محـــادثـــة
قال أيها الشيخ إني سائلك عن مسائلٍ، ولك الأجر فيما أجبت إن شاء الله تعالى.
قال الشيخ: سَلْ عبداً وليس أجيراً!
قال أيها الشيخ: ما أفضل الصفات؟.
قال: ما اصطفاها الحكيم لنفسه.
قال: ما أفضل الأفعال؟.
قال: ما نبع من قلبك دون تكلّف.
قال: ما أفضل الأفكار؟.
قال: ما نزلت عليك حين صفاءك.
قال: ما أفضل الأقوال؟.
قال: ما فتح باب التوحيد، وأغلق منافذ الوعيد.
قال: ما أفضل الأحوال؟.
قال: المزلزلات حين الركود، والمحفزات حين الصعود.
قال: ما أفضل الأوقات؟.
قال: ما طالت بسبب صبرك، أو قصرت بسبب شكرك.
قال: ما أفضل العطاء؟.
قال: ما ثقُل على النفس إخراجه، وغفل القلب عن خَراجه.
قال: ما أفضل الطعام؟.
قال: ما أُكلَ لأجل الطاعة أو تُركَ لأجل الطاعة.
قال: ما أفضل الشراب؟.
قال: ما دعاك إلى شكر ساقِيك.
قال: ما أفضل إناء؟.
قال: ما وسع لكل عطاء، وصمد لكل بلاء.
قال: ما أفضل المنام ؟.
قال: ما نام صاحبه ذاكراً لربه، أو هارباً من نفسه.
قال: ما أفضل المتاع؟.
قال: الذي يسبقك إلى المقر، ويثبُتُ حين المفر.
قال: ما أفضل اللباس؟.
قال: ما وقى صاحبه حر النيران، وقبّحَ عنده لذة العصيان.
قال: ما أفضل الغطاء؟.
قال: غطاء العين بجفن التقوى في مدارك العصيان.
قال: ما أفضل المكان؟.
قال: ما وجدتَ فيه قلبك، وغابت فيه نفسك.
قال: ما أفضل المساجد؟.
قال: ما اطمأنتْ فيه المساجد، وكَثُرتْ فيه المحامد، وتوحدت فيه المقاصد.
قال: ما أفضل الأصدقاء؟.
قال: من يُقدّم لك العطاء قبل أن يظهر منك الرجاء.
ثم قال السائل: أيها الشيخ لقد أكرمتني فأجزلت، فهل إلى اكرامك من سبيل؟ قال الشيخ: لا تظلم منبع العلم بشكر مخارجه. والسلام.
أدام الله تعالى فيضكم وعطاكم ابانا الحبيب.
ادام الله تعالى وجودك