مراتب التوبة

مراتب التوبة من كتاب (فيوضات من الباطن)

مراتب التوبة من كتاب (فيوضات من الباطن) 1
لقد رتب الإمام الصادق والعدل الناطق (ع) التوبة على خمس مراتب تبعاً لأصول مراتب الكمال ، فقال : التوبة حبل الله ومدد عنايته ولا بد للعبد من مداومة التوبة على كل حال ، وكل فرقة من العباد لهم توبة ، فتوبة الأنبياء من اضطراب السر ، وتوبة الأولياء من تلوين الخطرات ، وتوبة الأصفياء من التنفيس ، وتوبة الخاص من الاشتغال بغير الله ، وتوبة العام من الذنوب . وبيان هـذه المراتب :
المرتبة الأولى : توبة الأنبياء. وهي من اضطراب السر. والسر ، هو القلب إذا ارتقى وصفى وحوى على الأسرار الإلهية ، وكذا هي قلوب الأنبياء. واضطرابه تارة بسبب هول مطّلع النوازل ، فيضطرب السر وإن كان لا يظهر منه شيء على الظاهر. وتارة أخرى ، إن اضطرابه هو ظهور آثار الأسرار الإلهية على المعالم الظاهرية لغلبة السر على قالب النبي. وهذا في شرع الأنبياء من مستوجبات التوبة.
المرتبة الثانية : توبة الأولياء من تلوين الخطرات. والتلوين هو التداخل في الخواطر وعدم التمكين منها ، ويكون بما يطرأ من خواطر من الحال الداني إلى من في الحال العالي ، ومنه الخواطر الاستقلالية لمن في حال الفناء ، والخواطر العقلية لمن حاله الإلهام ، وهذا التلوين يعُد في شرع الأولياء من الذنوب والذي يجب التوبة عنه.
المرتبة الثالثة : توبة الأصفياء. وهي من التنفيس ، والتنفيس يكون حين الكرب الذي يُنزله الحق تعالى على قلوب الأصفياء. وطلب التنفيس أي التخفيف من الكرب أو التسلي عنه يُعد من كبائر الذنوب في شرع الأصفياء ، والتي يجب التوبة عنها. أي عندما يسلط الحق تعالى الكرب على قلوب أصفياءه بأي فعل كان يجب أن لا يلتفت الصفي إلى ما يخفف عنه هذا الكرب أو يخرجه منه.
المرتبة الرابعة : توبة الخاص. وهي من الاشتغال بغير الله ، وليس بغير ذكر الله فإن بينهما فرق. وعلى الخاص أن يكون كل مفردات حياته لله ، فيكون عيشه لله ، وإن اشتغل بشيء غير الله أو لم يكن لله ، عُدّ ذلك في شرعه ذنب يستوجب التوبة.
وأما المرتبة الخامسة وهي توبة العوام فلا تحتاج إلى بيان.
منتظر الخفاجي

شكرا لترك بصمة تواجدكم معنا .........