جلسات رمضانية
الجلسة السابعة

سماحتكم يتضح من قول الله تعالى: (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلوا وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا يَعمَلونَ) أن الايمان مراتب ودرجات فهل يستطيع المؤمن أن يعرف ويشعر باختلاف درجة ايمانه صعوداً أو نزولاً؟
والشِق الآخر من السؤال: لماذا لا نرى الإنسان يسعى لتغيير درجاته الإيمانيّة؟ ويرضى بما هو عليه من درجة؟ هل لإرادة الإنسان دخل في ذلك أم هي الإرادة الإلهية؟
الجواب
قطعاً لا، ليست الإرادة الإلهية، الله سبحانه وتعالى يريد لعباده الآخرة والمنازل العليا أكيداً (وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ).
بالنسبة للشِق الأول من السؤال: المسألة تحتاج إلى شيء من الصفاء والالتفات، أحياناً يوجد شخص يسير في طريق الإيمان لكنه لا يلتفت إلى أين وصل، ربما يدفعه في مسيره هذا هو الشعور الدائم بالتقصير أو الشوق إلى الغاية، فلا يلتفت إلى أين وصل إطلاقاً، لكن أحياناً ينبهه الله سبحانه وتعالى إلى ذلك، فمثلاً أنا اليوم عندي صفة معينة أو عندي نقص معين، بعد فترة أكتشف ان هذا النقص اختفى، هنا الله سبحانه وتعالى نبَّهني على أن هذا النقص زال واختفى، ولربما اختفى بسبب أفعال عبادية او بسبب استغفار أو بسبب عمل صالح…الخ، الإنسان إذا رجع إلى الوراء لو جاز التعبير ــ اقصد رجع بالنظر ــ فإنه سينظر إلى حاله في السنة الماضية وهذه السنة ويُقِيم قيامته – لو جاز التعبير- ويحاسب نفسه من خلال رؤية سيّئاته وحسناته، هنا سوف يستشعر ويرى الفرق، سيرى أن كثيراً من الأمور والافعال غير المحببة والتي كان يقوم بها ويفعلها قد أنتفت وزالت، يرى كذلك أن بعض الصفات التي كان يتصف بها قد قلّت أو ضَعُف أثرها، طبعاً أقصد إذا ما كان مسيره إيمانياً فسوف يرى وجود فروقات أكيداً، أضف إلى ذلك أنه في بعض المواطن ــ كما ذكرنا ــ ان الله سبحانه وتعالى سوف ينبهه على ان مستواك أصبح أفضل من السابق؛ لكي يعطيه حافزاً ودافعاً للمسير أكثر، فهذه كلها ترجع إلى الفرد نفسه، أحياناً يلتفت لحاله ويرى وجود فرق معين.
أحياناً البعض من مُحبّيني أُبين أنا له: أنك كنت كذا في العام السابق ــإذا كنت تتذكرــ؟ والآن أصبحت كذا، فيقول لي أنا لست منتبهاً لذلك، طبعاً جزاه الله خيراً ربما زهداً منه بهذه المسألة، فيقول لي: المهم أني أسير لله سبحانه وتعالى، وأين ما يُقدِر لي الله أن أصل..أصل، فليسَت مسألة الالتفات إلى مستواه الإيماني ورقُيهِ من مرتبة إلى مرتبة اخرى هي مسألة صعبة، سيرى انه أصبح لديه وَرَع عن بعض المحرمات وعدم استساغة لبعض الأمور السيئة، وانه أصبح لديه مستوى من الترفُّع؛ وذلك قطعاً فيه دلالة على أن المستوى الإيماني لديه ارتفع.
السائل: وبالعكس عند نزول الدرجات؟
الجواب: نعم وبالعكس نفس الشيء، حينما ينزل سيعرف أنه نازل (بَلِ الإِنسانُ عَلى نَفسِهِ بَصيرَةٌ) بصيرة: أي يرى ويسمع.
السائل: يعني لا يُعذَر بالغفلة؟
الجواب: فيما يخص مسألة الغفلة، فإن بعض الغفلة هي من الإنسان وبعضها ليست منه، فالله سبحانه وتعالى ــ أحياناً ــ يُنزِّل عليك الغفلة لأن مصلحتك تتطلب ذلك في مواطنٍ معينةٍ، أما الغفلة الأخرى التي هي من الإنسان، فأكيداً هو مُحاسَب عليها، لان الغفلة نِتاج أعمال وأفعال هو قام بها، وإلا لماذا أتته الغفلة؟
شارك هذا الموضوع:
- انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) فيس بوك
- انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة) Telegram
- انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة) WhatsApp
- النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة) X
- اضغط للمشاركة على Pinterest (فتح في نافذة جديدة) Pinterest
- اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) طباعة