي يدٍ هو؟ واقعاً هذه مشكلةٌ ومأزقٌ إجتماعيٌ كبير، وإنا لله وإنا إليه راجعون.